أحمدو ولد عبد الله الكوري.. التكنوقراطي التواصلي المرشح للبرلمان

في منتصف الستينيات ازداد بيت الرجل الجواد الكريم عبد الله الكوري حبيبا، بطفل مبارك  وديع اختار له القدر اسما مشتقا من الحمد، "وخير القول أني أحمد"، فهو أحمد ولد عبد الله الكوري،  ولم يزل الفتى النابه في طريق الحمى يسعى صعدا، متمكنا من نواص متعددة من الفضل والثقافة والنبل والنضال والوفاء، لسان الحال يخاطب أمه الرزان: " فلتحمدي، قرة عين لي ولك"

ولد في المنطقة المعروفة ب ” لبيرات علما وشهرة"، فهي مربع  الصبا والطفولة بالنسبة له.

في عقده  الثاني كان أحمد ولد عبد الله الكوري طالبا فعالا مناضلا في صفوف الحركة الناصرية، ونال جراء ذلك نصيبا غير منقوص من الاعتقال التعسفي والإقامة الجبرية في سنوات الجمر الناصرية، وتحت الإقامة الجبرية قضى أحمدو عدة أسابيع انتهت بسقوط نظام ولد هيداله، حيث تمكن يومها أن يواصل مساره الدراسي الذي كلله بالحصول على شهادة بكلوريا العلوم الطبيعية في العام 1988، ثم يمم وجهه شطرالجامعة الفتية، حينها، قبل أن ينتقل بعد إلى الوظيفة في أحد المرافق العمومية.

في سنوات التسعينيات الأولى كان أحمدو رئيس قطاع فرعي في إدارة البريد والمواصلات، وهو المنصب الذي تقلب فيه  حتى العام  1998، حيث انتقل بعد ذلك إلى البنك العام لموريتانيا موظفا في قطاع الرقابة المالية والعلاقات الدولية.

ومرة أخرى ينتقل الرجل إلى فضاء أكثر سعة وشمولا، لكن هذه المرة إلى القطاع الخاص، وبشكل أخص مجال الأعمال والمقاولة، ، حيث كانت المسؤولية والحرية أبرز ما يسعى إليه أحمدو ويرغب فيه.

ابن لبيرات الأديب..  فرنكفوني تواصلي

يعرف عن أحمدو ولد عبد الله الكوري تشبعه الأصيل بالثقافة التقليدية، ودربته في الأدب الشعبي دراية ورواية، فلطالما جر " الكم" في مجالس الطرب والفن، وجالس أغلب الأسر الفنية مستمعا نابها، ومنتبها للجمال الذي أودع الله في الحياة.

فهو متعطش نهم  لأدب امحمد ولد أحمد يوره،وهو يجول بين:

لَعْلابْ الِّ كانْ المرْتابْ    اعْلِيهمْ منْ عَادتْ لحْبَابْ
أعْلابْ احْسَيْ أهْلْ الْكَتّابْ    والْعلْبْ الِّ سَاحلْ فَاوَ
واعْلابْ انْواذِيبُ وَاعْلابْ   الْحَيْرشْ واعْلابْ اعْوَاوَ

وإلى جانب تلك الثقافة التي ترفض أن تترك نصيبها في التكوين المعرفي والوجدان العاطفي لولد عبد الله الكوري، المرهف بالجمال والذوق الرفيع،  فإن له قدما راسخة في اللغة الفرنسية التي تلقى بها تعليمه وتكوينه الأكاديمي ومساره المهني.

وهو إلى ذلك " امرابط مخبت" يميد مع القرآن الذي يحفظ منه ويتلوه بمزمار داودي ذي رنات شنقيطية أصيلة.

توحيد الله لنا نور  أعددنا الروح له سكنا

الكون يزول ولا تُمحى  في الدهر صحائف سُؤدَدِنا

ليثبت بذلك أن "لمرابط" والفنان صنوان متكاملان، وليسا غريمين كما يقال.

وبين هذه المناحي المتكاملة من الثقافة  يؤسس أحمدو وفاءه السياسي الراسخ والدائم لحزب تواصل، حيث يمثل أحد ركائزه الأساسية في ولاية اترارزة  وفي واد الناقة بشكل خاص، يهرعون إليه كلما حزبهم أمر، فهو بالنسبة لهم: فتى  العشير وسيد الأقران

لم يقدم أحمدو نفسه للترشح، بل كان في غاية النفور من هذا المنصب قبل أن يقدمه التواصليون، وأمام إلحاحهم قبل وتقدم، يحدوه في ذلك مدد شعبي واسع، وغضب متفاقم من تردي الخدمات وضعف أداء المنتخبين عن حزب الدولة في واد الناقة، وفق ما يقول أنصاره ورفاقه.

يتحدث أحمدو ولد عبد الله الكوري عدة لغات، لكنه يتحدث أيضا بصدق ووفاء لغة الصدق ولسان التضحية، ويملك من الاقتدار والشجاعة ما جعله دائما يعبر عن رأيه بوضوح في كل المجامع، وأمام كل القوى حتى في سنوات العسف الطائعي، كان أحمدو عنوانا للصراحة والوضوح والوفاء أيضا.

فهل يختزل ولد عبد الله الكوري أشواط الطريق إلى البرلمان، تحدوه همة لاتكبوا في خدمة مواطنيه، وتحمله أصوات المتطلعين للتغيير، المتلهفين إلى الإصلاح والتنمية.

للمرة الثانية يترشح أحمدو بن عبد الله الكوري للمرة الثانية لمنصب نائب واد الناقة، ومن خلفه شيعته وأنصاره يهتفون بحياته ونصره.