عمدة نواذيبو القاسم ولد بلال لموقع الفكر: لالزوم للمجالس الجهوية ومجلس الشيوخ

قال النائب وعمدة نواذيبو القاسم ولد بلال إن البلدية حاضرة بقوة في مجالات عملها وفي أداء المهام المنوطة بها انطلاقا من استيعاب واضح لمفهوم اللامركزية وأن يكون للبلدية حضور في كل ما يخدم المواطن دون انتظار أو إجراءات بيروقراطية معقدة.

وعلى أساس أن البلديات مصلحة عمومية غير مرتبطة بحزب ولا جهة وتعمل بإمكانات الدولة وهي من أجل تقريب الخدمات ومساعدة المواطنين.

وأضاف ولد بلال في حوار خاص مع موقع الفكر بتاريخ الأول من أكتوبر 2021،  إن المنطقة الحرة تكاد تسحب كل صلاحيات ومهام البلدية بعدما أسندت إليها مهام النظافة والحدائق والساحات العمومية والشوارع، ويمكن القول إن البلدية لم يبق لها أي شيئ رغم أن الجانب القانوني المنظم للمجلس البلدي ومهام العمدة لايزال كما هو.

واستعرض العمدة جانبا من إنجازات البلدية في نواذيبو على مستوى التعليم وتجهيز المدارس ورياض الأطفال ،حيث قامت البلدية بتجهيز 26 مدرسة و9 وروضات أطفال كانت في حالة مزرية.

وهذا نص المقابلة:

بسم الله الرحمن الرحيم

موقع الفكر : حبذا لو عرفتم المشاهد بشخصكم الكريم من حيث الاسم وتاريخ ومحل الميلاد و الدراسة وأهم المناصب التي تبوأتم؟

العمدة و النائب القاسم بن بلال: أنا مواطن موريتاني ولدت في مدينة أطار ودرست فيها الابتدائية والإعدادية وبعد سنتين من دراستي في الثانوية قررت الالتحاق  بعالم الأعمال لأني ابن بيئة تلك تقاليدها وتنقلت إلى مدينة نواذيبو ومارست عددا من النشاطات الاقتصادية الناجحة، وفي التجارة العامة مع شركة "سنيم" وفي تمويل البواخر  في تلك الفترة كان هناك  صراع  يدور بين رجال الأعمال الذين يعتمدون في  جل أعمالهم على الخارج وبيننا نحن مجموعة من الشباب الذين يحاولون أن ينشئوا نشاطات محلية يستفيد منها أبناء الوطن والساكنة، وربما يكون ذلك  سبب ما يثار لصراحتي وكثيرا ما  أحاول أن تكون لي مواقف للدفاع عن مصلحة الوطن وهو ما يثير شعور بعض الأوساط مثلما يحدث الآن في بلدية نواذيبو التي تسمعون ما يثار حولها.

وقد جئت إلى البلدية في العام 1996م وبعض الناس يقول إني جئت فجأة وقد نسوا أنني كنت السبب في نجاح العمدة آنذاك،  بطلب من رئيس الجمهورية معاوية بن سيد أحمد بن الطائع من أجل إنجاح اللائحة، وكنت الثاني في ترتيبها ولما واجه العمدة بعض المشاكل انتخبت عمدة بتصويت المستشارين ومكثت سنتين وأنا عمدة في العاصمة الاقتصادية وليست بها آنذاك مدرسة تصلح للدراسة وليست فيها سيارة إسعاف وحتى لا يوجد فيها  من يغسل الموتى كما لاتوجد  فيها طريق معبد إلا ما تركت " ميفرما" من المطار حتى مقر شركة "سنيم".

وفي تلك السنتين مع صعوبة الحال تغيرت حال المدينة فجهزت المدارس ومدت الطرق إلى الأحياء الشعبية التي كانت معزولة وامتلكت  البلدية سيارات الإسعاف ومكافحة الحريق وأصبحت كل الخدمات الموكولة  للبلدية  موجودة  كما أصبحت لدينا علاقات مع الخارج، وأذكر أنني عندما انتخبت لم يكن في الإمكان إجراء عملية جراحية إلا في مستشفى "سنيم" ويقدم من يريد إجراء عملية  جراحية  ضمانة عند الشركة إن لم يكن من عمالها أو يحمل إلى مدينة نواكشوط والطريق آنذاك صعبة،  ولذلك قررنا إنشاء مركز صحي هو مركز الرضوان وأجريت فيه أول عملية جراحية وما زال حتى الآن تجرى فيه العمليات الجراحية دعما لقطاع الصحة، ودور البلدية إنما يقتصر على بناء المراكز الصحية و من ثم تستجلب لهم الدولة العمال والطواقم الصحية ونحن نتكفل  بتعويضات الأطباء والممرضين والقابلات، والأدوية من حساب ميزانية البلدية والتعاون الخارجي، لأننا نفهم اللامركزية في إطار أن  أي قطاع فيه فراغ ويحتاج المواطن أن تتدخل فيه البلدية يجب أن تتدخل، ومع ذلك غادرت البلدية سنة ،1999 حيث لم يرشحني الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي فجاءت جماعة إلى الرئيس معاوية وطلبوا منه عدم ترشيحي، وذلك لعدم رغبتهم في وجودي على رأس البلدية  وتغيرت المدينة وكان تغيرا لصالح الدولة لأن البلدية في نهاية مؤسسة من مؤسسات الدولة  ونهضت مجموعات ممن  لا يحب أن يكون هنالك رجال وطنيون ولا تحب هذه المجموعات كذلك أن يتولى الوطنيون مراكز اتخاذ القرار.

وبعد الانفتاح الديمقراطي ترشحت وظننت وظن الرأي العام أنني نجحت ولكني منعت من البلدية وفزت بمنصب نائب عن الولاية وأعيد انتخابي فيها ثلاثة مرات وأظن أني بذلت جهدي لوصول الرسالة الوطنية ولله الحمد، و من دخل موقع اليوتيوب سيجد أني تطرقت لكل القضايا التي تهم المواطنين وقد يكون هذا مما يستجلب عداوة بعض الناس وهذا ما يفسر بعض الحملات التي تستهدفني، وأنا ما يهمني المواطنين الذين انتخبوني وأداء واجبي.

 وقد ترشحت في العام 2013 ونجحت ونزعت منا البلدية وهذا لا بد من ذكره وقيل آنذاك إني إن نجحت فإن المنطقة الحرة لن تنجح وعملوا من أجل أن ينجح عمدة هم من أتوا به فلم تنجح المنطقة الحرة وضاعت البلدية، وسأحدثكم عن قانون المنطقة الحرة الذي قدمه ثلاثة وزراء هم إسماعيل بن بده وزير التخطيط والعمران وحسنه بن بوبه وزير الصيد وسيد أحمد بن الرايس وزير الاقتصاد ولما جاءوا به إلى البرلمان وكانوا في عجلة من أمرهم من أجل التصويت على القانون قلت لهم إنه لن ينجح لأن ميناء نواذيبو كان يمكن أن يكون ميناء المنطقة ولكن للأسف فاتتنا الفرصة بين موانئ سينغال ولاس بلماس والمغرب وبالتالي لن يأتي أحد ببضاعة ويدفع جمركتها على بعد 42 كيلومترا ثم يذهب بها بعد ذلك إلى نواكشوط أو مالي وقضية الاستثمار أكثر منها تحسين قانون الاستثمار وهنالك أمور لا بد منها وهي  تحسين البنى التحتية وتحسين الإدارة وتحسين العدالة و قلت هذا الكلام بصفتي نائبا في البرلمان وإلى الآن ما تزال الحرب قائمة بيني وبين المنطقة الحرة.

ولما نجحت سنة 2018 وجدت أن البلدية بعد عشرين سنة رجعت إلى الوراء ونزعت كثير  من صلاحياتها  فالمنطقة الحرة  أسندت إليها مهام النظافة والحدائق والساحات العمومية والشوارع ويمكن القول إن البلدية لم يبق لها أي شيء  رغم أن الجانب القانوني المنظم للمجلس البلدي ومهام العمدة ما زالت كما هي  فمهمات البلدية مهمة للدولة والمواطنين وأنتم تعلمون أهمية التعليم ورياض الأطفال ووجدت أن 26 مدرسة ضائعة تمام الضياع فليس لها من حراس وحيطانها إما متهدمة أو قصيرة  يمكن أن يتسورها الأطفال وقد لا يكون فيها مكتب للمدير وقد لا تكون فيها مرافق للأطفال وحتى إن بلاط الأقسام فيه حفر وخلال سنتين رممنا اثنتين وعشرين مدرسة حتى صارت تتوفر فيها مواصفات المدرسة الجمهورية، بفصول جيدة وطلاب ومكان للحراس ومكاتب للمدرين ومكاتب للمدارس وأحيانا نزودهم بالمواد الدراسية وهنالك مكتب للمدرسين وبدأنا برنامج للتوأمة مع مدارس أجنبية فبدأنا توأمة المدرسة الأولى مع المدرسة مدرسة في كناريا وكان في برنامجنا توأمة كل مدرسة مع أخرى في الخارج- إلا أن كوفيد حال دون ذلك- كي تفيدها التوأمة بالتزويد  بالموارد المادية  وتبادل  التجارب.

وأظن أن التلاميذ مرتاحون لأن أغلب العائلات كانت ترسل أبناءها إلى المدارس الخصوصية واليوم عادوا إلى المدارس العمومية لأن الظروف أصبحت ملائمة وارتاح المدرسون وهذا الجانب مشترك بيننا نحن ووزارة التهذيب إلا أن دورنا  أننا لا ننتظر، والدولة وضعت البلديات في وضعية تمكنهم من التحرك غير تحرك  بيروقراطية الإدارات المركزية،  وبقيت لنا خمس مدارس ستنجز خمس مدارس و تسع روضات من رياض الأطفال،  وكما تعلمون فدور هذه الرياض هو مساعدة الأطفال وتحضيرهم لدخول المدرسة كما أنهم يساعدون العائلات في تربية أبنائهم وحضانتهم وقت العمل وهذه مساعدة مهمة لساكنة المدينة هذا بالنسبة للتعليم.

أما بالنسبة للصحة وكما قلت لكم فقد دخلنا من خلال مركزين يتبعان للبلدية والآن فيهما عمل جبار فهما مركزان مؤمنان ونظيفان وموظفوه يعاملون المواطنين معاملة حسنة ولدينا مصلحة للنساء ومصلحة للأطفال ومصلحة لسوء التغذية لدى الأطفال ولدينا مصلحة للسكر ومختبر للفحوصات، ولدينا التلقيح الدائم للأطفال وأرفقناه بتلقيح فيروس كوفيد،  وكان مركزنا من أحسن المراكز و يستقطب أكثر الناس بسبب حسن المعاملة وسرعتها  ولدينا مصلحة للتصوير بالأشعة السينية ولدينا مصلحة للتصوير بالصدى الصوتي  لدى جميع الأطباء والقابلات ونحن ليس في استطاعتنا فعل كل شيء ولذلك اخترنا التركيز على مساعدة الناس والمستشفى ولله الحمد أصبح فيه الاختصاصيون والآليات ولدينا جراح عام يجري العمليات الجراحية  بكثرة خاصة أنه أصبح يجري عمليات الجهاز البولي،  ويأتي إليه الناس من كل حدب وصوب ولله الحمد بدأ تنظيم المستشفى ونستقبل  بعثات من الخارج.

وحيث ان المركزيين، طيلة السنوات التي قضيت عن البلدية  لم تعط لهم العناية ولا الإمكانيات فأصبحت خدمتهما متواضعة وليست بنفس المستوى الذي تركتها فيه وبإمكانكم أن تسألوا ساكنة المدنية وكما  قلت لكم سابقا فإن لدينا جميع التخصصات الطبية من العيون والجلد والنساء والأطفال وننتظر بعد انجلاء آثار أزمة كورونا أن تأتي إلينا البعثات كل شهر، ومن أبرز البعثات التي جاءت إلينا، تلك المتعلقة بمعالجة الأعضاء المتضررة من الحروق،  وقد أنجزت علاجات جيدة ووففد  إليها الناس من مختلف أنحاء موريتانيا ونظن أننا نقدم خدمة جيدة ونخفف العبء عن الدولة، وأظن أن من تكلف بالتعليم الأساسي والصحة فقد قدم خدمة كبيرة،  ولدينا مصلحة معينة بالموتى فعندما يموت أي شخص يمكن لأهله أن يتصلوا بهذه الخدمة التي تعمل على مدار 24 ساعة، فترسل لهم سيارة إسعاف وتتولى تغسيله وتكيفنه وفقا للطرق الشرعية دون أن تتكلف عائلته أي شيء، وبعد الصلاة عليه لدينا  مجموعة من القبور الجاهزة تتراوح مابين 10-15 قبرا،  ونظن أن هذا النوع من المساعدات قد يكون بسيطا شيئا ما  ولكنه يمثل مواساة لعائلة مصابة في ظرف حساس وكنا نمتلك سيارة إسعاف أخرى ننقل فيها المرضى مجانا إلى مدينة نواكشوط ، ووجدنا أن من كان قبلنا في البلدية كانوا يلزمون أهل المريض بدفع مبالغ تتراوح ما بين 70 إلى 90 ألف أوقية قديمة،  فجعلنا النقل مجانا ومكثنا نوفره سنة وستة أشهر حتى أعلنت الحكومة التكفل بتوفير سيارات اسعاف  لنقل المرضى.

وأحب أن أقول هنا  إن البلدية تتقدم لها الأحزاب في لوائح حزبية،  وهي  مرفق مهم فهي ليست من أجل  مصلحة  حزب معين أو جماعة معينة بل هي من أجل جميع ساكنة المدينة بغض النظر عن أحزابهم وجهاتهم وقبائلهم وأعراقهم وما تقدمه من خدمات هو من إمكانيات الدولة وإنما أنشئت البلديات  من أجل تقريب الخدمات من المواطنين وهذا ما نظن أننا جسدناه في البلدية فلا يسأل المرء عندنا عن حزبه ولا عن قبيلته ولا عما إذا كان ممن صوت للعمدة،  فالخدمة التي نقدمها هي خدمة عمومية.

وفي ميدان الثقافة أصبح لدينا مركز ثقافي مجهز ويفتح مجانا أمام جميع الجمعيات الثقافية وفي كل سنة نقيم أسبوعا ثقافيا شامل  لجميع الأنشطة الثقافية ونقدم فيه جوائز من أجل تشجيع الشباب على ممارسة النشاطات الثقافية  حتى يبتعد عن المسلكيات التي لا تنفع بل تضر  وفي مجال الرياضة نؤطر جميع الفرق الرياضية في الأحياء الشعبية ونقدم لها  ما تحتاجه  من لباس وكرة قدم وكرة سلة ولدينا تسيير الملعب البلدي الكبير الذي فتحناه أمام الشباب وهو ملعب بمواصفات دولية  وفتحناه أمام شباب الأحياء ما أثار الكثير من اللغط وكان محتكرا من قبل مجموعة معينة والآن نحن نعمل على تشييد  مركزين للرياضة  واحد في المركز الثقافي وآخر في  حي مدريد حيث القطب التنموي الشمالي   وأعلنا مناقصتين لإنشائهما  ولدينا ثلاثة أقطاب تنموية تعمل فيها نساء في بعض النشاطات ونسعى إلى تطوير أداء هولاء النسوة ونرسل من خلالهن رسائل إلى الحي مما يسهل الاتصال مع العائلات في الحي .

و من الخدمات المهمة التي قدمنا أننا وضعنا الإنارة الشمسية في جميع المدارس وكذا خمسين مسجدا.

و بالنسبة للمساجد والمحاظر لدينا دعم سنوي وهو عبارة عن أربعين ألف أوقية قديمة لكل إمام مسجد،  وثلاثين ألف أوقية قديمة يستفيد منها كل مؤذن وكذا شيخ أي محظرة،  ولدينا مركز مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة نؤطرهم فيه ونقوم فيه ببعض النشاطات ونوزع عليهم بعض المواد الغذائية، ونقدم مساعدات كذلك لضعفة الناس فلدينا مدرسة للصم والبكم  ونقدم لهم العون بصفة دائمة،  وقمنا بإحصاء شامل لجميع الأيتام والأسر المتعففة ونوزع عليهم حسب إمكانياتنا،  ولما جاءت مندوبية تآزر وجدت عندنا القوائم جاهزة وساعدنا في القيام بعمليتها بصورة نظيفة فوزعت المساعدات توزيعا شفافا ومما ينبغي أن يجدر التنبيه عليه أن البلدية  أن تساهم في كل ما سينجز لصالح ساكنة المدينة وذلك أعود إلى تكرار أهمية، البلدية لأنها ينبغي أن تساعد فيها، ويجب أن تعمل على أن تصحيح كل ما يمس المواطنين، وعند افتتاح المدارس نقوم بما يلزم من تحضير ونظافة وتعميق ونوزع عليهم العلم الوطني لكي تكون كل مدرسة لديها وننجز ما تطلبه ساكنة أو ما تطلبه الإدارة، ولمعلوماتكم فإن الجمعية الوطنية ستراجع صلاحية المنطقة الحرة وذلك من خلال قانون موضوع أمامها ولذلك ستعود صلاحيات البلدية إليها كما ستعود مختلف الصلاحيات المصالح الحكومية التي أعطيت للمنطقة الحرة إلى مؤسساتها فلم تقم بالاستثمار كما ينبغي  ولم تقدم خدمات الدولة بصفة مرضية وأنا أعبر بصفتي عمدة ونائبا برلمانيا أعبر عما يقوله الناس، وأظن أن الحكومة بدأت تعي الخطأ وبدأت إصلاحه وهو إصلاح وطني لتقويم وضعية وينبغي أن يوضع في هذا السياق فحسب لكي تستفيد منه الناس.

موقع الفكر: هل تعتقدون أن المصلحة الوطنية تقتضي، إلغاء المنطقة الحرة أو تحسين وضعيتها؟

النائب القاسم بن بلال: أظن أنه  من المصلحة الوطنية إلغاؤها كليا لأنها لا تصلح لنا وليست فينا مواصفاتها ونحن  إن كنا إنما نريد الاستثمار فللاستثمار قوانينه وبيئته وأما خدمات الدولة فلم تكن يوما تابعة لأي منطقة حرة في العالم  فلا يمكن لأي منطقة حرة أن تأخذ صلاحيات البلدية ووزارة المالية ووزارة التجارة..

موقع الفكر: ما رأيكم في في  الترخيص لشركة هوليدينغ؟

النائب القاسم بن بلال: لم أكن موافقا عليها ولذلك لم أصوت عليها وقد أعطيت لها مميزات وأعفيت من الضرائب وعائد العملة الصعبة ومع ذلك هي تنافس القطاع الوطني والتقليدي في الصيد ولديها إمكانيات أكبر وهي خارقة للنظام مثلها مثل المنطقة الحرة ولكن لديها اتفاقية يجب احترامها حتى يتم تغيير القانون.

موقع الفكر: لماذا دعمتم الرئيس السابق محمد خونه بن هيداله في انتخابات 2003؟

النائب القاسم بن بلال: دعمت محمد خونه بن هيداله، لأني لست داعما للرئيس معاوية بن سيدي أحمد الطائع ولم أكن داعما لأحد من بقية المرشحين فدعمت محمد خونه رغم تحفظي على بعض الملاحظات بشأنه ولكن لم  يكن هناك  من خيار آخر.

موقع الفكر: لماذا عارضتم الرئيس السابق معاوية بن سيد أحمد الطائع؟

النائب القاسم بن بلال: ليس من طبيعتي أن أكون مع الرؤساء ولست سياسيا بالمعنى التقليدي حتى ولو كنت داعما لهم فإنما أدعمهم بالعمل وإذا أن أنتقدهم في البرلمان أو البلدية وكما قلت سابقا إن هناك مجموعة من الناس لا تحبذ وجود أمثالي من الأشخاص.

موقع الفكر: ما تقويمكم لأداء مندوبية تآزر؟

النائب القاسم بن بلال: حتى الآن لا أستطيع أن أقومها فهي تعمل منذ سنتين وبالنسبة لي التنسيق مع البلديات، ما زالت المؤسسات المركزية لم تفهم بعد أن اللامركزية اختيار للدولة الموريتانية ومعنى  ذلك أن المجلس البلدي والعمدة هما من يمثلان  ساكنة المدينة ومن يريد أن ينجز لساكنة المدينة شيئا  ينبغي  له أن يتشاور مع من يمثل هذه الساكنة، بصورة شرعية  المجلس البلدي والعمدة  فالنواب منتخبون وطنيون والمجلس الجهوي ينبغي أن تكون لديه مشاريع اقتصادية جهوية  وتمثيل المواطن وحياته اليومية وعلاقته بمشاريع الدولة مقصور على العمدة الذي يمثل المجلس البلدي المتنخب.

موقع الفكر: ما تقويمكم لسنتين من حكم الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني؟

النائب القاسم بن بلال: التقييم الإيجابي يرى أصحابه أن هناك مستوى من الانفتاح والمشاريع ونتائجه لم تظهر بعد للجميع وأنا أظن أن الوضع أحسن مما كان، وتفاصيله تتطلب أن نأخذ القطاعات واحدا تلو الآخر وهو ما لا ليس لدينا الوقت لنقوم به في هذه المقابلة ونرجو أن ينعكس الخطاب على النظام والحكومة والشعب.

موقع الفكر: في إطار اللامركزية حسب وجهة نظركم هل من الأفضل أن نجمع بين مجلس الشيوخ والمجلس الجهوي أو نقتصر على أحدهما دون الآخر؟

النائب القاسم بن بلال: لانحتاج إلى مجلس الشيوخ ويكفيها برلمان قوي يمثل الشعب  أحسن تمثيل  وأظن أن المجالس الجهوية أنشئت كي تكون بديلا لمجلس الشيوخ وأعطيت لهذه المجالس مهمات تختلف عن مهمات مجلس الشيوخ ولم تعط لها الإمكانيات التي تحتاجها كما أسلفتم ولا أرى إنشاء المؤسسات ما لم تكن هناك ضرورة تستدعي إنشاءها وظروفا تمكنها من القيام بمهماتها.

والمجالس الجهوية في الدول الأخرى لم توجد إلا بعد نجاح تجربة البلديات ونحن لم تنجح عندنا تجربة المجالس البلدية بعد، وبالتالي لا حاجة لنا بالمجالس الجهوية وليعذرني أصحاب المجالس فما قلته هو مجرد رأي شخصي.

موقع الفكر: فيما يتعلق بمشكل الخدمات هل من آفاق لحل أزمة الكهرباء والماء في المدينة؟

النائب القاسم بن بلال: أظن أن الحكومة تسعى إلى حل هذه المشكل وتحسين الوضعية في بلنوار،  كما تسعى إلى إنشاء مؤسسة لتحلية المياه وقد بدأت تجربة صغيرة، وتحاول السلطات أن تزيدها لكي نجد ما يكفي من المياه وبعد ذلك نفكر في الزراعة ونحن ندعم التعاونيات الزراعية وأراض نواذيبو صالحة للزراعة وكل شيء ينبت فيها وليست هذه ميزة تخصها بل تعم كل موريتانيا وما يعانيه أهل الزراعة هو نقص القطع الأرضية ومشكل المياه ولكن الأمر يتطلب استقلالية.

موقع الفكر: هل من كلمة أخيرة؟

القاسم بن بلال: أرجو من النخبة الاتجاه إلى العمل أكثر من التسيس والكلام والصراعات ومن يتولى منها شأنا عاما ينبغي عليه أن ينجزه ويكون ذلك مدعاة للوفاق والتلاقي بدلا من الصراعات التي قد تغطي أحيانا على ضعف تأدية المهمات فلدينا بعض  المسؤولين الذين يتولون مهمات عمومية ولا ينجزونها ويغطون على ذلك بالصراع وهذا موجود في مدينة نواكشوط، ويجب على المسؤولين تسوية أي صراع قد يمس من المصلحة العامة والهم العام ،  ينبغي تسويته ولا يفسر بوجود شخصين أو جماعتين متصارعتين  بل البحث عمن يخدم المصلحة العامة والنظام ولا يترك الأمر على أنه صراع بين شخصين يستوي منهما من يفعل الأمر الصحيح ومن يفعل العكس، وفي ذلك تضيع الدولة والمصلحة العامة والمواطن.