عطش في النباغية/ محمد غلام الحاج الشيخ

لوكنت وزيرا للمياه، وبلغتني حاجة مدينة الفضل ومنهل العرفان النباغية للمياه، وهي مرتوية علما وعملا :

لقمت فورا بالتوجه إلى القرية الفاضلة ولبقيت فيها معتصما أنتظر المصالح المختصة ولأشرفت بنفسي على رِي أهل النباغية ، ومد انابيب العذب النمير إليها.

ومن باب التضامن الحكومي أقوم بتصوير ما في الطريق من حفر مؤذية وكثبان مانعة ، ثم أقوم بزيارة للمدارس والمستوصف ومخازن الغذاء لافتا نظر الزملاء الوزراء كل في مجال اختصاصه بما لاحظت من نقص في أداء مؤسسات الدولة ذات الصلة.

وفوق كل هذا أتوجه بتواضع إلى المحظرة أوان الدرس فأجثو على الرُّكب متلطفا كي لا تراني عيون الكرام المتنبهة هنالك لكل قادم تكرمه وتقريه

وإلى الشيخ اباه أهتبل ما أورد الذهبي في مناقب محمد بن واسع ... فأطرق مصيخا لحديث لا مل سماعه ...

يفيض عليهم من زلال نميره

بعذب من العلم الصحيح المعتق

ويلقاهم من نوره وجلاله

ضياء جبين عاطر الذكر مشرق

ومن حول الشيخ أيضا حلق الطلاب هالات بدر لم يشبْها غيهب

يصدق فيها قول القائل

فيها تجمّع سيبويهُ ويوسفٌ

والكاتبي والأشعريُّ وأشهب