وأجازت لهم توراتهم أن يبيحوا لأنفسهم من المعاملات ما لا يباح لغيرهم، مثل أن يعاملوا غيرهم بالربا، على حين لا يعامل بعضهم بعضا بالربا، كما في سفر )التثنية(1 بناء على فلسفتهم الخبيثة في استحلال ما عند غيرهم من أموال وحرمات، كما نقله القرآن عنهم بقوله:
(وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تأَمَنْهُ بِدِيناَرٍ لا يؤدِه إلِيْكَ إِ لاَّ مَا دمْتَ عَليْهِ قاَئمِا ذلِكَ بأِنَهُّمْ قاَلوُا لَيْسَ عَليْناَ فِي الْأمِيين سَبيِلٌ وَيقَوُلوُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلمُوونَ) آل عمرران:75.
1 - سفر التثنية: 23.
فهم وحدهم أصحاب الكتاب وحملة التوراة، وكل الأمم الأخرى أميون لا يستحقون الاحترام، بل لا يستحقون الحياة.
وجاءت المسيحية أيضا تهتم بنجاة الفرد وتخليصه من الخطيئة الموروثة عن أبيه آدم، قبل كل شيء، تاركة شأن المجتمع لقيصر، ودولة قيصر، أو على الأقل، هذا ما يفهم من ظاهر ما يحكيه الإنجيل عن المسيح، حين قال: أعط ما لقيصر لقيصر، وما لله لله!!، فقسم الحياة بين الله وقيصر، وجعل قيصر شريكاً لله الواحد القهار.