الدخول المدرسي.. بين آثار الأمطار..وتأثيرات السياسة/ إعداد موقع الفكر

الدخول المدرسي 2022.. تحديات متعددة أمام أول سنة للإصلاح التعليمي

 

طبقا لما درجت عليه وزارة التعليم الموريتانية، يبدأ الدخول المدرسي في الاثنين الأول من شهر أكتوبر، وعلى مشارف هذا الاثنين المرتقب تستعد وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي لفتح أبواب الفصول أمام مئات الآلاف من التلاميذ في مستويات مختلفة

متغيرات جديدة في النظام التعليمي

يمتاز الافتتاح الدراسي هذه السنة بمتغيرات متعددة أبرزها:

  • الإعداد للدخول في نظام تعليمي جديد يتأسس على تدريس بعض المواد العلمية للمرحلة الابتدائية،باللغة العربية، ومحاولة شرح بعض هذه المواد باللغات الوطنية، وهو الأصعب، مما يجعل هذه السنة قنطرة ومرحلة انتقالية في الطريق إلى تنفيذ الإصلاح الموعود، وهو ما يعني أن الوزارة ستكون على محك التجربة لإثبات نجاعة هذا الإصلاح، الذي يشكك الكثير من خبراء التربية في واقعيته، وجدية الحكومة في تنفيذه، وكذا قدرة الأسرة التربوية على مواكبته.
  • رهان تعميم السنة الأولى الابتدائية: وحظر التسجيل فيها على المدارس الخاصة، وهو ما يطرح إشكالات عديدة على مستوى الاستيعاب في العاصمة نواكشوط ونواذيبو، وبعض المدن الكبيرة التي ينتعش فيها التعليم الخاص، ويتفاقم فيها الاكتظاظ في مؤسسات التعليم العمومي.

وتدفع وزارة التهذيب بقدرتها على استيعاب هذا الكم الكبير من التلاميذ المقرر ولوجهم للمدرسة هذه السنة، عبر مستوى الفصول وتوفير المدرسين، ومستوى منع التحايل على هذا القرار من خلال المنصة الإلكترونية التي تضمن منح رقم وطني لكل تلميذ ومتابعة تقدمه الدراسي.

 

  • وضعية المدارس الغارقة ومراكز الإيواء: حيث ما يزال عدد كبير من المدارس في العاصمة وعدد من مدن الداخل الموريتاني غير صالح للتدريس، وهو ما قد يفرض على السلطة تأخير الافتتاح إلى حين البحث عن مناطق إيواء جديدة للمتضررين خصوصا في دار النعيم وكيهيدي ومناطق أخرى من البلاد.

وتدفع مصادر بوزارة التهذيب الوطني بالقول إن مراكز الإيواء سيتم إخلاؤها قبل الافتتاح، حيث تسابق الفرق المعنية الزمن من أجل إعادة المشردين إلى منازلهم، وكذا معالجة وضعية المدارس الغارقة والمتضررة جراء السيول، معتبرة أن هذا الوضعية ليست بالغة التأثير خصوصا أن الوزارة ستضيف مئات الفصول هذه السنة إلى الخارطة المدرسية.

  • المخاطر الصحية في ضوء انتشار  الحميات المختلفة  مثل الحمى النزيفية التي بدأت تظهر وتتفاقم بشكل تدريجي في الداخل وفي أنحاء من العاصمة بسبب الأمراض الناتجة عن الموسم المطير، وارتفاع عدد الوفيات إلى 6 حالات مرشحة للزيادة،  ووجود عدد آخر من الحالات النشطة.

ورغم أن السلطات بدأت حملة تلقيح للمواشي على عموم التراب الوطني فإن الوضعية الصحية المتعلقة بحمى القرم والحمى النزيفية ما تزال في مرحلة الخطر، خصوصا في ظل وجود عشرات الآلاف من الأسر في البوادي والأرياف في وضعية الاستجمام والعطلة الصيفية.

وتذهب مصادر متعددة في وزارة التهذيب إلى التقليل من تأثير هذه العوامل على الافتتاح مؤكدة أن الوزارة بدأت منذ عدة أسابيع حملة تحضير من أجل افتتاح نوعي.

  • الوضعية المناخية الصعبة التي تعيشها العاصمة وبعض المدن الداخلية نتيجة لانتشار المستنقعات والبرك الآسنة وما نتج عنها من انتشار الباعوض من نوعيات مختلفة، وأسرة " الكاروسيات" والذباب وغيرها من مسببات الأمراض.
  • ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وخمود في التيارات الهوائية، وتحول شهر أكتوبر إلى مظنة لتساقط الأمطار، مما يضع تحديات كبرى أمام المنشئات التربوية التي تفتقر في تأسيسها لكثير من عوامل الراحة والسلامة.
  • أزمة النقل المتفاقمة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات ما نتج عنه تضاعف فاتورة النقل على ميزانيات الأسر المرهقة أصلا بسبب الغلاء.

 

 التدبير السياسي للتعليم.. ترضية النخب المتغربة المتنفذة وإطلاق الإصلاح

يأتي الافتتاح هذه السنة في ظل ظرفين سياسيين متضاربين أولهما:

  • الآثار السياسية للقانون التوجيهي للتعليم: والذي يثير غضب عدد كبير من النخب لفرنكفونية، ويرى البعض أن تعيين وزير التهذيب الوطني آدما بوكار سوكو، يعتبر رسالة طمأنة لتلك النخب، خصوصا أن وزير التهذيب ينتمي إلى إحدى المرجعيات الصوفية المؤثرة في بعض مناطق الضفة.

ولعله من الحالات النادرة أن تصبغ الوزارة بلون واحد، فإضافة للوزير يتولى رئاسة المجلس الأعلى للتهذيب الوطني الوزير السابق با عثمان، أما منصب الأمين العام فهو من نصيب سوماري عالي، إضافة إلى عدة مناصب سامية اخرى في الوزارة يتحكم فيها مسؤولون من لون واحد.

رغم أن الأهم في التعيينات هو الكفاءة والتخصص والخبرة دون الرجوع لمعايير اللون والنسب والجهة.

  • عام سياسي بامتياز: يمثل هذا العام الدراسي ظرفا زمانيا للانتخابات البلدية والنيابية، مما يجعل الأجواء الدراسية مشحونة بالتأثير السياسي، خصوصا أن المدرسين هم ركن أساسي في عملية التصويت وفي الحشد السياسي، وهو ما يعني أن هذا العام الدراسي سيكون الأقل حظا من الجدية والإنجاز، نظرا لانشغال الحكومة بالمشهد السياسي وضمان انتخابات نوعية، هي الأولى من نوعها في ظل نظام ولد الشيخ الغزواني.
  • ما قد يترتب على الانتخابات من هجرات جماعية إلى الداخل مما قد يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي.

بين المدارس الدولية والمدارس الخاصة.

فهل ستمنع وزارة التعليم المدارس ذات الصيغة الدبلوماسية من تسجيل الطلبة في أولى ابتدائية، أم سيظل هذا القرار مفصلا ضد بعض المدارس الخاصة الموريتانية.

إلزامية التعليم العمومي ابتدائي.. هل تشمل أبناء المتنفذين؟

في كثير من الحالات يتم تسجيل أبناء السادة الوزراء وكبار المسؤولين في المدارس الأجنبية، وربما ينتجعون لها فيسكنون في بعض الدول لتدريس أبنائهم، وهنا يكون السؤال، عن موقفهم من إلزامية دخول السنة الأولى ابتدائية في المدارس العمومية.