وسط في الأخلاق:
وهي في الأخلاق وسط بين الذين يتحللون من كل الفضائل والذين يشتطّون في تصوّر الفضيلة والتزام طرف التشديد فيها: تقرر أن الفضيلة وسط بين رذيلتين:
لا جبن ولا تهور، لا بخل ولا تبذير، لا استكبار ولا استخذاء، لا جزع ولا استكانة .
وأساس ذلك كله قوله تعالى: {وَلا تجْعَلْ يَدكَ مَغْلوُلَة إلِى عُنقِكَ وَلا تبْسُطْهَا كُلَّ
الْبَسْطِ فتَقَعدُ مَلوُما مَحْسُورا} [الإسراء:29] {وَالذِّينَ إِذاَ أنْفقَوُا لَمْ يسُرِفوُا وَلمْ يقَترُوا وَكَانَ بيَنَ ذلِكَ قَوَاما} [الفرقان:67].
وسط في صلة الإنسان بالحياة:
وهي في صلة الإنسان بالحياة وسط بين المادية البحته، التي لا تعرف شيئاً وراء ما يقع عليه الحسّ من طعام وشراب، ولذّات وشهوات، وغلبة وبطش، وجمع للأموال، وتكاثر وتفاخر، والروحية البحتة التي تزهد في الحياة و تعرض عنها إعراضاً تاماً، فلا زواج، ولا سعي، ولا عمل، ولكن تبتّل مطلق وإهمال للأسباب!. يقرّر الإسلام في ذلك الوسط أيضاً فيقول: {وَابْتغِ فِيمَا آتاَكَ اللَّه الداَّرَ الْآخِرَةَ وَلا تنَسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدنُّيَا} [القصص:77]، {فإِذاَ قضِيتِ الصَّلاةُ فاَنْتشِرُوا فِي الْأرْضِ وَابْتغَوُا مِنْ فَضْلِ اللّهَّ} [الجمعة:10]، {قلْ مَنْ حَرَّمَ زِينةَ اللّه التِّي أخْرَجَ لِعِباَدِهِ وَالطَّيبِاَتِ مِنَ الرِزْ قِ} [الأعراف:32].