أهمية الطاقة الشمسية.. "الثلاجات" تنقذ اللقاحات في الدول الأفريقية

تتنوع أهمية الطاقة الشمسية والطرق المبتكرة للاستفادة منها يوميًا، خاصة في البلدان الأفريقية التي بدأت تخطو خطوات جيدة في هذا السباق العالمي.

ومؤخرًا، اقتحمت ثلاجات الطاقة الشمسية مجال اللقاحات الطبية، في توسّع جديد لاستخدام هذا النوع من الطاقة تتجاوز به مرحلة ما بعد الهدف الأساس، بتوفير إمدادات الكهرباء بصورة مباشرة للمستهلكين والصناعات.

ومؤخرًا، بدأت أهمية الطاقة الشمسية في التغلغل داخل الاستخدامات الحياتية المباشرة، مثل الاعتماد عليها في تصنيع المصاعد، ودعم محطات معالجة المياه، وتأمين بثّ المباريات الرياضية، إلّا أن أكثر تلك الاستخدامات تأثيرًا في العنصر البشري جاء بالاعتماد عليها في حفظ اللقاحات الصحية بصورة آمنة ومستدامة.

وبرزت أهمية الاعتماد على الطاقة الشمسية -وخاصة نظام الدفع الشمسي المباشر- في حفظ اللقاحات التحصينية والعلاجية، خاصة في الدول الأفريقية التي تأثّر انتظام إمدادات الكهرباء بها بالتغيرات المناخية والجفاف والفيضانات.

أهمية الطاقة الشمسية في سيراليون

وفرت الأجهزة العاملة بنظام الطاقة الشمسية في سيراليون -الدولة الواقعة غرب أفريقيا- غطاءً صحيًا لدعم عمليات تلقّي اللقاحات الصحية.

أهمية الطاقة الشمسية تظهر في ثلاجات حفظ اللقاحات في سيراليون - الصورة من صحيفة إي إس آي أفريكا

وتلقّت وزارة الصحة ومرافق الصحة العامة تبرعًا من اليونيسيف، بدعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، شمل 77 ثلاجة تبريد لتخزين اللقاحات، تعمل بنظام الطاقة الشمسية المعتمد على نظام الدفع الشمسي المباشر.

وتهدف اليونيسيف من تلك المنحة إلى دعم نظام سلسلة التبريد، ضمن برنامج التحصينات الموسّع الذي تعكف سيراليون على تنفيذه، بما يضمن خفض معدلات الوفاة بين الأطفال تحت سنّ الخامسة.

وتعمل ثلاجات التبريد بمثابة مرافق تخزين اللقاحات بصورة تتبع المعايير الصحية المطلوبة، بما يوفر الإنتاجية والكفاءة للعاملين في القطاع الصحي.

وتبدأ الوحدات الصحية النائية في تلقّي ثلاجات الطاقة الشمسية، ما عدّته حكومة سيراليون ضمانًا للتوسع في تقديم خدمات الرعاية الصحية، وفق صحيفة إي إس آي أفريكا.

وأوضحت ممثلة اليونيسيف في سيراليون، ليف إلين إندريتين، أهمية الطاقة الشمسية، مؤكدة أن برنامج التحصين المستدام، سواء للّقاح الخاص بفيروس كورونا أو التحصينات المعتادة، يعتمد على توفر وكفاءة نظام ذي سلسلة تبريد قياسية، تسمح بإدارة عمل اللقاحات وحفظها بشكل فاعل.

أهمية الطاقة الشمسية في حفظ اللقاحات

تدعم اليونيسيف -تحت غطاء التحالف العالمي للقاحات والتحصين- برنامج التحصين الموسع في سيراليون، وتوفر في سبيل ذلك ثلاجات تبريد شمسية إضافية، لضمان تخزين اللقاحات وفاعليتها، ولأغراض دعم المشاركة المجتمعية في زيادة الطلب على تلقّي اللقاحات.

جاء دعم اليونيسيف الطبي لسيراليون باستخدام ثلاجات الطاقة الشمسية ضمن برنامج موسع لضمان تخزين اللقاحات بصورة آمنة ومستدامة، بما يسّر عملها في المناطق التي يصعب وصول الكهرباء ومصادر الطاقة الأخرى إليها.

وأثّرت التغيرات المناخية في انتظام التيار الكهربائي في عدّة بلدان أفريقية، كما تسبّب الجفاف في انقطاعات للتيار في دول أخرى تعتمد على الطاقة المائية.

وكانت اليونيسيف بالتعاون مع شركاء الأمم المتحدة وأكاديميين ومؤسسات صناعية قد عكفوا على تطوير نظام تبريد صديق للبيئة لا يعتمد على البطاريات بأسعار مناسبة، وفق موقعها الإلكتروني.الدفع الشمسي المباشر

أعلنت اليونيسيف بدء استخدام برنامج تخزين اللقاحات عن طريق "الدفع الشمسي المباشر" في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، بعدما بدأت أبحاثه بالتنسيق مع شركاء دوليين عام 2001.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد عملت -في مارس/آذار 2010- على بحث تصنيع أنظمة تبريد وتجميد طبية بالاعتماد على الطاقة الشمسية في تشغيل الضواغط التي تهتم بتجميد السوائل وتبريدها، بما يحفظ اللقاحات المصنّعة في نطاق درجات الحرارة المطلوبة فيما يُعرف بـ ثلاجات الطاقة الشمسية.

وتتخلى دورة التبريد داخل ثلاجات التبريد والتخزين عن دور البطارية الكهربائية في توفير الطاقة اللازمة لتشغيل الضاغط، بالاعتماد على نظام الدفع الشمسي المباشر.

أحد المتعاونين مع اليونيسيف يستخدم ألواحًا شمسية - الصورة من صحيفة إيه بي سي نيوز

ولجأت اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية -خلال إعداد ثلاجات تبريد اللقاحات- إلى الاستفادة من أهمية الطاقة الشمسية تجنبًا لتعرّض اللقاحات ذات التكلفة العالية للخطر، إذ يلزم حفظها في درجات حرارة بين 2 و8 درجات مئوية، وهو أمر صعب تحقيقه في ثلاجات التبريد المعتمدة على الكيروسين.

وتشتري اليونيسيف ما يزيد عن 2.5 مليار جرعة من اللقاحات سنويًا، لذا تهدف لتوفير أجهزة حفظ وتبريد ملائمة لحفظ فاعلية اللقاحات.

ويتسبّب أيّ خلل في سلسلة التبريد خلال استخدامها في المناطق البعيدة والنائية بخسارات مالية كبيرة تصل إلى ملايين الدولارات، نتيجة تعرّض جرعات كبيرة من اللقاحات للفساد سنويًا.

وتستخدم اليونيسيف نظام (الدفع الشمسي المباشر) في ثلاجات تبريد اللقاحات، وهو نظام تبريد صديق للبيئة.

أنظمة البطاريات والكيروسين

على مدار الأعوام الـ20 عاما الماضية، استخدمت المنظمات الطبية ثلاجات التبريد بنظام تشغيل معتمد على الكيروسين وثلاجات أخرى تعمل بالطاقة الشمسية لحفظ اللقاحات، ما عرّض نوعية محددة من اللقاحات الحسّاسة للتجميد والعالية التكلفة للخطر.

ورغم أن ثلاجات تبريد اللقاحات المعتمدة على الكيروسين تُسهم بكميات هائلة من الانبعاثات الكربونية، فإن ثلاجات التبريد المعتمدة على أهمية الطاقة الشمسية باستخدام بطاريات الرصاص أيضًا تواجه صعوبات يتلافاها نظام الدفع الشمسي المباشر.

وترجع تلك الصعوبات إلى التكلفة العالية، والحاجة لاستبدال البطاريات كل 7 سنوات، بجانب صعوبة التخلص من البطاريات المستعملة، وفق الموقع الإلكتروني لمنظمة اليونيسيف.

وحول تقنية العمل بنظام الدفع الشمسي المباشر خلال تصنيع ثلاجات تبريد اللقاحات، وأهمية الطاقة الشمسية بصفة عامة، أشارت شركة بي ميديكال لتصنيع الأجهزة الطبية، ومقرّها لوكسمبورغ، إلى أن نظام الدفع الشمسي المباشر يعتمد على الاتصال المباشر بين وحدات حفظ وتجميد وتبريد اللقاحات وبين الألواح الشمسية، دون الحاجة لوسيط مثل البطاريات.

وأوضحت أن موثوقية سلسلة التبريد تعدّ أهمّ عوامل الحفظ الآمن للّقاحات على الصعيد العالمي، لذا يُعدّ نظام الدفع الشمسي المباشر النظام الأمثل لتخزين اللقاحات وحفظها، لاعتماده بشمل مباشر على مصدر مستدام.

المصدر: الطاقة