"كدية أجل": جبل البافور قديما:أعلى قمة جبلية في موريتانيا،ومخزون الحديد،ومنبع للماء العذب!!/ موقع الفكر

"كدية اجل"، أوجبل البافور قديما،هي أعلى قمة جبلية في موريتانيا،أو "سقف موريتانيا" ، والتي كان يبلغ ارتفاعها915 متر فوق سطح البحر، قبل عمليات استخراج خام الحديد، منذ بداية الستينيات،وكدية أجل"هي المعلم الأشهر في "تيرس زمور" كلها؛ و"اجل" نبات عشبي،كان يكثر تواجده، في تلك المنطقة.ويقع الجبل حنوب وغرب مدينةأزويرات ، سمال موريتانيا،

وتظهر صور مكوك الفضاء سلسلة "كدية أجل"، من الفضاء البعيد كأنها كتلة صخرية واحدة شبه مستديرة.

وكدية أجل" في الواقع مجموعة كدى متلاصقة تشكل جبلا مربع الأضلاع تقريبا، وكل ضلع منه بطول حوالي 40 كلم.، تحتوي على أهم أحتياطي موريتانيا من خامات الحديد، عالية التركيز،والمقدرة بحوالي 1.5 مليار طن من خام الحديد، حسب بيانات ونارة الطاقة والمعادن الموريتانية،

وكدية اجل بعد ستة عقود من الحفر والجهر والقضم بالمتفجرات القوية والآلات العملاقة والمطاحن والناقلات... ما تزال مجهولة لا يعرف منها غير الظاهر من شمالها الممتد بين افديرك وازويرات، ولا تزيدنسبة الاكتشاف والارتياد عن نسبة 2%، من كتلتها الصخرية العملاقة

ومن أشهر مقالع المعدن فيها "افديرك"، ويقع في أقصى غربها، وهو "طارف اژنژير" المطل على قرية افديرك، وبه أجود الخامات وأكثرها تركزا للحديد (حوالي 60%). وأما الطرف الأقصى شرقا من الكدية فهو "تزاديت" ويتميز خامه بتركيز مماثل للأول أو يفوقه قليلا،.وفي أواسط الكدية مقالع أخرى خاماتها نسبة تركيز الحديد فيها أقل بكثير (30-40%) أشهرها "ارويصات".

 "سبخة أجل" التاريخية معدن الملح الجيد المتجدد على مر الحقب

 "سبخة اجل".هي أخت "كدية أجل، تقع على بعد 40 كلم شمال غرب الكدية، فهي مقلع لمعدن آخر لأفخر وأجود أنواع ملح الطعام. وهي معلم اقتصادي تاريخي سبق استغلاله اكتشاف حديد الكدية بأكثر من عشرة قرون، على الأقل،وهي تحوي ملايين الأطنان من الملح الجيد،، كان على الحكومة الموريتانية، أن تكلف شركة أسنيم بإقامة مصانع لتصنيعه وتعليبه، بطرق حديثة، بدلا من الطرق العتيقة الموروثة، منذ مئات القرون،خاصة أنه ملح جيد، وسمعته التجارية مرموقة، وقد ظل ملح طعام الناس في موريتانيا ودول غرب إفريقيا...

وسبخة اجل  عبتعرة عن سهل منخفض واسع يكتنز أجود أنواع الملح، مرصوصا ومتراكبا بدقة عجيبة في طبقات ثلاث أو أربع مفصولة بمادة طينية رقيقة، كانت في القديم تقطع كل طبقة ألواحا، بالأحجام المناسبة لحملها على ظهور الإبل; لوحين لوحين،

 أما اليوم فتقطع بأحجام صغيرة تناسب حملها في الشاحنات إلى نوريقيااكشوط، ومختلف منلطق موريتانيا[ وبعض دول غرب إفريقيا،ومن الغريب أن يوجد في سبخة أجل طبقة غليظة براقة ولا طعم لها على الإطلاق، ماسخة، "أمسخ" من الحجارة"، يسمونها "فحل الملح"!

كدية أجل: منبع للمياه العذبة ... تغذي سد "أظليعة"

 "كدية أجل"بها عدة ينابيع مائية،وتبع منها مجاري سيول، تغذي سد أظليعة، عند تهاطل الأمطار، وفي "تزاديت" أيضا مصادر للمياه العذبة كانت تستغلها شركة الحديد و"تُحلّي" بمائها المطَري العذب مياه "بولنوار" المالحة التي تجلبها بالقطار، لسقاية مدينة ازويرات.

وتنبع من كدية أجل"جنوبا وغربا سيول نادرة... لعل من أبرزها سيل "خنگ أم لحبال" الذي ظل السكان يحاولون إقامة سد أو "ربط" يحجز الماء، فلا يصمد ما بقيمون أمام قوة مياه الكدية متى غزرت،ويبدو أن السد (اظليمه) هذه المرة صمد بفضل الله وامتلأ حتى طافت عليه الزوارق بمحركاتها المائية؛ وهو أمر من عجائب الزمن: أن ترى الفلك مواخر في "تيرس الظب"! وهذا ما لم تأت عليه أساطير كدية اجل نفسها!!

لقد ظلت منظقة تيرس أجمل وأنقى بلاد الله، وأجودها مراعي للإبل، خاصة إذا من الله بالغيث،وتوقفت دورات الجفاف الماحقة، التي بدلت الأرض غير الأرض.