الخبير التربوي محمذن باكَا لموقع الفكر: الجميع متفق على أن واقع التعليم مقلق

موقع الفكر: ما تقويمكم لواقع التعليم في موريتانيا؟

محمذن بن أحمد سالم ابن باكا: يبدو أن الجميع متفق على أن واقع التعليم مقلق، وإذا كان هكذا فإن مستقبل البلد مقلق.

إن التعليم لم يكن غريبا على هذه البلاد، فقبل التعليم النظامي كان التعليم التقليدي وكان نظاما ناجحا يؤدي الدور المطلوب منه وكان غاية في حد ذاته وحين  كان غاية في حد ذاته كان ناجحا ولما أصبح التعليم وسيلة للمعاش والسلطة بدأ التنافس السلبى و المشاكل، فكان نظامنا التعليمي يكون العلماء والفقهاء والنحاة والفتيان والطلاب العاديين ومن الناحية المهنية كان المجتمع يصنع ما يحتاج سواء كانت تلك الحاجة في صنع الآلات أو تتعلق بتنمية الحيوان أو الفلاحة أو غيرها.

وتقويم التعليم يتم من   خلال  أدائه، فمن الناحية الثقافية يجب عليه أن يساهم في تنمية ثقافة المجتمع ويحافظ عليها ومن الناحية الاقتصادية ينبغي أن يكون الكفاءات على جميع المستويات التي يحتاجها تطور لاقتصاد، ومن الناحية الاجتماعية ينبغي أن يساهم في التحول الإيجابي للمجتمع حيث يضمن الحركية الاجتماعية لكل شخص، ولعل  القلق المذكور يعود إلى عدم تحقيق هذه المهام على الوجه الأكمل مع أنه لا يمكن أن ننفي ما تحقق،  فنحن قطعنا أشواطا في مراحل سابقة في جميع المجالات ولكن الإشكالات ظهرت بالنسبة للتعليم منذ أن بدأت السياسة تدخله فلم تعد خدماته على المستوى المطلوب، هكذا أصبحت السياسة تؤثر فيه،  وبعد أن كان التعليم وسيلة لطلب العلم صار وسيلة للنفوذ السياسي عندما جرت النخب تجاذباتها وخلافاتها إلى  داخل المدرسة