لقيتُ ذاتَ ليلة في مسجد بُدَّاه بلكصر رجلا محظريا أعرف علمه وفضله..كان أثر السَّفر لائحا على وجهِه وثوبه, وكان يَحمل في يَده جِرابا قَرَع القِدَمُ عليه طَبلَه..
تبادلنا التَّحيَّة والسُّؤال عن الحال, وكان يتحدَّث ببشاشةٍ مُلاطفة, وأَريحية معجونة بالتَّواضع, وتتَخلَّل حديثَه أمثالٌ سائرة وحِكم وأشعار..
سألتُه عن كلمة ذَكرها في بيت, فجلب شواهد وذكر معانيَ تستميل الأسماع, ولكأنَّ السَّامع يستزيدُه ولسان حاله يَقول: