دار الأمير أحبيب ..معلمة تأبى الاندثار (صور) 

موقع الفكر(انواكشوط)على رابية بين الكثبان وأشجارالطلح والقتاد يطل مبنى إسمنتي من عدة غرف على شكل منزل سكني مسقف بالصفيح ومسور بحائط اسمنتي مستطيل، فيما تنتصب في باحته شجرة ضخمة من أشجار "الكيني" دائمة الاخضرار إنه ما تبقى من دار الإمارة بقرية لبيرد 30كلم من روصو.

الدار أو المعلمة المندثرة

دار الأمير أحبيب أو هكذا يسمونها ،تعد من أقدم المباني بالقرية لا ينا فسها في ذلك سوى مدرسة القرية ومسجدها القديم الذي أصبح أطلالا خربة كما تقول عيشة بنت أحمد التي تلقت تعليمها الابتدائي في نفس المدرسة منتصف سبعينيات القرن الماضي.

بنت أحمد تبدو سعيدة بوجود الدار على أطراف قريتها لكنها لا تخفي امتعاضها من الوضع المزري لهذه المعلمة والذي يتفاقم عاما بعد آخر ،فالأمطار الأخيرة كادت أن تقتلع سقف الدار من ألواح الصفيح ،وباتت أساسات بعض الغرف متهالكة بسبب عوامل التعرية والتصحر على حد تعبيرها.

من جانبها خديجة بنت إبراهيم والتي تسكن في الجانب المقابل للدار تؤكد في حديثها إلى موفد الفكر أن من مطالب الساكنة إعادة الاعتبار لهذه المعلمة ،وإدراجها ضمن المعالم السياحية على طريق روصو، حيث تقف شاهدة على جهود من شيدوها في تشجيع السكان على الاستقرار في مواطنهم الأصلية ،من خلال توفير مقومات الاستقرار من بنى تعليمية وصحية وخدمية ،ولمؤسس الدار أيادي شاهدة في هذا المجال لا ينكرها سكان منطقة أترارزه بأسرها على حد تعبيرها.

طريق موحل

الدار من الداخل المنعرجات الرملية الموحلة بين ذوائب الكثبان المتواثبة على جنبات الطريق الإسفلتي توشك أن تبتلع ما تبقى من الدار التي تستقر في وهاد من الأرض ،وتفتح صدرها للوافدين من القرى المجاورة، فيما تعطي ظهرها لمشروع زراعي لإنتاج التوابل بعدما كان إلى وقت قريب من أهم وسائل تثبيت الرمال والتصدي للتصحر، ولا تزال أشجار الطلح والكستينا والتي تشكل سورا لهذه المحمية الطبيعية شاهدة على تاريخ حافل من صراع الإنسان ضد عوامل الجفاف والتعرية في واحدة من أكثر مناطق الولاية تصحرا.

رمزية تختزل

المشروع الملحق بالدار والذي كان حزاما لتثبيت الرمال عند بوابة الدار يستقبلك الحارس الخاص القيم على المشروع الملحق بها، والذي اتخذ من الغرف الصالحة للسكن مأوى لأفراد أسرته بابتسامة عفوية تعطي انطباعا بالطيبوبة والبساطة، وقد يأخذك في جولة بين غرف الدار وباحتها الواسعة.

يقول الحارس حاميدو إن الدار في حاجة إلى الترميم بعدما أصبحت بعض غرفها غير صالحة للسكن بفعل تشقق الجدران وتآكل ألواح الصفيح والزنك تسقف الدار.

ثم وهو يشير إلى فتحات بين السقوف والجدران يقول إن الأمطار الأخيرة غمرت بعض الغرف ،مما اضطره لتحويل متاعه إلى مخزن الدار المجاور.

يتطلع حاميدو إلى اليوم الذي يرى فيه الدار منشأة سياحية حقيقية، ومعلما أثريا يزوره الناس، يستجلون من خلاله صفحات من تاريخ الإمارة الناصع، ويستمتعون بخلابة المنظر حيث تعانق المروج الخضراء ذرى الكثبان الرملية الجرداء وتسفر الطبيعة عن ملحمة صراع حقيقي بين الإنسان والبيئة.