الغاز المسال يتدفق من السنغال إلى أوروبا بحلول 2024

تعتزم السنغال تصدير حصتها من الغاز المسال إلى أوروبا بحلول عام 2024؛ حيث تسعى بقوة لتعويض غياب الإمدادات الروسية عن القارة العجوز.

وأظهرت الحرب في أوكرانيا مدى اعتماد أوروبا على الغاز الروسي في توليد الكهرباء؛ إذ وفرت موسكو قبل اندلاع حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، ما يصل إلى 40% من احتياجات أوروبا من الغاز، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومع تصاعد حدة التوتر بين الطرفين، تتدافع الدول الأوروبية لإبرام صفقات لاستيراد الغاز من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، في ظل ارتفاعات قياسية في الأسعار مع خفض روسيا للإمدادات، وفقًا لموقع إنرجي فويس.

غاز السنغال يتدفق إلى أوروبا وآسيا

قال نائب السكرتير الدائم للجنة كوز -بتروغاز (لجنة حكومية تراقب وتطور مشروعات النفط والغاز في السنغال)، مامادو فال كين: "ستكون داكار قادرة على بيع حصتها إلى أوروبا، وخاصةً ألمانيا، في النصف الثاني من عام 2024".

وسافر مسؤولو الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة داكار في فبراير/شباط الماضي، للقاء كين، الذي يشغل أيضًا منصب مستشار الرئيس السنغالي.

وفي مايو/أيار 2022، زار المستشار الألماني أولاف شولتس، الدولة الواقعة في غرب أفريقيا؛ لمتابعة مشروعات الغاز والطاقة المتجددة.

في ذلك الوقت، لم يكن كين قادرًا على إعطاء شولتس إجابة واضحة حول موعد بدء إمدادات الغاز المسال من داكار إلى برلين؛ حيث وافقت الحكومة السنغالية سابقًا على إرسال أول شحنة غاز لها إلى دول جنوب شرق آسيا، بموجب عقود موقعة في عام 2018.

ناقلة غاز طبيعي مسال 

يقول نائب السكرتير الدائم للجنة كوز -بتروغاز :"قبل أيام قليلة، لم تكن لدينا أي رؤية حول ما إذا كان بإمكاننا تزويد أوروبا بالغاز قبل عام 2027 أم لا، الآن يمكننا القول إننا سنكون قادرين على إعادة توجيه شحنتنا إلى أوروبا بدءًا من عام 2024".

ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج من مشروع تورتو أحميم للغازبين موريتانيا و السنغال خلال العام المقبل (2023)؛ إذ من المتوقع أن يُنتج الحقل البحري -الذي يمتد على الحدود بين السنغال وموريتانيا- 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في المرحلة الأولى، ثم يتضاعف إلى 5 ملايين طن في المرحلة الثانية.

وسيرتفع الإنتاج في النهاية إلى 10 ملايين طن سنويًا بعد الانتهاء من جميع المراحل الـ3 للمشروع، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

مشروع تورتو أحميم للغاز المسال

يقع المشروع على الحدود البحرية للسنغال وموريتانيا، وتتولى شركتا النفط البريطانية بي بي، وكوزموس إنرجي الأميركية مسؤولية تطويره، ويحتوي الحقل على قرابة 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

وقال مستشار الرئيس السنغالي، مامادو فال كين، إنه من المقرر اتخاذ قرار الاستثمار النهائي للمرحلة الثانية من مشروع تورتو أحميم العظيم، بحلول سبتمبر (2022)، وحقل ياكار-تيرانغا في المياه العميقة في وقت لاحق من هذا العام.

وتُقدَّر احتياطيات المشروع التابع لشركتي النفط بي بي وكوزموس إنرجي بنحو 20 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

ويقع المشروع في مربع كيار أوفشور بروفوند، الذي تديره شركة النفط البريطانية، وتبلغ حصتها 60%، في حين تمتلك كوزموس إنرجي حصة بنسبة 30%، وشركة بتروسن التي تديرها الدولة بنسبة 10%.

وأكد كين أن قرار الاتحاد الأوروبي الأخير بوصف استثمارات الغاز المسال بأنها صديقة للبيئة، سيجعل من السهل جذب التمويل اللازم لمشروعات الغاز في السنغال.

وقالت شركة كوزموس إنرجي، في وقت سابق من هذا الشهر (أغسطس/آب 2022)، إن المرحلة الأولى من المشروع اكتملت بنسبة 80%، مع توقع إنتاج أول كميات من الغاز الطبيعي خلال الربع الثالث من عام 2023، ومن الغاز المسال بحلول نهاية العام ذاته.

نقلا عن منصة الطاقة