شيئ ما يشدني لهذه المدينة..
الأنها حاضنة الإمارة الصنهاحية الوحيدة..مما يجعلها الوريث الشرعي لدولة المرابطين فخر البلاد.
ام لأنها مثلت بجبالها وهضابها الصخرة التي تحطمت عليها أحلام منظر التوغل " السلمي " في ارض البيظان..كابولاني..
كابولاني وأنا أتأمل ضريحه أكاد أسمع لهاثه وهو يحتضر ويودع أحلامه الاستعمارية بعد أن أجهزت عليه كتيبة " إديشل " القادمة من تخوم آدرار بقيادة الشريف خالد الذكر سيدي ولد مولاي الزين
ترى فيما ذا كان يفكر كابولاني لحظات احتضاره وهو يلفظ انفاسه بين حفنة من الرماة السينغاليين فوق هضاب تكانت بعيدا عن مدن الأنوار في باريس ..ونيس..وليون..و.
هل أحس قبل أن يغمض عينيه الى الأبد انه لم يفهم ألفا ولا باءا من معتقدات هذا المجتمع الذي يكره الغزاة حتى الموت ..
وان الحضارات العريقة مهما ضعفت تظل لها جذوة تتقد فقط عندما يتنفس من حولها الغزاة
يكاد صدى تلك الوقعة الموغلة في الزمن ان يقتحم علي هدوء هذا المساء في أزقة مدينة تجكجه..
صلصلة السيوف ولعلعة الرصاص وتكبيرات المجاهدين والوجوه القمحية المرعوبة للأوربيين الذين فوجئوا بعنف الهجوم وأرعبتهم جرأته...تراءت لي كل تلك المشاهد وأنا أستعيد جلال تلك اللحظة وعظمتها..لحظة يتخلى فيها الشهيد عن حياته فداء للأوطان