الدكتور خالد عبد الودود لموقع الفكر: أشبه مندوبية تآزر بحملة الكتاب والمطالعة إبان حكم ولد الطايع من حيث حجم المشروع وجمال العنوان وفي الاهداف النبيلة، وضخامة الميزانية المرصودة وحجم الفساد والمحسوبية والزبونية( مقابلة)

في إطار مواكبة موقع الفكر لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منا إلى إطلاع متابعينا الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل وازن، ونقاش متبصر، نلتقي اليوم مع مع الكاتب والشاعر الدكتور خالد عبد الودود ، في حوار مباشر

فأهلا وسهلا به.
موقع الفكر: من هو خالد المدون ومن هو خالد الإنسان؟
الدكتور خالد: بسم الله الرحمن الرحيم ،نشكركم على هذه الاستضافة، أنا شاب موريتاني مهتم بالشأن العام علميُّ التخصص وأطمح وأسعى الى تغيير واقعنا الذي نعيشه نحو الأفضل.
موقع الفكر: ما المواضيع التي تفضلون التدوين عنها وهل تتذكرون اول تدوينة لكم على الفيسبوك؟ 
الدكتور خالد: لا أتذكر أول تدوينة لي بالضبط،  ولكني اعتقد ان أول تدوينة لي  كانت  في 2008 ، وكانت عادةً حول مشاركة بعض الصور من غوغل أول تعليق على بعض مباريات كرة القدم أو نحو ذلك. 
وبصفة رسمية بدأت التدوين حوالي العام 2013 او 2014. 
وأحاول الكتابة حول مجالات محدودة لأن الإنسان إذا كان يكتب ويهتم بمواضيع كثيرة ومتعددة فلن يفيد او يقدم شيئا وبالتالي أكتب أساسًا في الشأن العام السياسي وواقع بلدي ولديّ كتابات أخرى أدبية شعرية وأخرى متعلقة بقاضايا اللغة العربية والثقافة الإسلامية عموما وأحيانا أكتب مقالات علمية وذلك الأقل وأنشر بعض الحالات الطبية لأنه قد يكون هو الأقل متابعة ولذلك قليلًا ما أكتب عنه.
موقع الفكر: خلال مسيرة التدوينية هل تبنيتم أسلوب "المجاملة " ؟ 
الدكتور خالد: المجاملة كسلوك في الحياة العامة جد مهمة وأدعو لها لأننا مجتمع ناشيء في بيئة صحراوية كما أعتقد أننا المجتمع العربي الوحيد ربما الذي يفقد المجاملة في حياته اليومية مثل:شكرا ،الله اخليك.. وغيرها من عبارات المجاملة بين البائع والمشتري وبين الجار وجاره..  نعاني نقصًا حادا وكبيرا فيها، اما فيما يتعلق بالمجاملة على مستوى الكتابة والنقد والشأن العام فإني ضدها ولا أدعو لها ،لأنك إذا جاملت نظامًا فاسدا وتمالئت معه أو جاملت مؤسسة فاسدة تكون شريكًا في هذا الفساد بسبب مجاملتك وبالتالي أعتقد انها لاتخدم الشخص الذي تناول الموضوع ولا الموضوع الذي تم تناوله وبالتالي أعود وأؤكد أني لااميل لها بل العكس تماما.
موقع الفكر: في نظركم هل مواقع التواصل الاجتماعي تضييع للوقت أم أداة للتوعية والانجاز؟ 
الدكتور خالد: وسائل التواصل الاجتماعي اليوم لايمكن تجاهلها لأي أحدٍ لأنها أجريت عليها عدة بحوث ورسائل جامعية وهناك أحداث تاريخية حدث خلال العقد الأخير تقريبًا كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الإعلام البديل في نقل أخبارها، فمثلًا لدينا اكبر حدث سياسي وقع خلال هذا العصر وهو ماعرف بثورات الربيع العربي كان لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الأكبر في نقلها، خذ مثلًا الانقلاب الذي تمت محاولته في تركيا صيف العام 2016،  تم إفشاله وأحبط بسبب خطاب قام به الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن طريق التواصل الاجتماعي إضافة إلى الانقلاب الذي وقع مؤخرا في غينيا بيساو لم يذع في اي وسيلة إعلامية رسمية وإنما تم بثه عن طريق الفيسبوك.
هذا فيما يتعلق بالخارج اما فيما يتعلق بالداخل هنا في موريتانيا فكل او معظم ملفات الفساد تم كشفها عن طريق التواصل الاجتماعي وأكبر القضايا التي أخذت فيها قرارات حاسمة من النظام كانت ردة فعل على تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي ، وبالتالي فوسائل التواصل الاجتماعي لم يعد بالإمكان تجاهلها اليوم ولاأعتقد انه من الوارد وضعها في ثنائية وسيلة الترفيه او الإفادة المطلقة! لا هي ككل الوسائل التي قد يحولها الإنسان كوسيلة للترفيه او عكس ذلك على نحو إيجابي ففيها نفع ومضار بلا شك.

موقع الفكر: كم تأخذ وسائل التواصل من وقتكم في اليوم ؟
الدكتور خالد: في الحقيقة لااريد ان أكون مدمنًا وليس بالإمكان ان نخبئ عن أنفسنا هيمنة الفيسبوك على وقتنا ولم أجرِ إحصاء لمدة الوقت ولكنه يأخذ منا وقتًا طويلًا إذا مااستثيننا وقت العمل او موعد رسمي معين فباستثناء هذين يكون غالبًا الوقت للتواصل الاجتماعي. 
موقع الفكر: ما التصنيف للإعلامي للمدون  وأين هو من الكاتب والصحفي؟
الدكتور خالد:شخصيا لدي تحفظ من عبارة مدون فلا أعتقد ان المدون صفة يمكن ان نحصر فيها أشخاصا ثم بعد ذلك نقوم بتصنيفهم لاهم صحافة ولاهم غير ذلك من عموم الناس ، مايقوم به البعض في الفيسبوك هو مجرد تعبير شخصي عن رؤى أو أطروحات أو آراء بخصوص قضايا معينة. 
في العالم الغربي يوجد فعلًا مدونون مؤثرون،  فبالنسبة لي المدون هو من لديه مبادئ والتزام محتوى ثابت أسبوعيا او شهريا او حتى يوميا وكذلك لديه مصداقية ولديه جمهور ثابت او يتزايد فإذا حصلت هذه الشروط في شخص ما صار بالإمكان ان نسميه مدونًا، فما عدا ذلك مجرد أشخاص يكتبون ويغردون بأفكارهم وآرائهم.. 
موقع الفكر: برأيكم هل ينبغي للمودون أو الصحفي ان يكون أقرب للحكومة او المعارضة؟ 
الدكتور خالد: المدون لاينبغي له ان يكون أقرب للحكومة او او الى المعارضة وبالنسبة لي عليه ان يكون أقرب لنفسه وقناعته وإيمانه لأن النظام ليس الشر كله والمعارضة ليست الخير كله وأنا أميل لأن تكون المعارضة أقرب للصواب ولكننا ضد تصنيف المحورين وبالتالي أعتقد ان المدون حين يكون أقرب لنفسه وما يؤمن به ويعتقده يكون ذلك أصوب وبالتالي دائما توجد منطقة رمادية بين الاثنين وأنا أميل لتلك المنطقة.
موقع الفكر: هل تعتبرون الفيسبوك مصدرًا للأخبار وهل هو كذلك؟
الدكتور خالد: الفيسبوك ليس مصدرًا للأخبار ولكن الأشخاص الذين يمتلكون تجربة ومصداقية خلال الفترات الماضية يمكن ان تعتمد صفحاتهم مصدرا للأخبار
موقع الفكر: لديكم اكثر من 36 ألف متابع لصفحتكم كيف تقيمون هذه الصفحة بالنقاط من 1 الى 10؟
الدكتور خالد: تقييمي لصفحتي ليس حياديًا ولكن أمنحها نقطة جيدة لأني شيخصيا راض عن طريقة كتابتي والنقد الذي أمارس وعن الأفكار التي أطرح واللغة أكتب بها وامنحها علامة (10/7) واترك الثلاث الباقية للأخطاء البشرية والاختلاف مع الغير وما الى ذلك واأقول إني مدين لهذا العدد من المتابعين ولكل من يتفاعل مع منشورات الصفحة ويوجه وينتقد بأسلوب محترم. 
موقع الفكر: هذا الصفحة اشتهرت بوسمين هما الوقاحة السياسية واللعنة على صوملك فما السبب لكل منهما ولنبدأ بالوقاحة السياسية!
الدكتور خالد: الوقاحة السياسية هو مصطلح حددته في ندوة نظمها مركز مبدأ بمناسبة ذكرى مرور عام على حكم الرئيس غزواني حضرها كبار القادة السياسيين في موريتانيا وتحدث الجميع عن الرخاء والنمو في زمن الرئيس غزواني وجلدوا جميعًا بلا استثناء الرئيس السابق عزيز ولنفس الأسباب التي عارضت بها غزواني هي نفسها التي عارضت بها عزيز لأنه امتداد له بطريقة أو بأخرى ومردُّ هذا المصطلح هو شدة الاستغراب من أشخاص مسلمين جميعًا وأغلبهم تجاوز سن الخمسين وكانوا حاضرين في المشهد السياسي خلال العشرية الماضية وقد مدحوها واثنوا عليها كيف لهم ان يقلبو ظهر المجن في خمس دقائق للرئيس السابق.

ومما قلته في المداخلة أننا في موريتانيًا نحتاج لمحاربة الفقر والفساد والتزوير وكذلك نحتاج لمحاربة الوقاحة السياسية وضربت مثلًا عليها بالأشخاص الموجودين حينها بأنهم يعملون بوقاحة سياسية وقمة هذه الوقاحة ان تريق ماء وجهك في عبادة شخص وتتبنى كل مايقوم به ثم تنكث له العهد بعد مغادرته للحكم. 
فيما يتعلق بوسم اللعنة على صوملك فكثيرا ما تواصل معي اطر من شركة صوملك ويعرضون حل أي مشكلة لي مع الشركة فاقول لهم ليست لدي اي مشكلة معها بل مشكلتي معها والتي أتبناها وامضي فيها حتى يتم حلها هي مشكلة كل الشعب الموريتاني مع صوملك واعتقد ان مشكلة صوملك إذا صلحت يصلح معها كثير من القطاعات وإذا فسدت يفسد بفسادها الكثير من القطاعات لأن غالبية المهام والأعمال متعلقة بالكهرباء، وعليها ان تعتذر للشعب الموريتاني وأن تصلح..، وللأسف لما تأخذ جادة طريق الإصلاح كحال البلد كله.

وطلبي الرئيسي اليوم لشركة صوملك هو تعريب الفواتير لأنك إذا أردت الوضوح معي فأنا مواطن موريتاني لست فرنسيا ولاأسكن مدينة باريس ولا نيس ولامرسيليا حتى تعد لي فاتورة بالفرنسية او بلغة أخرى غير لغتي الأم التي هي العربية، وبالتالي فالأولوية هي تعريب الفواتير والثاني يتعلق بأخلاق العمال حين قدومهم للمنازل بغية النظر في العداد ويتحلو بالمسؤولية ولايقتحمو المنازل على أهلها والثالث على الشركة ان تكون لها مقرات ثابتة ومعروفة والرابع ان اقتلاع ونزع الأجهزة العدادة ليس قانونيا بل يعد جرما، فالمواطن هو من اشتراه واشترى الأسلاك الكهربائية وبالتالي ينبغي للمواطن ان يدافع عن نفسه أمام احتقار هذه الشركة. 
وأدعو الى خصخصة شركة صوملك وإنشاء شركة أخرى تقدم خدمات الكهرباء حتى تكون هناك منافسة تجاري بين العام والخاص وليس مثل تنافس شركات الاتصالات التي تتنافس على إهانة المواطن وأكل أمواله بالباطل 
وبالتالي إذا تركت الشركة على فتلك مصيبة وإذا انشئت أخرى ربما تكون المصيبة مالم توجد رقابة وعقوبة حال التقصير.
موقع الفكر: ماتعليقكم على تصدير الكهرباء للخارج؟
الدكتور خالد: تلك نكتة لأن فاقد الشيء لايعطيه ولأن الرئيس السابق في إحدى القمم انقطع الكهرباء أثناء خطابه فكانت تلك مهزلة ولو كانت الدولة تحترم نفسها لاستقال وزير الطاقة ومدير الشركة، وتصدير الكهرباء مثل تصدير الأكباش هذه مهزلة يجب ان تتوقف وعلى الشعب ان يطالب بتوقيف هذه المهزلة مادامت مشكلة الكهرباء قائمة في البلد وسعر الأضاحي مرتفع جدا.
موقع الفكر: ماتقويمكم لسنتين من حكم الرئيس غزواني؟
الدكتور خالد: مضى الآن من حكم غزواني سنتان وشهر وسبق ان تحدثت سابقًا في مقابلة مع أحد المواقع، وأذكر مماقلت فيها إن أزمة كوفيد ستكون الشماعة التي يعلق عليها فشل مأمورية كاملة،  والآن وبعد سنتين ثبت لي ذلك، أن شماعة فشل المأمورية ستكون كوفيد ونعرف جميعا الطريقة التي تقلد بها الرئيس غزواني الحكم وأنه ولي عهد ولد عبدالعزيز وأن السلطة حملت اليه حملا ووظف المال العام والوسائل المدنية والعسكرية في حملته ورغم كل ذلك قبلنا ورضينا وجاء بخطاب رومانسي وببرنامج انتخابي يحول موريتانيا الى سويسرا وحصل له إجماع سياسي لم يسبق له مثيل أوكما يسوق له أنصاره وموالوه لكنه للأسف لم يستغل كل هذا من حيث محاربة الفساد والإصلاحات المنتظرة 
باختصار أقول إن سنتين من حكم غزواني لم يتقدم فيهما البلد وأرجو أن لا يكون القادم مثلهم. 

موقع الفكر: ماتقويمكم لأداء مندوبية تآزر؟
الدكتور خالد: فيما يتعلق بتآزر فإني أشبهها بحملة الكتاب والمطالعة إبان حكم ولد الطايع من حيث حجم المشروع وجمال العنوان وفي الاهداف النبيلة المرسومة على الورق وضخامة الميزانية المرصودة وحجم الفساد والمحسوبية والزبونية التي استخدمت فيه وبالتالي فيمكن القول إن تآزر 2020/2021 هو حملة الكتاب والمطالعة 2003 بلا قيمة مطلقًا. 

موقع الفكر: ماتعليقكم على التهدئة الياسية بين النظام والمعارضة؟
الدكتور خالد: اما فيما يتعلق بالتهدئة السياسية فتلك خطأ سياسي كارثي حيث لاتوجد دولة في العالم يسعى نظامها أن تكون المعارضة موالاة، فترسيخ النظام الديمقراطي يقتضي تشجيع وتقوية المعارضة على تمسكها بموقفها وتمارس الموالاة حقها الدستوري في ممارسة الحكم،  ويكون هناك صراع محترم بينهما.

موقع الفكر: شكرا لكم.