تعتبر العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، قوية تمتد جذورها لفترات قديمة، وكان الشيخ زايد رحمه الله حريصاً على تعميق هذه العلاقات، وذلك ما تجسد في زيارته التاريخية لموريتانيا في عام 1974، لتي كان لها عميق الأثر لوضع أساس متين في العلاقات بين البلدين والشعبين.
وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1973، حيث افتتحت موريتانيا سفارة لها في أبوظبي عام 1974، ليعقب ذلك افتتاح دولة الإمارات سفارتها في نواكشوط في عام 1994.
ورغم تراجع أعدادهم في القطاعات الحيوية، يبلغ عدد الموريتانيين في دولة الإمارات نحو 5965 مقيما خلال عام 2017، يعملون أساتذة وقضاة وأئمة ومفتين وإعلاميين ورجال شرطة وتجارا وفي مجالات متعددة أخرى، فيما بلغ عدد الزائرين نحو 5251 زائرا في العام نفسه.
زيارة فخامة رئيس الجمهورية لدولة الإمارات
زار رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، شهر فبراير من العام الماضي دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد شهدت هذه الزيارة توقيع عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات، تهدف إلى تعزيز التعاون وتنويع آفاقه في المجالات التعليمية والعسكرية والفنية والأمنية والتنموية والاستثمارية، إضافة إلى المجالات الإنسانية والرعاية الاجتماعية
نتائج الزيارة.
إعلان دولة الإمارات تخصيص مبلغ ملياري دولار لإقامة مشاريع استثمارية وتنموية وقروض ميّسرة لموريتانيا، رغم ماقيل حينها من أن هذا المبلغ ماهو إلا تحويلات منهوبة من مال الدولة الموريتانيا، خلال العشرية
مذكرات تفاهم واتفاقيات:
مذكرة تفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من التأشيرات
مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للأمن الوطني والإدارة العامة للأمن والتوثيق الخارجي الموريتاني.
مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الفني والعسكري
مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم
مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرعاية والتنمية الاجتماعية
مذكرة تفاهم بين هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدن.
اتفاقية تعاون بين صندوق خليفة لتطوير المشاريع ووزارة الاقتصاد لتمويل برنامج دعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة
اتفاقية حول منع الازدواج الضريبي،
اتفاقية حول تشجيع الاستثمار
مجالات حيوية للتعاون
ترتبط موريتانيا والإمارات بعلاقات أخوية وتعاون واعد ومثمر، حيث أعلن في كثير من المناسبات عن تطابق وجهات النظر والمواقف بينهما في عديد القضايا العربية والإقليمية والدولية، خاصة مكافحة الإرهاب والتطرف، ورفض التدخلات الأجنبية في المنطقة التي تعمل على تقويض الأمن والاستقرار، خلافا لمن يرى أن الامارات عنصر توتير في منطقتنا العربية، ورغم ذلك يحسب للنظام الحالي، عدم الارتهان بشكل كامل لولي عهد ابو ظبي، وتجلى ذلك في موقف موريتاتيا من الشرعية في ليبيا، خلافالموقف دولة الامارات.
في مجال الطاقة
يعتبر التعاون في مجال الطاقة أحد الجوانب المهمة من مجالات التعاون بين البلدين، وكان أبرز ما تحقق في هذا المضمار محطة الشيخ زايد للطاقة في موريتانيا التي تعد أكبر مشروع من نوعه في شبه المنطقة.
في مجال الصحة
لقد تمت توسعة وتأهيل وتجهيز مستشفى الشيخ زايد في نواكشوط، إضافة إلى الشروع في بناء مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة بالمستشفى نفسه، كلها شواهد قوية ومؤشرات صادقة على إرادة حقيقية في تطوير العلاقات بين البلدين
في المجالين العسكري والأمني
مولت الإمارات تشييد كلية للدفاع تحمل اسم ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي تتمثل مهامها، في تكوين وتحضير الضباط السامين من القوات المسلحة لمجموعة دول الساحل الخمس.
وفي المجال الأمني قامت حكومة الإمارات بإجراء دورات تكوينية في نواكشوط وفي دبي للعديد من عناصر الأمن الموريتانية خاصة العاملين في مجال أمن المطارات، رغم مايشاع من وقت لآخر عن وجود قواعد عسكرية إماراتية في شمال البلاد.
وأثارت اتفاقية تسيير مطار أم التونسي جدلا واسعا على الساحة الوطنية.
في المجال الاقتصادي
في المجال الاقتصادي تتجسد الروابط الاقتصادية بين البلدين في كثير من المشاريع التي ساهمت المؤسسات الاقتصادية والخيرية الإماراتية في إنجازها في موريتانيا، خاصة مؤسسة زايد الخيرية وصندوق أبوظبي للتنمية، من خلال تقديم القروض الميسرة والمنح والمساعدات والتدخل في الحالات الإنسانية الطارئة.
وتقوم كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ،ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والهيئات الخيرية الإماراتية المتعددة بأنشطة إنسانية وخيرية في موريتانيا.
في مجال البنى التحتية
وكما هي عادة الصناديق العربية السخية تجاه موريتانيا،تساهم الإمارات حاليا من خلال قرض بـ110 ملايين دولار أمريكي من صندوق أبوظبي للتنمية في بناء الطريق الاستراتيجي الذي يربط بين بعض المدن الشرقية في موريتانيا
وصولا إلى الحدود المشتركة مع جمهورية مالي المجاورة، من هنا يمكن القول إن للامارات دورا فاعلا في موريتاتيا، والناس منقسمون بين من يستبشر بهذا الوجود، وبين من يؤرقه ويحزنه، بين من يرى أن للامارات ثروة مالية مهولة يمكن لها من خلالها لو أرادت تغيير واقع البلد، وبين من يرى الامارات نذير شؤم نظرا للطموح الجامح لولي عهد أبو ظبي.