أشاد الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة بقرار المحكمة الجنائية الدولية وإصدارها لمذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، مؤكدا على التضامن المطلق للحزب مع الشعبين اللبناني والفلسطيني، ومعبرا عن تخوف حزب الاستقلال من اتساع رقعة الصراع بالمنطقة.
وأكد بركة، أن القضية الفلسطينية تحظى بنفس قدسية الوحدة الترابية للمغرب باعتباره نصرة فلسطين من أوجب الواجبات، معتبرا أن تنامي الوعي الدولي بعدالة ومشروعية القضية الفلسطينية هو مبعث أمل وفق تعبيره، داعيا دول مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته والاعتراف بفلسطين كدولة.
وأوضح بركة، خلال مداخلة له على هامش اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أمس الجمعة بالرباط، أن تخليد الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هو تذكير المنتظم الدولي بمآساة الشعب الفلسطيني ومعاناته مع الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وللتأكيد على عدالة قضيته وضرورة حماية حقوقه المسلوبة وتمكينه من استرجاع أراضيه المغتصبة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي عمر طويلا وتمتيع الفلسطينيين بحريتهم واستقلالهم.
وجدد التذكير بمواقف المملكة المغربية الثابتة والراسخة المناصرة للشعب الفلسطيني، تحت قيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، انطلاقا من التزامات المملكة الأخلاقية، السياسية، والدينية والتاريخية، لافتا إلى رسالة الملك الموجهة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، للتأكيد على موقف المغرب الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، ودعمه اللا مشروط لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.عروض عمل في المغرب
وأشاد نزار بركة بدعوة الملك محمد السادس، المنتظم الدولي للتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي، وإلزام إسرائيل بفك الحصار على القطاع والسماح بعودة النازحين والمهجّرين، حرصا من المغرب على أمن وسلامة الفلسطينيين وحفظ كرامتهم وإنسانيتهم.
وأضاف في هذا الصدد: “ليس مستغربا أن نرى بلادنا، بقيادة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، وهي تتخذ المواقف المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني انطلاقا من سمعتها وعلاقاتها الدولية المتميزة، وبما تمليه التزامات المملكة الأخلاقية والسياسية والدينية والتاريخية في نصرة إخواننا الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم المشروعة”.
وشدد الأمين العام لحزب “الميزان”، على أن القضية الفلسطينية ظلت راسخة في صفوف مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال منذ تأسيسه، حيث كرس زعيم التحرير المجاهد علال الفاسي، رحمه الله، حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية، فكان نضاله من أجل استقلال المغرب مقرونا بالكفاح من أجل نصرة الشعب الفلسطيني.عروض عمل في المغرب
ومن هذا المنطلق، أعاد بركة التأكيد على موقف حزب الاستقلال، الشاجب والمدين للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي.وسجل أن “عدالة القضية الفلسطينية وقدسية الترافع عنها ونبل نصرتها يعتبر من أوجب الواجبات وهي لعظمتها سكنت، وفق تعبيره، قلوبنا ووجداننا وشغلت بالنا وتفكيرنا وتحظى بمكانة خاصة ملكا وحكومة وشعبا، بل وتحظى بنفس قدسية قضيتنا الأولى قضية الوحدة الترابية”.
وفي هذا الصدد، جدد بركة الدعوة لصحوة المجتمع الدولي لحماية إخواننا الفلسطينيين واستحضار حجم أهوال التقتيل والتدمير التي يتعرضون لها وقساوة الأوضاع المأساوية التي يعيشون فيها، مبرزا أن هذه الذكرى مناسبة لمطالبة العالم أجمع بتحمل مسؤوليته والوفاء بالتزاماته لوضع حد للمأساة التي يكابدها الشعب الفلسطيني.
وذكر بركة أنه “إزاء الأوضاع المأساوية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، أكد الملك محمد السادس في رسالته الأخيرة، على موقف المملكة الراسخ من عدالة ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط في إطار حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، مجددا تضامن المملكة الكامل ودعمها اللامشروط للشعب الفلسطيني إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.
وشدد الأمين العام لحزب الاستقلال على أن “منطق الحرب والاجتياح والتدمير لن يفضي لأي حل، وأن المفاوضات وحدها هي السبيل الوحيد لفض النزاع والتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية بما يضمن حل الدولتين وتكون فيه غزة جزء لا يتجزأ أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتابع بهذا الخصوص: “ما ورد في الرسالة الملكية من مواقف حازمة لفائدة القضية الفلسطينية وما ورد في خطاب العرش، يبعث فينا الكثير من الاعتزاز والفخر باعتباره يعكس الالتزام الصادق والثابت لبلادنا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ويحمل في طياته تأكيدا على تلازم القول مع العمل ولانسجام السياسات المغربية مع المبادئ المعتمدة ببلادنا إزاء القضية الفلسطينية وفضيلة الوفاء بالالتزامات”.
إلى ذلك، لفت بركة أن “حزب الاستقلال ظل وفيا على الدوام بنصرة القضية الفلسطينية وفي طليعة المدافعين عنها، رفقة باقي الأحزاب الوطنية، لتجدرها في أدبيات الحزب وثوابته واستئثارها باهتمام قياداته جيلا بعد جيل، وهو موقف يستلهم، وفق تعبيره، من نهج زعيمه الراحل، علال الفاسي، الذي كرس حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية وكان نضاله من أجل استقلال المغرب مقرونا بالدفاع من أجل تحرير فلسطين ولم يتوقف أبدا عن الدعوة للحشد المادي والمعنوي والتعبئة الفكرية لنصرة الشعب الفلسطيني، كما كانت فلسطين آخر كلمة على لسانه قبل وفاته”، على حد قوله.
وأشاد بركة بالتطور الذي باتت تعرفه القضية الفلسطينية بتوالي الاعترافات بدولة فلسطين آخرها إسبانيا وهولندا، داعيا دول مجلس الأمن إلى السير في نفس المنوال والاعتراف بدولة فلسطين، معبرا عن تخوفه من توسيع دائرة الصراع وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية. إقرأ المزيد : https://al3omk.com/1026961.html