الأستاذ أحمد محمود محمد الملقب جمال لموقع الفكر:تأسيس المكتبة مهمة ليست يسيرة بالمرة

 

في لقاء مع المدير و المؤسس لمكتبة ذاكرة موريتانيا و الصحراء الأستاذ احمد محمود محمد الملقب جمال، صاحب  المكتبة المتنوعة الغنية بالمخطوطات و الموجودات التراثية،  وهي نتاج جهد كبير نود أن نسلط عليه الضوء في هذا اللقاء، وليقدم من خلاله الأستاذ جمال تجربته للنخبة الثقافية خصوصا في هذا البلد الذي تكاد تنمحي فيه الذاكرة وتغيب فيه ثقافة التوثيق وحفظ الموجودات وتتجاوز كما هي طبيعة الحياة البدوية الصحراوية التي لا تهتم بالمستقبل وتتميز بالتنقل وبالبداوة بصفة عامة.

فمكتبة الأستاذ جمال التي نوجد فيها اليوم غنية بالمخطوطات التي يصل عمرها إلى قرون، تضم مصاحف وكتبا و عقود بيوع وزواج وأحكاما قضائية، كما تحوي أيضا مصادر ومراجع وموجودات مختلفة..

 

موقع الفكر: متى تأسست هذه المكتبة، وكيف كان مسار التأسيس؟

الأستاذ جمال: أهلا وسهلا، جزاكم الله خيرا على هذا الاهتمام الذي تولونه لهذا الموضوع ولي شخصيا،

تأسيس المكتبة مهمة ليست يسيرة بالمرة، ويتطلب الكثير من الوقت والجهد، ولا بد من وجود عشق للكتب و اهتمام خاص بها.

وهذه المكتبة لم تظهر بين عشية وضحاها، بل كانت نتيجة تراكم جهود ومساعي مستمرة.

وبما أني نشأت في وسط عائلي مهتم بالعلم و بالكتب، كنت مهتما بالكتب قراءة و حفظا، واقتناء منذ الصغر؛ فلم تكن هذه ممارسة جديدة بل رافقتني من صباي.

ولم يقتصر الأمر على كتب العلم الشرعي القديمة  مثل المصاحف و المتون الشرعية بل امتدت اهتماماتي القرائية لتشمل الكتب العصرية نتيجة التحاقي بالمدرسة النظامية فكانت اهتماماتي القرائية متنوعة.

كما رافقني شغف اقتناء كل الموجودات المتعلقة بالبلد هوية وتاريخا واستمرت معي حتى اليوم.

 

موقع الفكر: منذ متى بدأت معكم هذه الهواية وهذا الشغف؟

الأستاذ جمال: منذ نعومة أظافري.

موقع الفكر: يعني من السبعينات تقريبا؟

الأستاذ جمال: نعم؛ من سن الخامسة عشر وأنا أهتم بجمع و اقتناء الموجودات من طوابع ومجلات  وكتب وروايات، بعضها تمكنت من الاحتفاظ به والبعض الآخر ضاع مني، لكن بقيت هواية الاقتناء وجمع الموجودات  والاحتفاظ بها ممارسة ترافقني باستمرار.

 

موقع الفكر: ومتى بدأت المكتبة تتشكل وتبدو كما هي عليه اليوم؟

الأستاذ جمال: بعد أن توظفت بقيت عندي تلك المقتنيات و الموجودات التي جمعتها سابقا من صور وطوابع ومجلات وكتب، وبدأت أهتم بجمع ما يتعلق بالمهنة، مثل النصوص المتعلقة بالقانون والإدارة والجباية والعقار وكل ما يتعلق بمهنتي؛ وخصصت لهذا الجانب ركنا خاصا به ضمن المكتبة، وبدأت الكتب التي أقرؤها و أجمعها تزداد شيئا فشيئا؛ كلما قرأت كتابا أحتفظ به، أو  بنسخة مصورة منه، وقد رافقتني هذه الممارسة حيثما حللت، بدأت في الإدارة الإقليمية تحديدا ثم في وزارة المالية، وقد  بدأت عملي في الداخل من داخلة انواذيبو واصطحبت جزء من المكتبة وتركت البقية هنا.

وبعد ذهابي إلى الخارج وعملي في السلك الدبلوماسي تركت المكتبة هنا، وقمت بحفظ موجوداتها في صناديق مخصصة لهذا الغرض، وظهر لدي شغف جديد يتعلق بجمع واقتناء كل ما يتعلق بموريتانيا جغرافيا، تاريخ، أدب.. الخ. ومتعلقات الصناعة التقليدية؛ ولعل السبب الأبرز لذلك، أن الإنسان في الغربة  يزداد تعلقه واهتمامه ببلده وكل ما يرتبط به، أكثر من غيره خصوصا من لديه هذه الاهتمامات، حيث أن المقتنيات ستكون أهم وسيلة لتعريف الآخرين ببلده.

فهذه السنوات التي أمضيتها في الخارج، قرابة السبع عشرة سنة، في بلدان متعددة ومختلفة مكنتني من جمع أكبر قدر من الموجودات ومتعلقات البلد، سواء كان مجلة أو كتابا أو غير ذلك.

وكلما أسمع عن شيء يتعلق بموريتانيا أسعى لشرائه  للاحتفاظ به وضمه إلى مقتنيات هذه المكتبة. وبعد عودتي إلى البلد و استقراري هنا أفردت لتلك المقتنيات ركنا خاصا في المنزل  وخصصته للمكتبة عموما؛ وهذا جزء مستقل عن المنزل لاستقبال الزائرين للمكتبة و الراغبين في الاطلاع عليها.

والمكان مفتوح لكل من لديه بحث و  اهتمام  بالاطلاع على محتويات المكتبة وأي مصدر من المصادر الموجودة لدينا نضعه في خدمة  الباحثين وتحت تصرفهم.

موقع الفكر: لاشك أن هناك تكاليف مالية للمكتبة ترتبط باقتناء الكتب والوثائق وصيانتها؟

الأستاذ جمال: حقيقة، هذا  أمر ليس باليسير، فالحفظ ليس سهلا؛ ومن ليس مستقرا ولديه مكان ثابت للاحتفاظ بالكتب و الوثائق، لن يستطيع المحافظة عليها؛ ولابد من تخصيص جزء معتبر من الميزانية الشخصية للصرف على المكتبة فالكتب باهظة الثمن في الغالب الأعم، خصوصا ما يتعلق منها بالمخطوطات و المقتنيات التراثية.

فكثير من المخطوطات وصلني من الأقارب وكان الحصول عليها من خلال التوارث، وبعضه قد يتحفك به آخرون.

 

موقع الفكر: هل لديكم في المكتبة نظاما لإعارة الكتب؟

الأستاذ جمال: أنا لا أعير من المكتبة، لأن إتاحتها أمام الراغبين أفضل من إعارتها، فأن أتيحها ولن أمنع أي شخص يرغب في الاطلاع على موجوداتها ولكن لا أعير منها؛ فالإعارة هي آفة الكتب ونحن لدينا مثل يقول أن من يعير  الكتب أحمق ومن يرجعها بعد إعارتها أحمق كذلك.

 

موقع الفكر: ما هي أهم محتويات هذه المكتبات؟

الأستاذ جمال: المكتبة متنوعة فيها الكثير، وتختص أساسا بما يتعلق بالمجال الصحرواي  لموريتانيا عموما؛ فيها كذلك ما يتعلق بتجربتي الإدارية.

 

موقع الفكر: لنأخذ مثلا المرحلة الاستعمارية و الكتب التي ألفها المستعمر وكتابه عن موريتانيا.

الأستاذ جمال: لا أعتقد أنه يوجد مؤلف ألف عن موريتانيا أو من طرف المستعمر الفرنسي إلا وتوجد في المكتبة نسخة أو صورة منه؛ فهناك كتب وهناك تقارير مصورة من مركز الدراسات في ليفان بدكار وأخرى من فرنسا, وهناك وثائق وكتب ومقتنيات يأتي بها أصدقاء وزملاء ويقدومنها  لي.

 

موقع الفكر: هل تتيح مراكز البحث و الدراسات في الخارج الوثائق المتعلقة بتاريخ موريتانيا للنسخ أو التصوير للباحثين أو غيرهم؟ أم أنها تمنع ذلك وتحتكرها؟

الأستاذ جمال: المراكز في الخارج تتيح محتوياتها  لمن يرغب في الاطلاع عليها ما لم تدخل تلك الوثائق في نطاق محظورات النشر و التداول.  وتوجد لدى هذه المراكز مصلحة مكلفة بهذا الأمر و يتوجب على الراغب في الاطلاع على وثيقة معينة تسديد رسوم  للدخول من أجل الاطلاع على الوثيقة أو من أجل تصويرها وأخذها نسخة منها.

 

موقع الفكر: هل فكرتم في رقمنة المكتبة؟

الأستاذ جمال: فعلا فكرنا في ذلك لأن كثيرا من محتويات هذه المكتبة إذا لم تتم رقمنه قد يعرضه ذلك للضياع

مع أن الكتاب الورقي يبقى لا غنى عنه، وسنستعرض معكم بعض المقتنيات

فهذا تهليل يضم كتابا صغيرا بخط يد الجد وهذا مخطوط يحتوى على أدعية مكتوب بالحظ السواحلي   أهدته لي صديقة أجنبية تعرف شغفي و اهتمامي بالمخطوطات الإسلامية،  أظن أنه قادم من  نيجيريا أهداه أحدهم  لقس و القس أهداه للصديقة الأجنبية؛ هذا أيضا كتاب دليل الخيرات بخط قديم ولكن تمت رقمنته و سحبه بهذا الشكل.

وهذا مصحف بخط يد الجد احمد محمود ولد عبد الله ولد احمدو، يعود خطه إلى قرن تقريبا، وتم تصويره ووصفه بهذه الطريقة الحديثة؛ إذن هذه نماذج..

 

موقع الفكر: نلاحظ في جانب المكتبة لوحات شوارع مثل شارع الشيخ سيديا، شارع ناصر الدين، شارع الشيخ ماء العينين، فما قصة هذه الشوارع؟

الأستاذ جمال: هذه لوحات شوارع قديمة قمت بجمعها وهي قصة طويلة  قد يكون من المناسب الحديث عنها في وقت آخر؛ وبالمختصر فإن نواكشوط  كانت تضم شوارع ومسميات ل 63 شارعا.  أطلقها المجلس البلدي لنواكشوط حينها على أبرز شوارع المدينة، منها هذه المسميات التي ترونها: ناصر الدين، الشيخ ملعينين، محمد لحبيب، احمد محمد، بكار، هنون ولد بسيف، و باتريس لومومبا، ولاحقا جمال عبد الناصر في السبعينات بعد رحيله، كذلك الملك فيصل, و كندي إلى آخره.

فهي تقريبا، 63 شارعا كانت موجودة ومعروفة، لوحاتها معلقة على المباني؛ ومع الزمن تهدم هذه البنايات للترميم أو إعادة البناء، وتسقط لوحات الشوارع ولا يعاد تثبيتها فتنسى أسماء الشوارع عبر الأجيال. في الآونة الأخيرة، تمت إعادة الاعتبار لهذه الشوارع وتمت مباشرة تثبيت لوحات بأسمائها القديمة من أجل المحافظة على ذاكرة نواكشوط . وكنت قد أطلقت دعوة بهذا الخصوص من أجل المحافظة على ذاكرة مدينة نواكشوط، وأطلقها آخرون.

 

موقع الفكر: هل سبق أن تم استدعاء المكتبة للمشاركة في ندوات خارج البلاد؟

الأستاذ جمال:  لا لم يتم استدعائي إلى الخارج، ولم يكن لنا سابق اهتمام بذلك، أحيانا تأتي قنوات فضائية وتجري مقابلات، لكن لم يسبق أن تم استدعاء المكتبة لحضور نشاط خارج البلد.

 

موقع الفكر: الأستاذ احمد محمود الملقب جمال لكم منا جزيل الشكر على هذا الوقت الذي خصصتمونا به في هذه المكتبة الفريدة والغنية، مكتبة موريتانيا والصحراء؛ وكان الحديث حديثا عاما حول تأسيس المكتبة والصعوبات التي واجهت التأسيس و أبرز الموجودات. نرجو أن نتمكن من إجراءات لقاءات أخرى معكم تكون في مواضيع محددة ومتخصصة مرتبطة بهذه المكتبة.

الأستاذ جمال: إن شاء الله

في لقاء مع المدير و المؤسس لمكتبة ذاكرة موريتانيا و الصحراء الأستاذ احمد محمود محمد الملقب جمال

الفكر: حقيقة نحن في مكتبة متنوعة غنية بالمخطوطات و الموجودات التراثية،  وهي نتاج جهد كبير نود أن نسلط عليها الضوء في اللقاء، وليقدم من خلاله الأستاذ جمال تجربته للنخبة الثقافية خصوصا في هذا البلد الذي تكاد تنمحي فيه الذاكرة وتغيب فيه ثقافة التوثيق وحفظ الموجودات وتتجاوز كما هي طبيعة الحياة البدوية الصحراوية التي لا تهتم بالمستقبل وتتميز بالتنقل وبالبداوة بصفة عامة.

الأستاذ جمال هذه المكتبة التي نوجد فيها اليوم غنية بالمخطوطات التي يصل عمرها إلى قرون، تضم مصاحف وكتب و عقود بيوع وزواج وأحكام قضائية كما تحوي أيضا مصادر ومراجع وموجودات مختلفة..

 

موقع الفكر: متى تأسست هذه المكتبة، وكيف كان مسار التأسيس؟

الأستاذ جمال: أهلا وسهلا، جزاكم الله خيرا على هذا الاهتمام الذي تولونه لهذا الموضوع ولي شخصيا،

تأسيس المكتبة مهمة ليست يسيرة بالمرة، ويتطلب الكثير من الوقت والجهد، ولا بد من وجود عشق للكتب و اهتمام خاص بها.

وهذه المكتبة لم تظهر بين عشية وضحاها، بل كانت نتيجة تراكم جهود ومساعي مستمرة.

وبما أني نشأت في وسط عائلي مهتم بالعلم و بالكتب، كنت مهتما بالكتب قراءة و حفظا، واقتناء منذ الصغر؛ فلم تكن هذه ممارسة جديدة بل رافقتني من صباي.

ولم يقتصر الأمر على كتب العلم الشرعي القديمة  مثل المصاحف و المتون الشرعية بل امتدت اهتماماتي القرائية لتشمل الكتب العصرية نتيجة التحاقي بالمدرسة النظامية فكانت اهتماماتي القرائية متنوعة.

كما رافقني شغف اقتناء كل الموجودات المتعلقة بالبلد هوية وتاريخا واستمرت معي حتى اليوم.

 

موقع الفكر: منذ متى بدأت معكم هذه الهواية وهذا الشغف؟

الأستاذ جمال: منذ نعومة أظافري.

موقع الفكر: يعني من السبعينات تقريبا؟

الأستاذ جمال: نعم؛ من سن الخامسة عشر وأنا أهتم بجمع و اقتناء الموجودات من طوابع ومجلات  وكتب وروايات، بعضها تمكنت من الاحتفاظ به والبعض الآخر ضاع مني، لكن بقيت هواية الاقتناء وجمع الموجودات  والاحتفاظ بها ممارسة ترافقني باستمرار.

 

موقع الفكر: ومتى بدأت المكتبة تتشكل وتبدو كما هي عليه اليوم؟

الأستاذ جمال: بعد أن توظفت بقيت عندي تلك المقتنيات و الموجودات التي جمعتها سابقا من صور وطوابع ومجلات وكتب، وبدأت أهتم بجمع ما يتعلق بالمهنة، مثل النصوص المتعلقة بالقانون والإدارة والجباية والعقار وكل ما يتعلق بمهنتي؛ وخصصت لهذا الجانب ركنا خاصا به ضمن المكتبة، وبدأت الكتب التي أقرؤها و أجمعها تزداد شيئا فشيئا؛ كلما قرأت كتابا أحتفظ به، أو  بنسخة مصورة منه، وقد رافقتني هذه الممارسة حيثما حللت، بدأت في الإدارة الإقليمية تحديدا ثم في وزارة المالية، وقد  بدأت عملي في الداخل من داخلة انواذيبو واصطحبت جزء من المكتبة وتركت البقية هنا.

وبعد ذهابي إلى الخارج وعملي في السلك الدبلوماسي تركت المكتبة هنا، وقمت بحفظ موجوداتها في صناديق مخصصة لهذا الغرض، وظهر لدي شغف جديد يتعلق بجمع واقتناء كل ما يتعلق بموريتانيا جغرافيا، تاريخ، أدب.. الخ. ومتعلقات الصناعة التقليدية؛ ولعل السبب الأبرز لذلك، أن الإنسان في الغربة  يزداد تعلقه واهتمامه ببلده وكل ما يرتبط به، أكثر من غيره خصوصا من لديه هذه الاهتمامات، حيث أن المقتنيات ستكون أهم وسيلة لتعريف الآخرين ببلده.

فهذه السنوات التي أمضيتها في الخارج، قرابة السبع عشرة سنة، في بلدان متعددة ومختلفة مكنتني من جمع أكبر قدر من الموجودات ومتعلقات البلد، سواء كان مجلة أو كتابا أو غير ذلك.

وكلما أسمع عن شيء يتعلق بموريتانيا أسعى لشرائه  للاحتفاظ به وضمه إلى مقتنيات هذه المكتبة. وبعد عودتي إلى البلد و استقراري هنا أفردت لتلك المقتنيات ركنا خاصا في المنزل  وخصصته للمكتبة عموما؛ وهذا جزء مستقل عن المنزل لاستقبال الزائرين للمكتبة و الراغبين في الاطلاع عليها.

والمكان مفتوح لكل من لديه بحث و  اهتمام  بالاطلاع على محتويات المكتبة وأي مصدر من المصادر الموجودة لدينا نضعه في خدمة  الباحثين وتحت تصرفهم.

موقع الفكر: لاشك أن هناك تكاليف مالية للمكتبة ترتبط باقتناء الكتب والوثائق وصيانتها؟

الأستاذ جمال: حقيقة، هذا  أمر ليس باليسير، فالحفظ ليس سهلا؛ ومن ليس مستقرا ولديه مكان ثابت للاحتفاظ بالكتب و الوثائق، لن يستطيع المحافظة عليها؛ ولابد من تخصيص جزء معتبر من الميزانية الشخصية للصرف على المكتبة فالكتب باهظة الثمن في الغالب الأعم، خصوصا ما يتعلق منها بالمخطوطات و المقتنيات التراثية.

فكثير من المخطوطات وصلني من الأقارب وكان الحصول عليها من خلال التوارث، وبعضه قد يتحفك به آخرون.

 

موقع الفكر: هل لديكم في المكتبة نظاما لإعارة الكتب؟

الأستاذ جمال: أنا لا أعير من المكتبة، لأن إتاحتها أمام الراغبين أفضل من إعارتها، فأن أتيحها ولن أمنع أي شخص يرغب في الاطلاع على موجوداتها ولكن لا أعير منها؛ فالإعارة هي آفة الكتب ونحن لدينا مثل يقول أن من يعير  الكتب أحمق ومن يرجعها بعد إعارتها أحمق كذلك.

 

موقع الفكر: ما هي أهم محتويات هذه المكتبات؟

الأستاذ جمال: المكتبة متنوعة فيها الكثير، وتختص أساسا بما يتعلق بالمجال الصحرواي  لموريتانيا عموما؛ فيها كذلك ما يتعلق بتجربتي الإدارية.

 

موقع الفكر: لنأخذ مثلا المرحلة الاستعمارية و الكتب التي ألفها المستعمر وكتابه عن موريتانيا.

الأستاذ جمال: لا أعتقد أنه يوجد مؤلف ألف عن موريتانيا أو من طرف المستعمر الفرنسي إلا وتوجد في المكتبة نسخة أو صورة منه؛ فهناك كتب وهناك تقارير مصورة من مركز الدراسات في ليفان بدكار وأخرى من فرنسا, وهناك وثائق وكتب ومقتنيات يأتي بها أصدقاء وزملاء ويقدومنها  لي.

 

موقع الفكر: هل تتيح مراكز البحث و الدراسات في الخارج الوثائق المتعلقة بتاريخ موريتانيا للنسخ أو التصوير للباحثين أو غيرهم؟ أم أنها تمنع ذلك وتحتكرها؟

الأستاذ جمال: المراكز في الخارج تتيح محتوياتها  لمن يرغب في الاطلاع عليها ما لم تدخل تلك الوثائق في نطاق محظورات النشر و التداول.  وتوجد لدى هذه المراكز مصلحة مكلفة بهذا الأمر و يتوجب على الراغب في الاطلاع على وثيقة معينة تسديد رسوم  للدخول من أجل الاطلاع على الوثيقة أو من أجل تصويرها وأخذها نسخة منها.

 

موقع الفكر: هل فكرتم في رقمنة المكتبة؟

الأستاذ جمال: فعلا فكرنا في ذلك لأن كثيرا من محتويات هذه المكتبة إذا لم تتم رقمنه قد يعرضه ذلك للضياع

مع أن الكتاب الورقي يبقى لا غنى عنه، وسنستعرض معكم بعض المقتنيات

فهذا تهليل يضم كتابا صغيرا بخط يد الجد وهذا مخطوط يحتوى على أدعية مكتوب بالحظ السواحلي   أهدته لي صديقة أجنبية تعرف شغفي و اهتمامي بالمخطوطات الإسلامية،  أظن أنه قادم من  نيجيريا أهداه أحدهم  لقس و القس أهداه للصديقة الأجنبية؛ هذا أيضا كتاب دليل الخيرات بخط قديم ولكن تمت رقمنته و سحبه بهذا الشكل.

وهذا مصحف بخط يد الجد احمد محمود ولد عبد الله ولد احمدو، يعود خطه إلى قرن تقريبا، وتم تصويره ووصفه بهذه الطريقة الحديثة؛ إذن هذه نماذج..

 

موقع الفكر: نلاحظ في جانب المكتبة لوحات شوارع مثل شارع الشيخ سيديا، شارع ناصر الدين، شارع الشيخ ماء العينين، فما قصة هذه الشوارع؟

الأستاذ جمال: هذه لوحات شوارع قديمة قمت بجمعها وهي قصة طويلة  قد يكون من المناسب الحديث عنها في وقت آخر؛ وبالمختصر فإن نواكشوط  كانت تضم شوارع ومسميات ل 63 شارعا.  أطلقها المجلس البلدي لنواكشوط حينها على أبرز شوارع المدينة، منها هذه المسميات التي ترونها: ناصر الدين، الشيخ ملعينين، محمد لحبيب، احمد محمد، بكار، هنون ولد بسيف، و باتريس لومومبا، ولاحقا جمال عبد الناصر في السبعينات بعد رحيله، كذلك الملك فيصل, و كندي إلى آخره.

فهي تقريبا، 63 شارعا كانت موجودة ومعروفة، لوحاتها معلقة على المباني؛ ومع الزمن تهدم هذه البنايات للترميم أو إعادة البناء، وتسقط لوحات الشوارع ولا يعاد تثبيتها فتنسى أسماء الشوارع عبر الأجيال. في الآونة الأخيرة، تمت إعادة الاعتبار لهذه الشوارع وتمت مباشرة تثبيت لوحات بأسمائها القديمة من أجل المحافظة على ذاكرة نواكشوط . وكنت قد أطلقت دعوة بهذا الخصوص من أجل المحافظة على ذاكرة مدينة نواكشوط، وأطلقها آخرون.

 

موقع الفكر: هل سبق أن تم استدعاء المكتبة للمشاركة في ندوات خارج البلاد؟

الأستاذ جمال:  لا لم يتم استدعائي إلى الخارج، ولم يكن لنا سابق اهتمام بذلك، أحيانا تأتي قنوات فضائية وتجري مقابلات، لكن لم يسبق أن تم استدعاء المكتبة لحضور نشاط خارج البلد.

 

موقع الفكر: الأستاذ أحمد محمود الملقب جمال لكم منا جزيل الشكر على هذا الوقت الذي خصصتمونا به في هذه المكتبة الفريدة والغنية، مكتبة موريتانيا والصحراء؛ وكان الحديث حديثا عاما حول تأسيس المكتبة والصعوبات التي واجهت التأسيس و أبرز الموجودات. نرجو أن نتمكن من إجراءات لقاءات أخرى معكم تكون في مواضيع محددة ومتخصصة مرتبطة بهذه المكتبة.

الأستاذ جمال: إن شاء الله