كلمة في حق رئيس البرلمان السابق/ محمد الأمين الفاضل

كنتُ من الذين وقفوا بقوة مع حراس ازويرات خلال مسيرتهم الراجلة إلى نواكشوط واعتصامهم على مشارف العاصمة (الربع الأخير من العام 2014)، وكنتُ من الذين وقفوا بشدة بعد ذلك ضد ترشح الشيخ ولد بايه نائبا عن مقاطعة ازويرات، وكنتُ من الذين عارضوا ترشيحه لرئاسة البرلمان، وكان ذلك بناء على مواقف اتخذتها في ذلك الوقت في سياقات معينة، ولو استقبلتُ من أمري ما استبدرتُ ما غيرت تلك المواقف..
ولكن، ومع الإعلان عن حل الجمعية الوطنية، فإنه لابد لي من أعترف للرئيس الشيخ ولد بايه بالآتي :
1 ـ  أنه كان من بين النواب الذين رفضوا بشدة الانخراط في مبادرة النواب للتمديد للرئيس السابق؛
2 ـ أنه أظهر خلال فترة رئاسته للبرلمان مستوى كبيرا من المسؤولية والحياد في إدارة الجلسات شهد به نواب المعارضة قبل نواب الأغلبية؛ 
3 ـ  أنه استحدث واجهة إعلامية مميزة تليق بالبرلمان الموريتاني ( صفحة وموقع وقناة متميزة)؛ 
4 ـ  أنه أعطى للغة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية المكانة التي تستحق داخل برلمان موريتانيا، وكذلك أعطى للغات الوطنية المكانة التي تستحق، وذلك على الرغم من الضغوط الكبيرة التي تعرض لها من طرف لفرانكفونيين في موريتانيا؛
5 ـ  أنه مكن جميع الموريتانيين من الاستماع إلى كل ما يجري من مداولات داخل برلمانهم بلغاتهم الأم.
6 ـ أنه وفر الأجواء الملائمة لتمكين أول لجنة تحقيق برلمانية من أداء عملها؛ 
7 ـ  أنه قام بإصلاحات جوهرية داخل الجمعية الوطنية لا يتسع المقام لبسطها.
كل ذلك وغيره يجعل الرئيس الشيخ ولد بايه - وحسب وجهة نظري المتواضعة - أفضل رئيس عرفته الجمعية الوطنية منذ تسعينيات القرن الماضي، وحتى اليوم، ولو استشارني حزب الإنصاف لأشرتُ عليه بأن يرشح ولد بايه لرئاسة البرلمان القادم، فهو يستحق بالفعل مأمورية ثانية. 
على المستوى الشخصي فقد فاجأني الرئيس الشيخ ولد بايه باختياري لأكون من بين الموشحين من طرفه في أول عملية توشيح يقوم بها رئيس للجمعية الوطنية، وأنا الذي كنتُ من أشد معارضيه خلال السنوات الأخيرة من العشرية.
أتيحت لي فرصة اللقاء بالرئيس الشيخ ولد بايه خلال فترة رئاسته للبرلمان عدة مرات، ولم يحدث أن كلمني عن مواقفي السابقة اتجاهه، وإنما كان يحدثني عن الحاضر، وكان ذلك مما أعجبني في الرجل.
شيءٌ آخر لابد من قوله هنا وهو أننا في الحملة الشعبية للتمكين للغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية تلقينا كل أشكال الدعم المادي والمعنوي من الرئيس الشيخ ولد بايه.
فشكرا للرئيس ولد بايه على ما قدم لنا في الحملة من دعم، وشكرا له على ما قدم للبرلمان الموريتاني خلال المأمورية الماضية.
حفظ الله موريتانيا...