النائب إسلك لوزير التجهيز: هل أتاك حديث حادث الكلم 82 على طريق الأمل..

شكرا السيد الرئيس..  مرحبا بالوزير والوفد المرافق له،  وسلام على أرواح كل الذين قضوا في حوادث السير الأليمة..

تزورنا اليوم يا معالي الوزيرللحديث في اتفاق مع شركة ETER رديئة الذكر وسيئة السمعة، والسماء من حولنا ملبدة بغيوم الحزن والأسى على أحبة فارقوا هذه الحياة على عجل ومن غير وداع جراء حوادث السير الأليمة التي لا تبقي ولا تذر.
تزورنا ودماء المواطنين المساكين البراء تعفر سواد الطرقات الحضرية والوطنية فتملأ حفرها الكثيرة حزنا وأساً وتحيل كل منحدر أو منعرج لمستودع  للذكريات الأليمة الحزينة ، فأنى ولّى المواطن الموريتاني اليوم وجهه يجد الموت الزؤام والألم والفراق ، البلايا تحمل المنايا ، نواضح الشوارع والطرقات تحمل الموت الناقع ، مواطنون ليس معهم مَنَعةٌ ولا ملجأُُ إلا تعلقهم بهذ الوطن الذي لم يعد يُقِمْ وزنا لحياتهم.
فهل أتاك يا معالي الوزير حديث حادث أغشورگيت الذي راح ضحيته أحد عشر راكبا على الفور وعشرات الجرحى لأن سائق الحافلة الذي كان يسير بسرعة فائقة لم يستطع ضبط السرعة حين فاجأه قطيع بقر فوقع الفأس في الرأس كما يقال ، ولعلك معالي الوزير تسأل وما علاقتي بالأمر وماذا عساي أفعل ؟ فأقول لك هذه وثيقة تتعهد فيها وزارتكم منذو أزيد من ثلاث سنوات  بإلزام شركات النقل بتركيب عدادات سرعة تمنع سائقي الحافلات من تجاوز التسعين كلم للساعة، " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم" 
وهل أتاك حديث حادث الكلم 82 على طريق الأمل، حين تفاجأ السائق بسيارة متعطلة أمامه وعن يساره سيارة قادمة من الاتجاه الآخر فحاول الإنحراف ذات اليمن فإذا كثبان رملية تسد الأفق وتغلق الطريق فكانت نهاية تسعة مواطنين أبرياء كان بوسع وزارتكم التي تتربع على ثلاث وستين مليارا أن تزيح تلك الرمال فنتجنب تلك الكارثة الأليمة ونحفظ للناس أرواحهم وأموالهم .
وهل أتاك حديث حادث تمزگت حين إنفجرت إطارات سيارة رينو لترتطم بأخرى مخلفة سبعة أرواح في ذات الوقت ؟ فهلا كلفت الوزارة نفسها سؤالا أين الفحص الفني والتأكد من صلاحية إطارات السيارات؟ 
أم هل أتاك حديث حادث أقورط حين فوجئ سائق باص كبير بسيارة نقل بضايع متعطلة على الشارع لا تحمل أية إضاءة وليست بها مصابيح  أو أضواء عاكسة في ليلة مظلمة حزينة فارتطم الباص بالشاحنة لتتطاير الأشلاء والجثث  الممزقة في مشهد حزين أليم ويفقد الوطن خلال ثوان ثلاثة عشر مواطنا مع العلم أن الشاحنة مرت نفس المساء بكل مراكز التفتيش التابعة لوزرازتكم ووزارة الداخلية لكن سائقها الذي كان يدخل يده في جيبه أعمت تصرفاته  كل موظفيكم عن الأضواء المعطلة والمصابيح المفقودة فكان الثمن أرواحا بريئة أزهقت على مسلخ الإهمال والرعونة. 
 أم هل أتاك حديث سيدة مدينة تمبدغة التي عضها الدهر يوما فأرسلت أحد ابنيها إلى العاصمة يمير أهله ويحفظ أخاه بعد أن شامت من لمحاته الخير  وآنست من أفعاله الرشدا لكن الفاجعة كانت لها بالمرصاد فلم تتوسط الشمس كبد سماء ذاك اليوم حتى جاء الناعي ينعيه بعد أن تعثرت سيارة النقل التي كانت تقله في حُفرٍ غائرة بين لعوينات ولعيون عجزت وزارتكم عن رتقها او ردمها او إصلاحها أو حتى وضع لَوْحَةِ تنبيهٍ قبلها فأصبح فؤاد الأم المكلومة فارغا حزينا كسيحا تشكو بثها وحزنها لربها وتدعو من يعلم خائنةً الأعين وما تخفي الصدور في كل يوم مائة مرة أن يرحم ابنها وينتقم لها ممن كان سببا في ألمها وفقد صغيرها .
معالي الوزير هل سالت نفسك يوما كم أُمّا تعالج اليوم الام فراق ابنها وفلذة كبدها الذي فارق الحياة بسبب حادث سير وكم إبنا  يعاني سكرات الام فقدان أبيه وأمه وكم زوجا وزوجة يعاني فقد حبيب وأنيس قضوا جميعا في حوادث ماكان لها أن تقع لو تحلت وزارتكم بمثقال ذرة مسؤولية فأزاحت حواجز رملية هنا وأصلحت حفرا هناك وحددت سرعة باصات سيارات نقل هنالك … معالي الوزير طالما نزيف الموت يعمل سكاكينه في رقاب أبناء الوطن ويرديهم قتلى كما تموت الخراف أمام داء عضال يسري في زرائب الحيوانات فسيكون الحديث عن كل شأن غير ذلك ضربا من العبث والحديث في غير محله ونوعا من ذرب الرمان في العيون وفصلا سمجا من فصول الإلهاء والأشغال لن بكل تأكيدا طرف أو فاعلا فيها..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..