نقابة الصحفيين و ضرورة نشر ثقافة الإيثار- عبد الفتاح ولد اعبيدن

حتى فى الحكومة يتبعون طريقة القرعة لتحديد المحظيين بالحج،أما فى النقابة فيتنافس بعض أعضاء المكتب التنفيذي للحظوظ المتاحة و بلا قرعة،و إنما على مذهب"درون"!.

ففى السنة الماضية حجّ النقيب عن طريق وفد معروف من قبل دولة معروفة،دون أن يعرض ذلك على غيره،و فى السنة الحالية لا نستبعد أن يحج نائبه بنفس الطريقة التمييزية،و عندما ينعقد صندوق الصحافة يبتعد بعضهم عن النوم و يسهر حتى يحدد اسمه كمستفيد من العضوية،للحصول على قرابة مليونين اوقية و دعم معتبر لموقعه و مواقع شلته!.

هذه طريقة مقززة لا تليق بالنخبة!.

و عندما يسجن أي صحفي لا تجد أي بيان للتنديد الصريح.

ثمة ممارسات داخل نقابتنا الموقرة بحاجة ماسة استعجالية للنقاش و التغيير.

معشر الزملاء الحريصين على الاستفادة الضيقة كفاكم انكشافا،و الاولى -إن استفدتم مرة-ان تعطوا الفرصة لمن هو دونكم فى الجاه و النفوذ،حتى لا تكون النقابة مجرد منتجع للأغراض و المنافع الضيقة،و لتأتي مصالح الزملاء فى مرتبة متاخرة.

الدولة ساعدتكم فى هذا الموسم الرمضاني السنوي لدعم أسر شهداء المهنة،جزى الله خيرا وزارة الثقافة الوصية على القطاع الإعلامي و تنسيقها لدعم الرئيس فى ذلك الصدد الطيب،لكن الدولة لو اطمئنت تماما لموازين العدل فى كل مجال داخل النقابة،لجعلت لكم حظا من وفد الحج سنويا و لأعطتكم فرصة الحصول على قطع أرضية مثل غيركم، و غير ذلك من سبل المصالح،لكن المخزن خبير بخبايانا.

العمل النقابي الإعلامي يحتاج لنظرة ثاقبة متحررة من المجاملة، لنعزز الإيجابيات و نحارب السلبيات و النواقص،بإذن الله.

و رغم كل ذلك فإننا معتزين بنقابتنا و نثمن ما أنجزت، لكن بعض قياداتها مغرمة بتسجيل النقاط الخاصة، على حساب ثقافة الإيثار و التسامي!.

و لعل تلك الوجوه المحترقة فى الفرصة الانتخابية المرتقبة أجدر لها الانزياح عن الواجهة،و إن عدتم عدنا.

فقد مللنا من جمعكم للحقير و النقير و عدم التألم لمعاناتنا و مآسينا.

فالأمانة أولى بها من يخافها و يحذرها ،لا من يندفع للظهور بعباءتها،بغض النظر عن مستوى الأداء و التجرد و الإخلاص الحقيقي الملموس.