ملاحظات إلى معالي الوزير سيدنا عالي ولد محمد خونا- اباب بنيوك

معالي الوزير
لقد أثار حديثكم الأخير الكثير من التساؤلات خاصة حين تطرقتم إلى قضايا تتعلق بالسيادة الوطنية ووحدة التراب الموريتاني بعبارات لا تنسجم مع الواقع ولا تدعمها حقائق الميدان.

فالقوات المسلحة وقوى الأمن الوطني تمارس سيادتها الكاملة على كل شبر من تراب موريتانيا والعلم الوطني مرفوع بكرامة في كل نقطة حدودية. أما من أشرتم إليهم فهم يدركون تماما أن الأرض الموريتانية خط أحمر. وأن أي اعتداء على المواطنين الموريتانيين له عواقب وخيمة كما أن مواجهة غضب الموريتانيين – ولو ليوم واحد – قد تنتهي بسقوط نظامهم بكامله.

معالي الوزير إن الحديث عن "التنازل عن الحوزة الترابية" ليس مجرد رأي سياسي بل هو اتهام خطير يرتقي إلى مستوى التخوين. ومثل هذا الاتهام لا يصح أن يصدر من شخص مثلكم دون وعي بثقله ومآلاته.

السياسة كما تعلمون ساحة رحبة للسجال وتباين وجهات النظر ولكن ذلك لا ينبغي أن يتم على حساب احترام رموز الدولة ومؤسساتها ووحدتها الترابية والوطنية.

ولا أريد أن أطيل، لكن من الجدير التذكير أن من وصفتم بهذا الوصف الجائر قد خدم موريتانيا أكثر من أربعين عاماً في ميادين الشرف من بير أم كرين إلى كيهيدي، ومن النعمة إلى باسكنو. نال رتبته العسكرية باستحقاق ولم يأت بها بوساطة نافذ ولا بوصية من سلف بل شق طريقه بكفاءة وشجاعة وشارك في كل مراحل التحول العسكري التي مرت بها البلاد.

وقد شهدت له ساحات إفريقيا الوسطى وساحل العاج حيث كانت الكتائب الموريتانية حاضرة بقوة. وعلى الجبهات الداخلية كانت قوات مكافحة الإرهاب التي أنشأها خلال قيادته للجيش الوطني  في الصفوف الأولى تدافع عن أمن الوطن واستقراره.

معالي الوزير لا احد قادر اليوم على استغباء الموريتانيين فهم يعون حجم التحديات الأمنية المحيطة بهم ويدركون أن قائدهم واجهها بقوة السياسة وسياسة القوة مما جنبهم  أهوالا كثيرة.

 قائد لا يتحدث كثيرا لكنه يفعل كثيرا يتقن توظيف عناصر القوة ويترك للخصوم صخبهم وضجيجهم .

معالي الوزير أمامكم فرصة قد لا تتكرر للانخراط في مشروع موريتانيا الجديدة موريتانيا العدل والمساواة التي لا مكان فيها للغبن ولا للتهميش ولا مجال فيها للاستهداف ولا للتصفية بل دولة مؤسسات يسع ظلها الجميع.

معالي الوزير ما تحتاجه موريتانيا اليوم ليس تقويما بالألفاظ الجارحة، ولا الطعن في شرف من أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن، بل تحتاج إلى من يعززون لُحمة الصف الوطني،

معالي الوزير ما تحتاجه موريتانيا اليوم هو تعزيز اللحمة الوطنية وصيانة شرف المؤسسة التي حمت السيادة وثبتت أركان الدولة وأثبتت أن هذا الوطن لا يحمى إلا بسواعد أبنائه المخلصين.