صراع متزايد وخلافات متصاعدة.. هل سيتمكن حزب الإنصاف من الحفاظ على المجلس الجهوي للعاصمة نواكشوط؟/ موقع الفكر

يواجه حزب الإنصاف الحاكم تحديات متعددة خلال الانتخابات القادمة، والتي تمثل أول اختبار سياسي للحزب وقيادته الجديدة برئاسة  محمد ماء العينين ولد أييه.
 وتأتي في مقدمة تلك التحديات، الاحتفاظ بقيادة المجلس الجهوي للعاصمة نواكشوط، وهو تحد يواجه صعوبات متعددة أبرزها:
- حجم المنافسة داخل الحزب على هذا المنصب، خصوصا أن إعادة ترشيح الرئيسة المنتهية ولايتها،  فاطمة بنت عبد المالك سيزعج خصومها السياسيين داخل الحزب، وبالأخص منسقيات سياسية متعددة، وطامحة إلى تقليص نفوذ بنت عبد المالك، فالحزب فيه " شركاء متشاكسون" وفق تعبير البعض.
- حجم الصراع والمنافسة داخل المعارضة التي استطاعت خلال الانتخابات الماضية إلجاء حزب الأغلبية الأول إلى الشوط الثاني، ليتمكن لاحقا من الفوز بفارق بسيط.
 ويمكن في هذا السياق القول إن تحالفا سياسيا بين حزب تواصل و بعض أقطاب المعارضة على سبيل المثال قد يمثل تحديا سياسيا قويا لمرشح حزب الإنصاف لقيادة جهة نواكشوط.
- تنامي السخط والتذمر من أداء النظام داخل العاصمة، في ظل ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية الأساسية، مما قد يعرض النظام لتصويت عقابي في المدن الكبرى.
- وجود خصم صامت يمثله الوسط السياسي والمالي الداعم للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والذي قد يتوجه إلى إجراءات سياسية أكثر عمقا نكاية بالنظام ومرشحيه الأقوياء.
- تحدي التجديد: حيث يطالب الكثيرون بمنح الوجوه الجديدة فرصة للبروز وقيادة المشهد، خصوصا أن بنت عبد الملك تنقلت بين مناصب انتخابية منذ العام 2001 إلى اليوم، مما يجعلها تحمل في حقيبتها السياسة حصيلة 21 سنة من التربع على بلدية تفرغ زينة والمجلس الجهوي للعاصمة.
ورغم ذلك فإن حزب الإنصاف يملك أيضا مؤشرات قوية قد تمكنه من تحقيق الفوز في هذا التحدي، وكثرة الشركاء فيه يحمل بذرة القوة،  ومن أبرز تلك النقاط:
1- حصيلة أداء بنت عبد الملك وما حققته من مكاسب، وعلاقات خارجية قد تدر عليها دعما سياسيا وتمويلا ماليا للحملة.
2- وجود شبكة علاقات هائلة تديرها بنت عبد المالك في مختلف مناطق العاصمة نواكشوط، وتضم هيئات نسائية وشبابية وجمعيات خيرية وأنشطة شبابية
3- تشتت المعارضة، وتفاقم الصراعات بينها، وإمكانية تحالف بعض عناصرها مع الأغلبية.
4- إمكانية إقامة توافقات سياسية بين المعارضة وحزب الإنصاف يمكن بموجبها تنازل الأغلبية عن بعض بلديات نواكشوط، لصالح الحفاظ على المجلس الجهوي.
وبين هذا وذاك، يبقى المجلس الجهوي أبرز تحد على مستوى العاصمة نواكشوط، أمام حزب الإنصاف، مع تحديات أخرى ستبرز بقوة مع اقتراب الموسم الانتخابي.

وإلى أن ينطلق السابق الانتخابي تبقى الساحة السياسية حبلى بالمفاجئات، والظفر بالمجلس الجهوي يشبه الشجاعة التي تحدث عادةعند الحرب.