في المدينة الآن يمر مارس كما يمر غيره من الشهور، لكن في البوادي كان لمارس شأن آخر، ولعل له بقية؛ فقد نُسِبَتْ إليه ذنوب ومآخذ جمة جعلت الناس يترقبونه ترقب الداء ويفرحون بانصرامه الفرح بالشفاء.
أسدل الستار على أعمال المؤتمر الوطني لحزب الإتحاد، و لم يطرأ أي شيئ ذو قيمة كبيرة عليه.
و كأننا راضون تماما عن أدائه خلال الفترة الماضية، بل و أكثر من ذلك مغبطون بما قام به.
الوضع الحالي يتطلب منا إجراءات حاسمة وفورية. تقدمت جمهورية دونباس الشعبية بطلب للحصول على مساعدة من روسيا. في هذا الصدد، وفقًا للمادة 7، المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بموافقة مجلس الاتحاد الروسي ولغرض الوفاء باتفاقية الصداقة والمساعدة المتبادلة مع جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية، أُصدر القرار من قبل الاتحاد الفيدرالي في 22 فبراير بإجراء عملية عسكرية خاصة ".
هاجمت روسيا أوكرانيا بالأمس. بدأت باحتلال شرق البلاد. الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا يقومان منذ شهور بالتبختر وإطلاق التصريحات الغاضبة حول أوكرانيا، لكنهما لم يفعلا شيئًا حتى الآن. لقد تُركت أوكرانيا وحدها تمامًا.
احتلال الرئيس الروسي بوتين لأوكرانيا أدخل الولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في حالة يأس رهيبة.
تابعت مقابلة المدير العام لشركة معادن الليلة البارحة على أثير الإذاعة الوطنية، واستغرب تركيز السيد المدير على المزايا الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر الجسيمة للنشاط، وغض الطرف عن سلبياته، و ما أكثرها، والتي نذكر منها على سبيل المثال لا للحصر:
أقدمت روسيا بقيادة إفلاديمير بوتين على الإعتراف بإقليمين انفصاليين في جمهورية أوكرانيا (دونيتسك و لوغانسك) التي كانت تستعد لدخول التحالف الغربي (التركي) العسكري "الناتو" ثم عززت ذلك الإعتراف بالدفع بقوات برية أعتبرت الأضخم منذو نهاية الحرب الباردة و انهيار جدار برلين.
إن أي متابع فطن للشأن العام لابد وأن تكون قد استوقفته ردود الأفعال المتباينة على خطابين هامين وشبه متزامنين ألقاهما فخامة رئيس الجمهورية في مناسبتين مختلفتين، تم تنظيمهما أو تخليدهما في آخر شهرين من العام الماضي.
لا يتوقف الجدل في الشارع والحديث في الصالونات حول مدى إطلاع الرئيس على دقائق مجريات الأمور في البلد .
إن هذا الجدل تغذيه سيكولوجية الإنسان الموريتاني ؛ خاصة "موريتانيا الأعماق" كما يقال (المواطن العادي) ، إن هذا الكائن البسيط الذي ما زال على الفطرة جبل على مظنة الخير بالقادة ، ويستحيل في نظره أن يغفل الرئيس عن شاردة أو واردة ، أو يسكت على ظلم ، أو يرضى بفساد ، أحرى أن يشارك فيهما لا سمح الله.