هل رصدت قلبك في رمضان؟ وهل راقبت حالته وحركته؟ كيف وجدته؟

الأستاذ والخبير التربوي  فؤاد علوان

كتب االأستاذ والخبير التربوي فؤاد علوان لموقع الفكر: 
عندما تعرض عمار بن ياسر لتعذيب المشركين، حتى أكرهوه على النطق بكلمة الكفر، سأله النبي- صلى الله عليه وسلم-: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنًّا بالإيمان يا رسول الله. قال: إن عادوا فعد. 
إذن حالة القلب هي الأهم، وبوصلة القلب هي الأهم.
 كان الرجل يأتي النبي-  صلى الله عليه وسلم- فيشتكي إليه قسوة قلبه (فقد كان الواحد منهم يراقب حالة قلبه دائمًا)، فإذا بالنبي- صلى الله عليه وسلم- ينصحه ويقول له: امسح على رأس يتيم وأطعم المسكين.
  كان هذا حال الصحابة- رضي الله عنهم- وكانت هذه هي القصة الأساسية في حقيقة الأمر.
إن شهر رمضان هو شهر القلب؛ لأن الهدف الأسمى، والغرض الأعلى من الصيام، أو من رمضان هو تحقق التقوى، والتقوى محلها القلب.
 التقوى هي القضية التي ينبغي أن ننشغل بها، وحالة القلب هي التي يجب أن  يُعْنَى بها كل منا. 
هل سار القلب منذ بداية رمضان إلى ربه سيرًا واعيًا صحيحًا، وهل تقدم في مسيره بالفعل؟ وما علامات ذلك؟
إننا بحاجة إلى أن نوجه لأنفسنا مجموعة من الأسئلة:
 هل دار القلب وتحرك في فلك الإيمان؟ وهل هبط على سطح التقوى؟
هل دار في مدار التائبين العابدين الحامدين السائحين الراكعين الساجدين الحافظين لحدود الله؟ 
هل مازالت أجواء القلب ملبدة بغيوم المعاصي والذنوب؟ أم هبت عليها نسائم القرآن، فأصبحت تعيش ربيع القلب؟
هل رصدت تساقط الذنوب والخطايا من قلبك كما تتساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف؟ 
هل راقبت درجة حرارة قلبك في كل ليلة من ليالي رمضان، حتى  يذوب جليد هذا القلب وقسوته؟ 
هل هطلت سحائب عينيك كلما أبحرت في آيات القرآن؟ وهل كلما سمعت رعد آيات الحساب ووصف النار أسرعت كالبرق؛ لتنجو بسجدة، أو تسبيحة، أو تحميدة، أو تهليلة، أو تكبيرة، أو صدقة أو دعاء؟
هل أضاء لك برق القرآن فمشيت في سِكَّتِه، والتمست نوره وبرهانه؟
هل رصدت كسوفًا لشمس قلبك حياءً من ربك على ما اقترفت يداك؟ هل راقبت خطيئتك وهي تنطفئ بصدقتك وسخاء قلبك؟ هل رصدت تحليق التقوى فوق قلبك توشك أن تهبط على مَدْرَجِه؟
وهل هاجت رياح قلبك شوقًا إلى ربك وطمعًا في لقائه وجنته؟

لا تترك قلبك بدون رصد أومراقبة، فإن من وظائف المرصد القلبي أن يُصْدِر نشرة يومية عن حالة القلب؛ حتى نستعد ونتهيأ للتعامل السليم مع حركاته وتقلباته وأحواله.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكَرِّهْ إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
 اللهم ألزمنا كلمة التقوى، واجعلنا أحق بها وأهلها.
 وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.