الرسالة الثانية: (سعيكم مشكور)/ الخبير التربوي فؤاد علوان

لا يكفي للمؤمن لكي يفوز برضا الله وجنته أن يتمنى أو يريد فعل الخير، فالإرادة وحدها لا تكفي، والتمني وحده لا يصنع إنجازًا، إذ ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقه العمل.

ولذلك قال الله- تعالى-:" ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورًا" سورة الإسراء ١٩.
المتأمل للآية يجد أن هناك إنسانًا مؤمنًا، وهناك إرادة للآخرة، وهناك سعي.
إذن لا بد للنجاح والفوز من هذه الثلاثية (إيمان، إرادة، سعي)، ولأن السعي هو الترجمة الصادقة للإيمان والإرادة، وهو الذي يحولهما إلى واقع ملموس، وإنجاز حقيقي، خصَّ الله السعي بالشكر، فقال: " فأولئك كان سعيهم مشكورًا".
ولأجل ذلك جاءت الآية الكريمة الآتية في غاية الوضوح والدلالة:" ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا" النساء ٦٦.
فالعبرة إذن ليست في مجرد سماع المواعظ، أو قراءتها، أو العلم بها، إنما العبرة في فعلها وتنفيذها، وتطبيقها في واقع الناس وحياتهم.

الخلاصة:
إننا ونحن نعيش الأيام العشرة من ذي الحجة لا يكفينا أن نريد أو نتمنى ونحن في حالتنا العادية، ولكن لا بد من السعي، والعمل، والجد، والاجتهاد، والأداء بأعلى  جودة، وأن نُرِيَ اللهَ من أنفسنا خيرًا.
وفقنا الله وإياكم إلى العمل الصالح، والسعي المشكور.