وزير الصحة يوحّد الصف السياسي استعدادًا للزيارة الرئاسية المرتقبة

في مشهد سياسي طغت عليه الجدية وروح المسؤولية، برز معالي وزير الصحة الدكتور محمد محمود ولد أعل محمود مساء اليوم في نواكشوط كأحد أبرز الفاعلين في رسم ملامح مرحلة جديدة من التحضير السياسي المواكب لزيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لولايات الداخل.  
فبمبادرة رصينة ومدروسة منه، التأم لقاء سياسي واسع الحضور، ضم نخبة من الشخصيات الوطنية المرموقة، من بينهم تسعة وزراء سابقين، شكّل حضورهم المتنوّع انعكاسًا واضحًا لإرادة التوافق والانفتاح التي يسعى الوزير لترسيخها في هذه المرحلة الدقيقة.

وقد لفت الأنظار أن تجمع مائدة واحدة حمود ولد أعل، والسلطان ولد الطالب أعمر الرئيس الأسبق لحزب الإنصاف، وأمم ولد بيبات، إلى جانب الحسن ولد أعوين، وأحمدو ولد جلفون، ومحمدو ولد أحمدو أعل، وأعل ولد أحمدو ولد أعل، وسيدنا عالي ولد الجيلاني، ومحمد محمود ولد فاليلي. لوحة سياسية متكاملة رسمت ملامح وحدة الصف داخل المجتمع الذي ينتمي إليه الوزير، وقدمت نموذجًا نادرًا في الانسجام والروح الجماعية داخل الحاضنة السياسية والاجتماعية.

لكن ما أضفى على اللقاء بعده السياسي العميق لم يكن فقط مستوى الحضور أو تنوعه، بل الأسلوب الهادئ والمنهجي الذي قاده به الوزير. فقد أدار النقاش بنضج تام أتاح للمشاركين تبادل الرؤى في جو من الطمأنينة والمسؤولية، ما أفرز إرادة جماعية لتجاوز أي تباينات سابقة وتوحيد الجهود لإنجاح الزيارة الرئاسية المقبلة، التي تُعدّ في نظر الجميع محطة محورية لترسيخ مشروع الدولة الحديثة وتفعيل برنامج "تعهداتي" على أرض الواقع.

وبرز الدكتور ولد أعل محمود من خلال هذا اللقاء كقائد ميداني يجمع بين الحنكة السياسية والرؤية التشاركية، إذ نجح في تحويل لقاء تشاوري عادي إلى منصة توافق عميقة تتقدّم فيها المبادرة والعمل على الخطاب، وتتجسد فيها روح الفريق الواحد قبل أي انتماء أو توجه.

ويحمل الاجتماع رمزية خاصة في هذه اللحظة السياسية، كونه أول لقاء يجمع هذا العدد من الوزراء المنتمين إلى ذات الحاضنة الاجتماعية، في تأكيد جديد على المكانة المحورية التي يحتلها الوزير محمد محمود ولد أعل محمود كرمز للتوافق وقدرته على بناء الجسور بين مختلف الفاعلين السياسيين، مستندًا إلى رصيد شخصي غني بالثقة والاحترام المتبادل.

ولا تقف دلالات الحدث عند حدود المحيط المحلي، بل تتجاوزها لتبعث برسالة وطنية صادقة مفادها أن التحضير الحقيقي للزيارات الرئاسية يبدأ من قاعدة المجتمع، عبر الاستماع والتنسيق وفتح القنوات بين النخب والشارع، تأكيدًا لأن القيادة الميدانية الواعية قادرة على صناعة الفارق حين تجتمع حولها الكلمة الواحدة والإرادة الصادقة.

ومن خلال هذا التحضير المنظم، يبرهن الوزير ومعه شخصيات المقاطعة أن التنمية ليست شعارًا انتخابيًا عابرًا، بل ممارسة يومية تبدأ بالحوار وتنتهي بإنجاز ملموس. فهنا تتجسد الوطنية تعاونًا وتكاملًا، وتغيب فيها حسابات التنافس ليعلو صوت العمل المشترك في سبيل نجاح المشروع الوطني الذي يقوده فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.