رغم الصورة المشوشة سياسيا لدولة قطر فى أذهان الكثير من الشعوب العربية بسبب مواقفها من الحرب على العراق والربيع العربي واحداث سوريا واليمن ومصر وتونس فإن هذه الإمارة الصغيرة جغرافيا وبشريا حلقت بجناحين غير مهيضين أما احدهما فهو إعلامي تمثله قناة الجزيرة الأكبر والأهم والاوسع انتشارا فضائيا فى الوطن العربي وعبر العالم
واما الآخر فهو رياضي مثلته ملاعب لانظير لها فى الكثير من دول العالم عمرانا وسعة وتطورا واناقة
جناحان جعلا للامارة مكانة تفوق حجمها آلاف المرات تدعمهما مخالب اقتصادية وديبلوماسية تحفظ لهما التوازن وطول النفس فى التحليق عبرمداءات العالم نحو آفاق الريادة
لقدامتلكت الأسرة الحاكمة فى قطر ولنقلها مهما كان خلافنا السياسي معها العقل المناسب لتفكير يناسب وضعية العالم الآن إذ يعطيك الإعلام والرياضة مكانة تزرعك فى الصدارة متى ماملكت المال وادركت بصدق انهما مجالان يستحقان الاستثمار فيهما
ليس النفط هو كل شيئ ومعه الذهب يحتاجان عقلا راجحا لتوجيه ريعهما نحو خدمة وطنية ذات بعد عالمي
تجاوزت قطر دول الخليج عندما حملتها الجزيرة نحو سماوات الصدارة وعندما حملتها الرياضة إلى آفاق التصدر
وفى كل ازماتها كانت قطر هادئة باردة الطبع تعمل دون توقف لاسعاد شعبها ومجنسيها و ضيوفها فلم تضيع اية فرصة لكسب معركة احتضان كاس العالم
وكاس العرب واظهرت جدارتها بكل ذلك وقد قفزت ببرودة فوق مطبات كثيرة كانت لتمنعها حق احتضان العرسين العربي والعالمي
ونجحت قطر فى دخول تحالفات غير صاخبة مع تركيا وايران احيانا وظلت تمد يدا لخصومها وهي تصافح بحرارة حلفاءها ماظهر منهم وما بطن
نجحت قطر حيث فشلت جامعة الدول العربية بكل دولها عندما جمعت العرب رياضيا على ارضها فاصطف السعودي واليمني مع الجزائري والمغربي والسوري والمصري والسوداني و الموريتاني والقطري واللبناني والاماراتي والفلسطيني وهكذا
فكانت الصورة التى تحلم بها كل الشعوب العربية بل كل الشعب العربي وإن اختلفت التسميات والالوان والاعلام والحدود والتوجهات
نعم تستحق قطر التهنئة على نجاح كاس العرب والامانى بأن تنجح فى تنظيم كاس العالم
ويستحق حكامها التهنئة لأنهم فكوا شفرة عالم لاعبرة فيه بالمساحات والمسافات واعداد السكان وإنما بالثروات والقدرة على استثمارها فى الإنسان عبر تنمية واستقرار يسيران على عجلتى الإعلام ببريقه والرياضة بسحرها