خطاب تثمين المقاومة والإنجازات الشاهدة/ المهندس الحضرمي ولد محمد ولد انداه

بدأ فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خطابه بمناسبة الذكرى ال 61 لعيد الاستقلال الوطني باستحضار أبطال مقاومتنا الوطنية، بشقيها العسكري والثقافي، مذكرا بضرورة العرفان بالجميل لصنيعهم الذي جمع بين السيف واليراع، دون أن يغفل دور قواتنا المسلحة وقوات أمننا في الذب عن حياض وطننا الغالي، ومواطنينا الشرفاء، الذين أسسوا لنهضتنا جيلا بعد جيل.

ووفاء بعهد قطعه فخامته على نفسه بدأ برنامج "تعهداتي" الطموح يتحقق تدريجيا، مؤسسا لعدالة اجتماعية بمكافحته للفقر والهشاشة والغبن والإقصاء، مطلقا في الوقت ذاته تنمية شاملة ومستديمة وقفت سدا منيعا خفف من تداعيات أزمة عشناها على غرار باقي بلدان العالم لأكثر من سنتين، وظلت ألسن مواطنينا رطبة من الثناء على فخامته، بعد أن استفاد أكثر من 1.3 مليون شخص في عهده الميمون من الدعم الغذائي والنقدي المباشر، فضلا عن دمج 100 ألف أسرة في نظام التحويلات النقدية المباشرة، ووزع ما يزيد على مليار أوقية في إطار عمليات برنامج "تكافـــل" المختلفة، ومُنح تأمين صحي شامل ل 100 ألف أسرة فقيرة أي ما يقدر ب 620 ألف شخص لأول مرة في تاريخ بلادنا.

 كما تم استحداث "مركزية للشراء والتموين"  ستقف سدا منيعا في وجه الاحتكار والمضاربات، مع حرص فخامته على الوصول للاكتفاء الذاتي على الأقل في المواد الأساسية، فتم دعم المزارعين باستصلاح وإعادة تأهيل أكثر من 6000 هكتار من المساحات الزراعية، والشروع في استصلاح 7000 آلاف هكتار أخرى، وعمل القطاع الخاص بدوره على استصلاح 2000 هكتار تنضاف ل 15000 أخرى قيد الاستصلاح، وتم بناء 60 سدا و 22 حاجزا مائيا، ومُدت 655 كلم طوليا من السياج، وزُود المزارعون بالمدخلات الزراعية، وقُدم الدعم للمتضررين منهم، فضلا عن توزيع 1500 محراث، وتواصل برنامج تنمية الواحات في الوقت الذي استصلح فيه أكثر من 8000 هكتار من المساحات المخصصة لزراعة الخضروات.

هذا ويندرج انشاء قطاع وزاري خاص بالتنمية الحيوانية في إطار الاهتمام بها، حيث أطلقت برامج واسعة لتشييد المزيد من حظائر تلقيح الحيوانات والمسالخ وأسواق المواشي ووحدات معالجة الألبان، كما عمل القائمون على الشأن العام على دمج قطاع التنمية الحيوانية في المنظومة الاقتصادية لتطوير قيمته المضافة، واتخذت تدابير احتياطية لتأمين المنمين من الانعكاسات السلبية لنقص الأمطار هذه السنة على الغطاء النباتي.

وانطلاقا من العناية الفائقة التي يوليها فخامته بالشباب، وسعيا منه لامتصاص البطالة في صفوفهم، تم تعزيز التكوينات المهنية وأنشئت أخرى، ونفذ العديد منها، وتم خلق عشرات آلاف فرص العمل في القطاعين العام والخاص، ومُولت مئات المشاريع للشباب في مختلف الولايات، وأطلقت المرحلة الثانية من برنامج موسع سيخلق 9000 فرصة عمل بالشراكة مع القطاع الخاص.

ولأن دور النساء مهم لتنمية المجتمع فقد عُززت مشاركتهن في الحياة النشطة، ودُمجن في الدورة الاقتصادية، ومُول العديد من التعاونيات والمؤسسات الصغيرة لصالح 6000 امرأة، كما خصصت 5000 قطعة أرضية لبناء مساكن اجتماعية لصالح الأسر الهشة.

ويعتبر إشراف فخامة رئيس الجمهورية بنفسه على إطلاق العام الدراسي لثلاث مرات متتالية خير دليل على قناعته الراسخة بأن اصلاحه لم يعد يقبل التأجيل، فتم تعزيز نظامنا التعليمي بتوسيع العرض ورفع مستوى الجودة، وإدخال تحسينات جوهرية على ظروف المدرسين، كما أن إنشاء "مجلس وطني للتهذيب"، وإطلاق مسار تشاور حول إصلاح النظام التعليمي كان لهما كبير أثر على التقدم في الإصلاح المنشود.

ونالت المشاريع الكبرى نصيبها من وفاء فخامته بالعهود، فتم إطلاق العديد منها لضمان نفاذ المواطن إلى الخدمات الأساسية على نحو منتظم، مما ساعد على إنجاز 145 شبكة مياه وحفر 265 بئرا ارتوازيا، وتجهيز 195 بئرا بمعدات الطاقة الشمسية، واستفاد من هذه المنشآت المائية 447 قرية شملت مختلف ولايات وطننا الحبيب.

وفي إطار إعادة هيكلة الشركة الموريتانية للكهرباء سيتم الفصل بين وظائف الإنتاج والنقل والتوزيع والتسويق، وقبل ذلك عملت الشركة على توسيع شبكتها في 100 بلدة، ويجري العمل حاليا على تشييد خطوط عالية الجهد ستربط نواكشوط بنواذيبو، ونواكشوط بازويرات، ونواكشوط بجمهورية السنغال الشقيقة، وأقيمت شبكات جهد متوسط ومنخفض في المناطق الشرقية مما سيعزز برامج الإنارة وتوسيع وتكثيف الشبكات في المدن والمناطق الريفية.

كل ما تقدم غيض من فيض إصلاحات جوهرية ستنفع الناس وتمكث في الأرض، خصوصا مع قرب إطلاق "تشاور وطني" جامع لا إقصاء فيه لأحد، ولا حظر فيه لموضوع، في كنف جو سياسي هادئ أرسى دعائمه فخامة رئيس الجمهورية كنهج أساس في التعاطي مع الشأن العام.