تعليق على مقابلة السياسي الخليل ولد الطيب في موقع الفكر/ بقلم أ.سعدبوه ولد محمد المصطفى

قرأت مقابلة السياسي المعروف الخليل ولد الطيب في موقع الفكر وقد خرجت منها بالملاحظات التالية : 
- المقابلة كانت صريحة فبقدر ما كانت الأسئلة جريئة كانت الردود واضحة تخلو من المواربة والتهرب من الاجابة 
- تميزت ردود الخليل بالشجاعة وصفحة حياته السياسية مفتوحة للجميع فهو لا يخفي شيئا ويمكنه ان يجيب أيا كان عن أي استشكال يراه في مواقفه السياسية 
- تقدم المقابلة حصيلة مجملة عن حياة السياسي الخليل ولد الطيب ويمكن اعتبارها وثيقة عن الحياة السياسية الموريتانية خلال العقود الأربعة الأخيرة 
- كان على الخليل الاختيار بين الوفاء لقضيته السياسية أو العناية بمستقبله الدراسي والمهني كشاب يواجه اكراهات الحياة في نهاية السبعينات .. وقد فضل التضحية بحياته الدراسية والمهنية لخدمة الفكر القومي الناصري الذي آمن به كحل للمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها موريتانيا في تلك الحقب .. ولم تتح له السجون التي زجته فيها السلط المتعاقبة فرصة اكمال دراسته كما منعته من حقه في العمل الوظيفي كأستاذ ومربي .. وقد ظل وفيا لتوجهه السياسي رافضا الالتحاق بأي مسار مهني مفضلا الدفاع عن مبادئه السياسية وبرنامجه التنموي والاجتماعي للنهوض بموريتانيا  وذلك عبر مختلف المنصات والمنابر السياسية سواء عبر الأطر الحزبية أو في المهرجانات السياسية أو تحت قبة البرلمان ..الخ
  - تقدم المقابلة دور الاتجاه الفكري الناصري - طبعا من خلال المناضل الخليل - في التطورات السياسية التي عرفتها موريتانيا في العقود الأخيرة وهو دور انتقل من تيار حركي سري إلى المشاركة السياسية الحزبية كما عرف التنقل بين صفوف الأغلبية الحاكمة  وتلك الخاصة بالمعارضة السياسية..
 - لا يتنكر الخليل ولد الطيب في هذه المقابلة لأي موقف تبناه خلال ممارسته للسياسة وهو يضع ذلك ضمن استراتيجيته السياسية في تلك المرحلة ورؤيته لحل مشكلات البلد ..
- لعل ما تتضمنته هذه المقابلة من صراحة وشجاعة تكون دافعا لنخبتنا السياسية ان تحذو حذوها لتوضيح الكثير من المواقف السياسية وكشف الغطاء عن العديد من القضايا التي شغلت الرأي العام في بعض الفترات ولم يرفع عنها اللبس حتي الآن ..
وفي الأخير فأنا على يقين ان السياسي الخليل ولد الطيب لن يقول كلمته الأخيرة ولن يضم دفة كتاب حياته السياسية فما زالت موريتانيا بحاجة إليه خصوصا وأنه اليوم أحد أعمدة نظام حكم فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وهو متحمس مثلنا جميعا إلى تجسيد برنامج " تعهداتي" لبناء موريتانيا قوية ومزدهرة ..