د. أحمد بن الزين لموقع الفكر: تمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم وعلاجه

موقع الفكر: حبذا لو حدثتم المشاهد والقارئ عن خطورة مرض سرطان عنق الرحم وأسبابه وعلاجه؟

د. أحمد بن الزين: شكرا لإتاحة هذه الفرصة للتحدث عن موضوع هام وهو موضوع الصحة العامة وخاصة سرطان عنق الرحم لأنه سرطان شائع جدا، يهدد حياة المرأة، لأنه يحدث في  حياة المرأة من بداية النشاط التناسلي وحتى نهاية سن اليأس، وهذا السرطان يمتاز بأنه عائد إلى سبب  فيروسي وبالتالي أصبح بالإمكان الحديث عن الوقاية منه، والميزة الثانية أنه سرطان  يسهل الوصول إليه، عكس المبيض الذي يقع في الحوض في مكان بعيد، وبالتالي يمكن الكشف المبكر عن هذا السرطان ويعطي مجالا للكشف المبكر، وفيما مضى كان يعتقد أن سببه عدم النظافة وتعدد العلاقات الجنسية ورضوض عنقالرحم ولكن اكتشف أخيرا أن سببه  الحقيقي هو فيروس  الحليمي البشري" وهذا الفيروس ينتقل عن طريق الجنس ويصيب عنق الرحم ويدخل في التغيرات ما قبل السرطانية التي تتحول في النهاية إلى السرطان ويحرض الخلايا ويغير من طبيعة مسارها إلى أن تتحول إلى خلايا سرطانية ، لكنه يأخذ فترة طويلة، ومن طرق الوقاية منه إعطاء لقاحات للأطفال والمراهقين  قبل الزواج  للفتيات وأحيانا للفتيان، لأنه ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي وهذا الفيروس إذا لم يكتشف في بدايته فإنه يتحول إلى سرطان ثقيل من ناحية العلاج، وتكون المضاعفات كبيرة ويؤدي إلى نواسير في منطقة البول والشرج المستقيم ويؤدي في النهاية إلى آثار موضعية  يصعب تحملها وتتطور إلى أن ينسد مجرى البول  ويسبب قصورا كلويا قد يكون سبب الوفاة ويكلف جراحة  ثقيلة وعلاجا  كيمياويا وبالأشعة، ويكلف المرضى وذويهم تكاليف قد لا تكون  مجدية في الحالات المتأخرة، وبالتالي هنالك مجال للوقاية المبكرة والكشف المبكر عن طريق مسحة  عنق الرحم التي تجرى كل ثلاث سنوات على الأقل في الحالة الطبيعية من سن البلوغ إلى سن 59 سنة، وفي حالة الانتظام مع الفحوصات، يسهل كشف أي تحول ما قبل سرطاني ويصبح علاجه سهلا بإذن الله تعالى  واللقاح الموجود في بلادنا يعطي مناعة  ضد هذه الفيروسات  وهي فيروسات متعددة جدا 11، 18 ، 19 ،30، 41 ،45  ،  ولكن أكثرها انتشارا هو  فيروس رقم 18 المسبب لسرطان عنق الرحم ، وهذا اللقاح يعطى في جرعات للأطفال والمراهقين في سن 11، 12، 13  .

وبالمحصلة سرطان عنق الرحم سرطان خطير ويصيب النساء من مرحلة سن معينة بعد الزواج حتى سن اليأس ويسبب وفيات مرتفعة ومن الصعب التكلف بالمراحل المتقدمة منه لكن له ميزة  وهي  أنه يمكن التلقيح ضده.

ولنتحدث عن سرطان الثدي فهو سرطان صعب لأنه عكس سرطان الرحم الذي يمكن الكشف عن الحالات ما قبل السرطانية وبمجرد وجود عقدة بحجم واحد سنتمر، فيعني ذلك أن المرض قد انتشر في الجسم و الفحص يحتاج إلى فحص بواسطة ال " مامو غرافي"  وهو مكلف ويحتاج إلى اختصاصيين لقراءته، وعادة يحدث في سن ما بعد الأربعين عاما وكذلك البحث في حالة وجود سرطان المبيض أو سرطان الثدي أو القولون في أحد أفراد العائلة فهي مؤشرات يجب أخذها في الحسبان كما  يجب البحث الذاتي بالنسبة للمرأة  حيث يجب أن تقف المرآة كل شهر وعندما تنظر إلى أي ندوب أو نتوء أو سيلان  ينبغي أن تراجع الطبيب أو القابلة لتسأل إن كان هذا علامة خطيرة أو ليس كذلك!

وسرطان الثدي هو أخطر سرطان يهدد المرأة في موريتانيا وكل امرأة من بين 12 امرأة، واحتمال الاصابة به مرتفعة جدا، مهددة بالإصابة به وهو مخيف وفي مراحل متأخرة يؤدي إلى انتقالات خارج منطقة الثدي وبالتالي يكون الإنذار والعلاج صعبا ولذلك ينصح بمحاولة الكشف عنه في الحالات المبكرة.