أخلاقنا ليست بخير! / محمد الأمين الفاظل

 

1- هذا المشهد ليس من داخل السجن المركزي ...بل يُقال إنه من داخل المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية؛

2- من يقف خلف القضبان، ويتوسل أن يفتح عنه باب "الزنزانة"، ليس لصا ولا مجرما، وإنما هو أستاذ يمارس واحدة من أشرف المهن.

3 - السجان ليس حرسيا أو شرطيا أو جنديا أعطيت له الأوامر بأن يسجن مجرما...السجان في حالتنا هذه هو طالب تفتقت "موهبته النضالية" عن هذا الفعل المسيء.

هذه الصورة المؤلمة بعيدة كل البعد عن قول الشاعر أحمد شوقي : قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا...كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا.

مسكين المعلم في زماننا هذا، فهو يعاني من ضعف الراتب ومن احتقار التلميذ والطالب!!!

لا يعني الوقوف مع المعلم والأستاذ في هذه الصورة المؤلمة أنه لا أخطاء لهما، للمعلم والأستاذ أخطاء كثيرة، ويكفي للتدليل على تلك الأخطاء أن الطلاب الذين قاموا بهذا التصرف المسيء هم نتاج لتربية المعلم والأستاذ.

من حق الطلاب أن يناضلوا من أجل نيل حقوقهم المشروعة كاملة غير منقوصة، وليس من تلك الحقوق الوقوف ضد الحد من ممارسة الغش..من حقهم أن يمارسوا كل أساليب النضال المشروعة لنيل حقوقهم كاملة غير منقوصة، ولكن ليس من حقهم أن يتصرفوا بهذه الطريقة المسيئة...

إنهم بهذا التصرف قد أساؤوا إلى الأساتذة وإلى المعهد، بل أكثر من ذلك، فقد أساؤوا إلى العلوم الشرعية وإلى القيم الأخلاقية والدينية للمجتمع، والتي كان من المفترض أن معهدا يعنى بتدريس العلوم الشرعية وبتخريج فقهاء ودعاة المستقبل سيبقى هو آخر حاضن للقيم الأخلاقية والدينية للمجتمع.