
تفاعلا مع النقاش الدائر حاليا حول تدشين جسر الصداقة، وتحضيرا لتخليد الذكرى الستين لإقامة العلاقات الموريتانية الصينية، قرر صالون المدونين أن يخصص حلقته النقاشية ليوم الأحد 18 مايو 2025 لملف العلاقات الموريتانية الصينية، وقد استضاف لهذه الحلقة عددا من الخبراء المختصين في المجال.
وشهدت الحلقة العديد من المداخلات التي تحدثت عن العلاقات الموريتانية الصينية من مختلف جوانبها الاقتصادية والسياسية والثقافية، في الماضي والحاضر والآفاق المفتوحة لها في المستقبل، وتوقف أغلب المتدخلين مع محطات بارزة في هذه العلاقات التاريخية، منها الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلها الرئيس الراحل المختار ولد داداه لإقناع الدول الافريقية بالتصويت على انضمام الصين الشعبية للأمم المتحدة (25 أكتوبر 1971)، وهي جهود كانت ـ وما تزال ـ محل تقدير كبير في الصين. كما توقف المتدخلون كذلك مع مشاريع هامة نفذتها الصين في موريتانيا، منها تزويد العاصمة نواكشوط بالمياه عن طريق بحيرة أديني، وذلك بعد أن شهدت العاصمة موجات عطش شديدة، استدعت في بعض جلب المياه لها من مدينة روصو عن طريق صهاريج، ومنها كذلك تشييد ميناء الصداقة، والذي كان يعتبر تشييده أمرا بالغ الصعوبة بل مستحيلا حسب بعض الخبراء الغربيين، هذا فضلا عن تدشين مشاريع هامة أخرى كان آخرها جسر الصداقة، والذي سيساهم في التخفيف من زحمة السير، كما أنه سيعطي للعاصمة وجها حضريا يليق بها.
المتدخلون أوصوا في مداخلاتهم بضرورة العمل على تقوية العلاقات بين البلدين في المستقبل، وذلك من خلال استغلال عمق العلاقات التاريخية بين البلدين لإبرام المزيد من اتفاقيات التعاون التي تعود على البلدين بالنفع، مذكرين في هذا المجال، بأن التعاون الصيني يختلف عن التعاون الغربي الذي كثيرا ما يربط دعمه بشروط قد تمس من سيادة البلدان التي يدعمها.