نواكشوط تستقبل مشروع الصرف الصحي- سيد محمد الطالب أعمر

خطوة نحو بيئة صحية

أطلقت الحكومة الموريتانية، في خطوةٍ تُحسب لها، مشروع صرف صحي شاملٍ لنواكشوط.  هذا المشروع يمثل حقًا حلمًا طال انتظاره من قبل المواطنين الذين يسعون إلى نظام صرف صحي عصري ومستدام. تخيلوا،  أيامًا  كانت فيها  حلول الصرف الصحي  مؤقتةً  وتُشبه  "ترقيعًا"  لثغراتٍ كبيرة،  لا أكثر من تصريف مياه الأمطار، تاركةً  المياه العادمة  تتلوث  وتُلوث البيئة المحيطة.  لكن، يبدو أن هذا الوضع على وشك التغيير جذريًا.
 يكتسب المشروع أهمية خاصة كونه يُموَّل بالكامل من ميزانية الدولة، وهو ما يُعتبر سابقة في تاريخ المشاريع الكبرى في البلاد. بمبلغ يصل إلى 177,609,691 دولار أمريكي.
 
 يتألف المشروع من شقين رئيسيين: الأول  يهدف إلى  تطوير شبكة صرف صحي منزلية متكاملة،  مُنهيًا بذلك  عصر  "فونصات"  غير صحية .
  الثاني  يركز على  تحسين  نظام تصريف مياه الأمطار،  مما يُقلل من خطر الفيضانات  ويُحمي البيئة من التلوث.

من الناحية البيئية، يُتوقع أن يُحدث هذا المشروع تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا،من خلال تقليل المياه الملوثة، سيساهم المشروع في تحسين نوعية المياه الجوفية والسطحية، مما يُعزز الصحة العامة. كما أن تحسين نظام الصرف الصحي يُساعد في حماية التنوع البيولوجي، حيث سيقلل من الملوثات التي تصل إلى الأنظمة البيئية المحلية.

أما فيما يتعلق بالآفاق المستقبلية، فإن مشروع الصرف الصحي يُمثل نقطة تحول نحو التنمية المستدامة. من المتوقع أن يُحفز المشروع الاستثمارات في البنية التحتية، مما يُعزز من قدرة المدينة على مواجهة التحديات البيئية والمناخية. كما يُمكن أن يُعزز الوعي البيئي بين المواطنين، مما يُساعد في تحقيق التنمية المستدامة.

سيستفيد من هذا المشروع مقاطعات عديدة في نواكشوط، مما يعني أن تأثيره سيكون واسع النطاق. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أنابيب وصمامات متطورة، مما يُسهل عملية تصريف المياه بشكل فعّال. يُتوقع أن تساهم هذه الخطوات في تقليل المخاطر الصحية وتحسين ظروف الحياة بشكل عام.

في الختام، يُعتبر مشروع الصرف الصحي الشامل فرصة ذهبية لنواكشوط لتطوير بنيتها التحتية وتحسين جودة الحياة لمواطنيها. إن الالتزام الحكومي بتنفيذ هذا المشروع يعكس رؤية بعيدة المدى تسعى إلى تحسين البيئة والصحة العامة. نأمل أن يُحقق هذا المشروع أهدافه المرجوة، وأن يكون بداية لمرحلة جديدة من الازدهار والتقدم في العاصمة."