أهل التعليم يتقدمون../ محمد عبد الرحمن المامون

تخوض النقابات التعليمية  معركة ضارية  من  أجل البقاء وانتزاع الحقوق  وتكريس العمل النقابي المحترم.
وتعيش الأحزاب السياسية بياتا شتويا فلا تكاد تجد لها موقفا مما يجري ولا تسمع لها ركزا  يبين سبيلا أو يهدي إلي صواب بل أرهقتها السنون الخوالي وخدعتها الأحلام والأماني ..  وتساقطت أوراقها   كشجرة البشام  منتصف صيف قاحط
منقسمة بين  أهل السقوف الواطئة  والمستسلمين للأوهام الخاطئة ..
 يتقدم أهل التعليم ساحة النضال  فينعقد الإجماع على عدالة قضيتهم  ووجاهة مطلبهم  وتنجلي الحقيقة المرة أننا بلا  أحزاب  سياسية  قادتها يقولون الحق ويهدون السبيل  ، لقد ضاع التعليم بين ظهرانيهم  وتآكلت قيم المجتمع  وانهكه مثلث الفقر والمرض والجهل...
وتبين للناس أجمعين  أن السياسي فينا  مجرد  لاعب محترف  يترصد الكرة الطائرة  ليسجل  الهدف التاريخي له  ضمانا لمصلحته الخاصة وإحرازا لأكبر قدر ممكن  من المراتع والمنافع  ..
لا تعويل على السياسي  بعد اليوم  لقد باشر  حداة الأجيال مهمة النضال وانتظموا صفا واحدا في وجه أصحاب القرار  ليعلنوها مدوية من فوق كل منبر  أن كل شيء يهون إلا فساد  التعليم   وأن البداية لكل  مشروع إصلاحي تبدأ بالتعليم ..فالعلم نور والجهالة ظلمة .. فشتان بين النور والظلماء.
وإن تعجب فعجب  أمر  من يصفون أنفسهم بالمعارضة السياسية فقد صاروا ملكيين أكثر من الملك وتفرقت رموزهم شذر مذر  لا يجتمعون إلي على الموائد  ولا يتباحثون  إلا  في  أمر الجيب  والنصيب من الكعكة ولا يتنافسون إلا على ركوب الموجة...  
انظروا حصادهم  وراقبوا ابتساماتهم العريضة   ستجدون أنهم  أهل أثرة عمياء  وطلاب ثروة عجلاء ...ومن الطبيعي  مع نخبة سياسية كهذه أن يضيع التعليم ويضيع معه المستقبل ويبقي المربون بلا ظهير...
 واصلوا ياحماة التعليم  فأنتم من يوصلون الليل  بالنهار من أجل المستقبل صناعة وصيانة..
 لم تعد  موريتانيا الأعماق  ولا المواطن الصادق البسيط يعول إلا  على نفسه  حيث كان وأني كان ..  وتلك- ورب الكعبة - بادرة وعي   قد يتكامل فجره في الأفق  القريب إن لم يكن اليوم فغدا وإن غدا لناظره لقريب...
لا أحد يقبل  إفساد التعليم الماثل للعيان في كل مكان ولا أحد يرضي  بالهامش والحرمان  .. لقد  حرم الوطن كل الوطن من النفاذ إلي خدمات  التعليم والتربية ولسنين عددا خلت   وظل الموظف في المجال  يتراجع القهقرا في عملية  تفقير متواصلة  وأمام دعاية تنظير قاتلة حتي وصلنا إلي  هذا  الحال  المنذر بسوء العاقبة والمآل..