"وعن أبي قلابة أن رجلا قال لأبي الدرداء: إن إخوانك من أهل الكوفة من أهل الذكر يقرئونك السلام, فقال: وعليهم السلام. ومرهم فليعطوا القرآن خزائمه، فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنّبهم الجور والحزونة .
وقال عبد الله بن مسعود: (من كان مُستن اً فليستنّ بمن قد مات، فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة. أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أبرّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفا وأقومها هدياً، وأحسنها حالاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، واقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم) .
وقال حذيفة بن اليمان: يا معشر القراء استقيموا، فقد سبقتم سبقا بعيدا (أي بجمعكم بين العلم والعمل)، فإن أخذتم يمينا وشمالا، فقد ضللتم ضلالاً بعيداً .
ومن أقوال ابن مسعود أيضا: (الاقتصاد – وفي رواية: القصد – في السنة خير من الاجتهاد في البدعة) فالوسطية هنا تعني: اجتناب البدعة وتركها ،ولو عملت قليلا ،وليس الوقوف وسطا بين السنة والبدعة.
وعن أبي بن كعب قال: (عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما على الأرض من عبد على السبيل و السنّة، ذكر الله في نفسه، ففاضت عيناه من خشية ربه، فيعذبه الله أبدا! وما على الأرض من عبد على السبيل والسّنة، ذكر الله في نفسه، فاقشعر جلده من خشية الله، إلاّ كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها، فهي كذلك إذا أصابتها ريح شديدة، فتحاتّ عنها ورقها، إلا حط الله خطاياه، كما تحات عن الشجرة ورقها. وان اقتصاداً في سبيل وسنّة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة، وموافقة بدعة، فانظروا أن يكون عملكم، إن كان اجتهاداً واقتصاداً، أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم) .