هل تتمخض أعمال اللجنة المشتركة الجزائرية الموريتانية عن انشاء خط لنقل الغاز بين الدولتين؟

تسارع الدولة الجزائرية الزمن للاستحواذ على أكبرعدد من خطوط نقل الغاز المتجهة إلى القارة العجوز، رغم إدراكها بأن خط الأنابيب القادم من نيجيريا إلى أوربا مرورا بالمغرب، هو الأنسب لموريتانيا،  لسهولة تأمينه،  ولأنه يمر قرب مياهها الاقليمية، ولأنه سينجز دون أن تدفع فيه نقيرا أو قطميرا،  ومع ذلك تستمد الجزائر قوتها في مشروع مد الأنابيب باتجاه أوربا  من حاجة الأخيرة  للغاز الطبيعي بعد أزمة الطاقة مع روسيا، وبسبب ماخلفة الجفاف الماحق من تأثير سلبي على الطاقة النووية في فرنسا، مما جعل المستعمر السابق للجزائر يهرع إليها طلبا للغاز والطاقة.

الشيئ الأكيد أن الربط بين الجزائر وموريتانيا سيكون مهما في حال تأكد وجود الغاز في منطقة تاودني، فسيكون الخط حينها هو الغنيمة الباردة.

وللجزائر تاريخ طويل من التعاون مع موريتانيا في مجال المشتقات النفطية، حيث كانت المزود الوحيد للبلاد في فترة من الفترات، وأشرفت في مرحلة معينة على تسيير وإدارة مصفاة نواذيبو المثيرة للجدل.

وكان الوزير الأول الجزائري وجه  الدعوة إلى موريتانيا للتحرك نحو بناء مشروع خط أنابيب مشترك بين الدولتين، لنقل الغاز الطبيعي وذلك  خلا اجتماع اللحنة الكبرى المشتركة للتعاون بين البلدين هذا اليوم.

ودعا الوزير الأول الجزائري  في خطابه إلى بناء خطوط أنابيب الغاز، للربط بين البلدين، وذلك مع بدء الإنتاج من مشروع الغاز السلحفاة الكبرى (آحميم) المشترك بين موريتانيا و السنغال.

وقد يكون  مشروع خط أنابيب الغاز خطوة تمهيدية لتصدير الغاز إلى أوروبا، وتحقيق البلدين استفادة متبادلة، خاصة مع زيادة الطلب العالمي، وتركيز القارة العجوز أعينها صوب الجزائر، وموريتانيا، مع بدء الإنتاج من مشروع السلحفاة أحميم، المقرر في العام المقبل.

وقد تستفيد شركة سنيم من هذا المشروع في معالجة الحديد وتصنيع الصلب، خاصة أن الجزائر عززت صناعة الحديد والصلب، من خلال استغلال  منجم غار جبيلات  قبل شهر من الآن في ولاية تيندوف المحاذية لموريتانيا.

وقد ناقشت موريتانيا مع الجزائر قضية تزويد السوق المحلي بالغاز الطبيعي، مع أزمة الطاقة الأخير وماتعانيه الدولة الموريتانية مع الخصوصيين المزودين للسوق المحلي بهذه المادة.

وماشهدته الأسواق المحلية من ندرة المحروقات في المحطات في حادثة تكررت خلال هذه السنة على مستوى العاصمة.

في 09 يونيو 2022،  توجه موقع الفكر بسؤال، لوزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، الناطق باسم الحكومة، ماء العينيين ولد أييه، نصه " هل تمخضت زيارة وزير الطاقة الجزائري لموريتانيا عن اتفاقية جديدة، لتزويد موريتانيا بالمشتقات النفطية، بعدما ألغت الحكومة الموريتانية الاتفاقية القديمة،في العام 2002، فكان جوابه:

 " تم توقيع اتفاقية مع الجزائر في مجال المحروقات، وحكومتا البلدين يسعيان لتنفيذ هذه الاتفاقيات، على أرض الواقع، وتم اقتراح لجان فنية من أجل سرعة تنفيذ هذه الاتفاقيات".

وتزامنت إجابة الوزير مع زيارة قام بها وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب في 8 يونيو  2022،  إلى نواكشوط، لبحث تعزيز التعاون في قطاع الطاقة. 

يستحق  مشروع مد أنابيب نقل الغاز المزدوج، بين موريتانيا والجزائر فأوربا إلى التثمين،  ولعل هذه من أكثر الفرص التي ستتحاح لمباركة القوى الاقليمية والدولية لهذا المشروع الهام والذي سيمنح لدول  المنطقة  عائدات معتبرة وسيزيد من وتيرة تكاملها وتعاضدها الاقتصادي، وهو أمر غاب ردحا من الزمن وقد آن له أن ينطلق.