الأستاذ عبد الله ممدوبا لموقع الفكر:ما يعانيه الفلان في مالي لا يستبعد أن يكون ثأرا فرنسيا (مقابلة)

 

في إطار مواكبة موقع الفكر لمجريات الساحة الاقليمية، وسعيا منا إلى إطلاع متابعينا الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر،التقى موقع الفكر أحد الأكاديميين الموريتانيين ممن لهم دراية ومعرفة بواقع منطقة الساحل وماتعيشه من أزمات متلاحقة، ويسعدنا أن نرحب بالدكتور عبد الله محمود با ليحدثنا عن المأساة التي تعيشها إثنية الفلان في مالي،وما يتعرضون له من استهداف ممنهج.

لذا نود التعرف على ظروف تلك المأساة، والأسباب التي دعت إليها، والمعلومات المتوفرة بشأن مرتكبي هذه الجريمة؛ ثم الأزمة الحقيقية في مالي، وتعامل السلطة مع مختلف المجموعات والإثنيات المطالبة بالحقوق.

 ثم لماذا هذا الاضطهاد لهذه المجموعة دون غيرها من المجموعات العرقية في إفريقيا؟

لماذا تحرم هذه المجموعة من حقها في تقرير المصير بالنظر إلى كتلتها الديمغرافية الكبير وامتدادها الجغرافي؟

لماذا تم توزيع هذه المجموعة  وتقطيعها على الدول الموروثة عن الاستعمار؟

ما خلفية ذلك وما  أسبابه التاريخية؟

إلى غير ذلك من تساؤلات التي نرجو أن تنور القارئ الكريم حولها في هذه المقابلة الخاصة:

الأستاذ عبدالله ممدو با: السلام عليكم ورحمة الله، في البداية أشكركم على الاستضافة وللرد على الأسئلة المطروحة أقول إن ما يحدث في مالي، ليس إلا امتدادا لواقع تعيشه المنطقة منذ سنة 2012؛ بعد وصول القوات الفرنسية للمنطقة متبوعة بمجموعة من عناصر الجيش المالي، وكذلك ارتكاب مجموعة من المجازر كان أولها في شهر يناير2013؛ حيث قتل قرابة 15 شخصا من الفلانيين، وتم إلقاء جثثهم في بئر بمنطقة معزولة؛ وبعدها اضطر الكثير إلى الهروب من القبضة الأمنية والتعسف الذي كانت تمارسه القوات المالية، التي عادت إلى المنطقة بعد أن هجرتها إثر احتلالها من قبل المجموعات الجهادية، التي احتلت منطقة الشمال؛ وأعلنت مجموعة منها الانفصال عن الدولة المالية.

 وبالتالي أعتقد أنه منذ تلك اللحظة بدأ يروج في بعض الأوساط السياسية والأمنية وحتى في بعض المجموعات الاجتماعية، أن الفلان كانوا هم الحاضنة الأساسية للجماعات الجهادية في وسط مالي؛ ثم إن ذلك الاتجاه تعزز على الأقل بشكل كبير بعد إنشاء ما يسمونه ب "الجبهة التحريرية".  وتلك الجبهة في الحقيقة لا توجد ميدانيا، والذي يوجد ميدانيا هو كتيبة "أنصار الدين" التابعة لإياد اكهالي وبالتالي لا أعتقد أن ما يقال إن الفلان كانوا هم الحاضنة الشعبية هو أمر حقيقي بالمطلق وإن كانت هناك مجموعات من شباب إفلان الذين انضموا للحركات الجهادية الميدانية، كما فعل العرب والبمباري وغيرهم؛ لأن هنالك كتيبة تسمى "كتيبة الجنوب" التابعة للقاعدة، والتي كان يديرها أفراد من السنغاي والبمباري، وظلت هذه الكتائب إلى وقت قريب تأتمر بأوامر محمد كوفه؛ وبالتالي، أعتقد أن المسألة لا تتعلق بانخراط هذه المجموعة، أو بانخراط أفراد منها في الحركات الجهادية،  بقدرما تتعلق بمسائل سياسية واجتماعية واقتصادية أخرى، سنتحدث عنها لاحقا؛ أما في ما يخص ما جرى يوم 23 مارس لأوكوس، فاعتقد أنه ليس إلا امتدادا لسلسلة طويلة من التنكيل بالفلان، والتي بدأت بهذه الحدية بالذات منذ شهر مايو أو يولو 2017، عندما أقدمت مجموعة مسلحة يعتقد أنها محسوبة على كتيبة ماسينا، باغتيال ثلاثة أشخاص وسط مالي في منطقة كورو وبعدها قامت مجموعة من الصيادين التقليديين الماليين المعروفين ب "الدوصو"، بعمليات ثأر واسعة النطاق ضد القرى الفلانية المجاورة وقتلوا أكثر من قرابة 10أشخاص في قرية ماليمانا؛ وبعد ذلك عندما خرج القرويون لتأبين موتاهم ودفنهم، باغتتهم المجموعة مرة اخرى وأطلقت النار على الجمع ومات أكثر حوالي 30 شخصا؛ والغريب في تلك الحادثة بالتحديد أنها عرضت على المحاكم المالية، واعتقل كل المتهمين فيها، ولكنهم لم تحكم عليهم المحكمة إلا ب6 أشهر من السجن، مع وقف التنفيذ؛ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هناك مجموعة كبيرة على مستوى هرم السلطة في مالي وعلى مستوى الادارة والجيش، تساند هذه المجموعة المعروفة، و التي تعتبر مليشيا مسلحة تأسست سنة 2016،  ومنح لها الترخيص على أساس أنها جمعية تقليدية للصيادين في منطقة بانكاس، التي يكثر فيها القتل والاغتيالز

ومجموعة صوكو هذه مكونة أساسا من الصيادين التقليديين، وتلك شريحة من البمباري وإن كانت تعتبر مجموعة مفتوحة، لأن كل من يمتهن الصيد يمكن أن يكون جزءا منها ولكنها في سنواتها الأخيرة بدأت تتقوقع حول نفسها، وترفض انضمام مجموعات أخرى من غير البمباري، إلى هذه الشريحة؛ وبالتالي قامت الدولة بمثل ما قامت به سنة 1991 بتأسيسها لمجموعات غانداكوي وغاندا ازوي العرقية المسلحة،  التي كانت تستهدف العرب والطوارق؛  وأنشأت بنفس الشكل هذه المليشيا في وسط مالي لاستهداف الفلان نظرا للاتهام الشائع بأن الفلان يشكلون الحاضنة الأساسية والأولى للحركات الجهادية في وسط مالي؛  ونظرا لكون محمد كوفا هو أول مؤسس لكتيبة غير عربية وغير طارقية وينتمي لمجموعة  الفلان وكان له مجموعة كبيرة من الأنصار؛ خاصة أن الفلان معروفون بأنهم لم يكونوا يرتادون المدارسن وأبناءهم يدرسونهم العربية ويحفظونهم القرآن، وبعد ذلك يرسلونهم إلى دول الجوار للتجارة أو يعودوا إلى مهنتهم الأصلية وهي رعي الأبقار والأغنام والتنمية بصورة عامة، الاشكال المطروح الآن أن الدولة المالية هي التي رعت حركة صوكو؛ لأن وصل الاعتراف الرسمي  الأول الذي حصلت عليه هذه الحركة،  كان من حاكم بانجاكرا؛ وهذا الحاكم تعرض للكثير من الضغوط من قبل بعض الجهات من أجل التوقيع على تلك الوثيقة، على أساس أنها وثيقة محلية وباعتبار أن تلك المجموعة هي مجموعة محلية تسعى للدفاع عن مصالح الصيادين التقليديين في منطقة وسط مالي؛ ولكن ما حصل هو أنها منذ بدأت ترتكب المجازر الكبيرة ظهرت أصوات تنادي داخل البرلمان بحل هذه المليشيات، ومتابعة قادتها ولكن الدولة لم تستمع إلى ذلك؛ بل إن الحركة تطورت من حركة محلية إلى حركة مسلحة تعتمد على أطر عسكريين معروفين، لها قيادة مركزية وقيادات محلية ولها ما يقرب من 230 ثكنة أو مركز للتجمع في منطقتي كورو وبانكاص؛ وبالتالي هذا يعطي انطباعا أنها مجموعة ممولة ومؤطرة، وتستفيد من دعم سياسيين وعسكريين على مستوى الدولة المالية.

 بعد مجموعة المذابح وسياسية إحراق القرى التي قامت بها مجموعة صاكو، يعيش الوسط المالي في وضعية سياسية وأمنية متدهورة، حيث يسعى هؤلاء إلى طرد الفلان من كل مناطق الوسط نظرا لاعتبارات سياسية واقتصادية؛وتكمن الاعتبارات السياسية في أنه على مستوى الوسط المالي يعيش أساسا الفلان ودوغون وكانوا يتقاسمون كل شيء؛ يتقاسمون الأرض والمصادر الطبيعية ويتبادلون في ما بينهم وتربطهم علاقات تاريخية جيدة لأن الدوغون كما هو معروف قادمون أساسا من غينيا أو ساحل العاج في مرحلة معينة من التاريخ عندما كانت الدولة الإسلامية أو الإمارة الاسلامية في ماسينا قوية وكان العديد من أبناء الشعوب المجاورة يلجؤون إليها بحثا عن الأمان ولقمة العيش والعمل، أو سعيا  لتعلم علوم الدين. وفي مرحلة معينة كانت المنطقة التي يعيش فيها دوغون في منطقة غينيا يوجد بها ملك سفاح هربت من قبضته مجموعات كبيرة من السكان، ولجأت إلى الشيخ احمدو بن أحمد مؤسس دولة ماسينا في سنة 1812 فقرر بأن يعطيهم الأمان ووضعهم على السفوح، تاركا السهول والأراضي الأخرى للفلان، لأنهم بحاجة إليها للوصول إلى الماء وبالتالي كانت الأراضي كلها -أو على الأقل في أغلبها- ملك للفلان؛ وكان هنالك نظام خاص اتخذته الدولة الإسلامية حينها لتنظيم العلاقات بين المنمين والمزارعين في مواسم مرور الحيوانات؛ والحقيقة أن الأرض كانت تسيرها مجموعة تسمى "مجموعة جورو" وهي وسيط بين المالك الأصلي للأرض ومستغل الأرض؛ وبما أن الأرض كانت للفلان كان جورو يمنح لأشخاص من دوغور أو من قبائل أخرى ويحرص على أن تكون القسمة عند الحصاد على ثلاث، قسمة للمزارع الذي اشتغل على الأرض وقسمة لجورو راعي الأرض أو حاكمها والقسمة الثالثة لمالك الأرض، وفكان هذا هو النظام السائد.

 وبما أنه من المعروف تاريخيا وإداريا بأن الأرض للفلان كان الفلان أنفسهم لا يمارسون الزراعة إلا في حالات نادرة وأغلب نشاطاتهم كانت نشاطات رعوية وبالتالي تتطلب منهم التحرك خلف المواشي؛ ولم يكونوا يعيروا كبير اهتمام لتلك الأرض إلا معنويا. وبعد نشأة الدولة حاولت مرارا وتكرارا أن تجري تعديلات على القانون العقاري من أجل تجريد الفلان من مجموعة من الأراضي،  ولكنها لم تفلح في ذلك أبدا نظرا لاعتبارات سياسية وبدأت على المستوى المحلي ترغم السكان أو تحملهم برضاهم على أن يسعوا إلى أن يجدوا تفاهمات محلية حتى يستفيد الجميع وتكون هناك علاقة جيدة بين ملاك الأراضي ومستغليها، ما حصل بعد الانهيار الأمني في وسط مالي هو أن مجموعات دوغون لم تعد تطيق تلك الوضعية وبالتالي أصبحوا يريدون أن يخرجوا الفلان من الأرض حتى يكونوا هم أول من يستفيد من ذلك، وأول من يستغل تلك الأراضي. هذه هي الخلفية المسكوت عنها حول الهجمات التي ترتكبها مجموعات صوكو ضد مجموعات الفلان.

 وفي الحقيقة يجب أن يقال إن الفلان يمثلون على الأقل نسبة 18% من سكان مالي وهم متوزعون في مناطق في  الوسط والجنوب والغرب، وعلى الحدود مع موريتانيا في منطقة ماسينا؛ وهي المنطقة الأساسية التي يسكنها الفلان ولكنها ليست الوحيدة؛ وإن كانت هي المنطقة الوحيدة التي يظهر فيها الطابع الفلاني حيث يتكلم الجميع باللغة الفلانية وتنتشر القيم والسلوك ونمط العيش الفلاني؛ أعتقد كذلك أن دور فرنسا في اللعبة قد يكون حتى الآن غير مفهوم أو على الأقل غير مستساغ، وغير مقنع؛ لأن فرنسا حاضرة بشكل ميداني وتطارد الجهاديين في منطقة الوسط ولكن عندما يتعلق الأمر بحماية المواطنين المدنيين العزل من جماعات إرهابية تمارس العنف باسم مجموعات عرقية، لا تفعل شيئا.

 

موقع الفكر: لماذا استهداف الفلان في دول المنطقة؟

 

الأستاذ عبدالله ممدو با: أعتقد أنه من الواضح أن الفلان يختلفون كثيرا عن مجموعات كبيرة من السكان المحليين، وذلك من حيث المسار التاريخي والرؤية للحياة والتعامل مع الآخرين والتعلق بالموروث وخاصة المعتقد الديني؛ وفرنسا لما وصلت لمنطقة غرب افريقيا -وخاصة هذا الجزء الذي نحن فيه- وجدت مقاومة من قبل مجموعات هي أساسا مجموعات رحل من عرب الفلان  وغيرهم؛ المجموعات الأخرى يوجد فيها من قاوم فعلا لكن تلك المقاومة على مدى قصير جدا وكانت فقط مقاومة عسكرية ولم تكن مقاومة ثقافية بقدر ما فعل العرب والفلان وغيرهم، وذلك ما يؤكد أن مجموعة الفلان تقليديا تتعلق بالدين الإسلامي، وهو جزء من موروثها الحضاري والثقافي؛ وحتى أنك في السنوات الأخيرة في ماسينا من الصعب أن تجد شابا من شباب الفلان لا يحفظ القرآن أو لا يحفظ بعض المتون، ونادرا ما تجد منهم من بلغوا مراحل معينة في التعليم النظامي وتلك من مآسيهم لأن تمثيلهم اليوم في الإدارة قليل جدا وتمثيلهم في الجيش يكاد يكون منعدما إن لم يكن كذلك وحضورهم يقتصر على التجارة، وبعض مناحي الحياة الأخرى خاصة على المستوى العلمي والثقافي الإسلامي.  أما على مستوى القرار والمشاركة السياسية فحضورهم قليل، ثم إننا يجب أن نعترف أنه يوجد خط تماس قد يكون يؤثر على الانسجام داخل المجموعة الفلانية فما يجري الآن في وسط مالي هو أن المستهدف أساسا هم مجموعة من الفلان المسلمين المالكيين ولكنهم من المدرسة القادرية البكائية لأن الشيخ محمد بن أحمد مؤسس الدولة الإسلامية في ماسينا كان يتتلمذ على الشيخ محمد البكاي الكنتي الكبير وبالتالي أخذ عنه الطريقة القادرية؛ بينما المجموعات الأخرى غير الفلان الغالب فيها أنها مجموعات تجانية سواء كانت تجانية عمرية أو تجانية إبراهيمية وبالتالي العلاقة قد تكون علاقة حادة بين المجموعتين (القادرية والتجانية)، وهذا قد يؤثر كذلك على مستوى التضامن الذي يجب أن يحظى به هؤلاء الفلان من خلال المجموعات الفلانية الأخرى. ولكننا رأينا أن المشيخة التقليدية على مستوى المدرسة التجانية لم تتخذ الموقف المناسب من موقعها كقيادات ورموز دينية من أجل مؤازة إخوتنا الفلان في مالي، بغض النظر عن ذلك الانتماء وخط الانفصام العقدي؛ وكان من المفروض على القيادات الدينية أن تأخذ موقفا واضحا من المسألة باعتبار بعدها الإنساني دون النظر إلى الأبعاد الأخرى.

 

موقع الفكر: لماذا توجد علاقات توتر بين الفلان؟

 

الأستاذ عبدالله ممدو با: أعتقد أن الفلان هم مجموعة سكانية لديها جملة من القيم وتعض على خصوصيتها بالنواجد وتؤمن بالشهامة والكرامة والحرية، وترفض الضيم ومستعدة للتضحية بكل ما عندها من أجل الدفاع عن كرامتها ولها خصوصيات تجعل الناس ينظرون إليها بأنها مجموعات تجعل نفسها فوق كل المجموعات، أو أنها متكبرة، أو أنها إذا ما تمكنت ستكون متجبرة على غيرها الى آخر ذلك من الصور النمطية التي تمكن الفرنسيون من زرعها في عقول الكثير من الناس بالمنطقة.

 

موقع الفكر: لماذا لا يحصل الفلان على دولة خاصة بهم؟

 

الأستاذ عبدالله ممدو با: هذا أمر صعب جدا فالفلان في النهاية مهم مجموعات رعوية متنقلة وأيضا يمثلون اليوم 40 مليون شخص تقريبا موزعون بين أكثر من 21 دولة من موريتانيا حتى مصر مرورا بالسينغال ومالي وغينيا وغامبيا وغينا بيساو وغينيا كوناكري وسيراليون وغانا وبوركينا فاسو والنيجر والسودان ووسط افريقيا والكامرون، إلى غير ذلك؛ وبالتالي أعتقد أن الطريقة التي أسس بها المستعمر للدول في المنطقة هي التي راح الفلان ضحيتها وإن كان من شبه المستحيل أن أتحدث عن وجود مجموعة سياسية أو مجموعة متحدة باسم الفلان، وإن كانت اللغة المشتركة هي نفسها والغالب العام على نسبة 95% من الفلان أنهم مسلمون ونادرا ما تجد فيهم الوثنيين أو المسيحيين وإن كانت آثار بعض الحركات بدأت تؤتي أكلها خصوصا في بعض المناطق المعزولة ومنها تجمعات سكنية في النيجر؛ مثلا ولكن في أغلب الاحوال تجد ان الفلان هم مسلمون سنيون مالكيون، ولكنهم يعانون من التشتت ومن الصعب لمجموعة كهذه أن تشكل دولة موحدة لأنها إذا أرادت فذلك فسيشكلون إسرائيل جديدة في منطقة ما من افريقيا لأنهم في تلك الحالة سيضطرون لإبعاد مجموعات حتى يحلو محلها وهذا أمر سيء لأننا لا نريد سرطانا آخر في افريقيا وإنما الذي نريده فيها هو أن تكون هناك دول عادلة تضمن حقوق الجميع وحق المساواة والمواطنة.

 

موقع الفكر: الدولة الموريتانية على علاقة طيبة بالحكومة المالية ولكنها أيضا على علاقة طيبة بعدد من الحركات في الشمال المالي خاصة الحركات الأزوادية التي تستضيف أحيانا بعض قياداتها وبالتالي هل يمكن أن توسع موريتانيا هذا الاهتمام إلى مجموعات الفلان بحيث تستضيف بعض قاداتها ورموزها من أجل حمايتهم وتوفير غطاء إقليمي لهم على الأقل لنيل حقوقهم ومواجهة ما يتعرضون له؟

 

الأستاذ عبدالله ممدو با: فعلا موريتانيا لها علاقات جيدة مع الحكومة المالية ومع الحركات داخل تلك الدولة وأعتقد أن هذا هو الدور الذي ينبغي أن تلعبه الدولة وهو وجود علاقات ممتازة مع كل الأطراف الفاعلة في الميدان وأعتقد أن موريتانيا لم تعلن حتى الآن بشكل علني موقفها الرسمي حول ما يعاني منه الفلان في مالي ولكن أعتقد أنه الموضوع يحظى باهتمام كبير لدى الدولة، وربما هنالك خطوات وعلاقات تبادل بين موريتانيا والحكومة من أجل التعاطي حول المسألة وإن لم تكن لدي معلومات دقيقة حول الموضوع؛ ولكنني لا أشك في أن موريتانيا لديها موقف واضح قد يكون أكثر صرامة من بعض الدول الأخرى وذلك للمطالبة بوقف المجازر.

موقع الفكر: شكرا جزيلا