العيدات ..شيخ المديح النبوي في موريتانيا

العيدات ..شيخ المديح النبوي في موريتانيا

العيدات ولد عبد الله ..السراج"عندما بدأت مدح النبي صلى الله عليه وسلم وأنا فتى صغير كنت أبحث عن الحسنات والآخرة، وفي كل وقت عندما أبدأ في مدحه صلى الله عليه وسلم أجد نفسي في مواجهة مع الآخرة، كأنني أبصر القبر".

هكذا يختصر المداح الشهير العيدات ولد عبد الله علاقته مع فن المديح النبوي، ويعتقد المداح العيدات أن المديح النبوي هو أشرف الفنون الغنائية وينبغي أن يمارسه الجميع حتى ينالوا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وبركته.

منذ حقب كثيرة كان فن المديح النبوي فنا خاصا بالأرقاء يمارسونه ضمن فعاليات فنية خاصة بهم، لكن العيدات أخذ على نفسه نقل المديح النبوي إلى حالة عامة من خلال تأدية مقاطعه الإنشادية في " اظهور ازوان" حتى يتساوى الجميع في هذا الفن الشريف وفق تعبيره.

شيخ المديح

في بوادي واد الناقة، التقط العيدات ولد عبد الله النور أولى صور الحياة، وبدأ باكرا مسيرته الفنية في أماسي المدح النبوي التقليدي، ويتذكر العيدات بإكبار وإجلال شيوخه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم"

ويضيف العيدات في حديث للسراج " بدأت مسيرتي مع الهول وأزوان وأنا ابن 16 سنة على الأكثر كنت أقلد المختار ولد الميداح وهو رجل عظيم وربما يمكن القول إنه عالم، وكذلك سيداتي ولد آبه وغيرهما من الفنانين، لم أكن حينها متمكنا جدا من "،اظهور أزوان لكنني كنت " أملك أذنا بيضاء وفق تعبيره".

وبإجلال كما يتحدث الناسك عن شيوخه يتذكر العيدات شيوخه في المدح إنهم ثلاثة اميليك التندغي، وابنه اباه، إضافة إلى أحمد ولد منيه" هؤلاء هم شيوخي باختصار وقد غادروا الحياة جميعهم".

أما الآن فإن العيدات بات شيخ المداحين الموريتانيين.

يخطو العيدات الآن بتوءدة ووقار فالسنين التي تثقل قامته الفارعة تركت ملامحها واضحة على رأسه ولحيته البيضاء، وبحسب الأوراق الرسمية فإن العيدات ولد سنة 1962، لكنه يتذكر مجالس " مديح قوية وجميلة" منتصف الستينيات أقامها بطلب من عميد الأدب الموريتاني محمدن ولد سيدي ابراهيم.

في مجلس الأدب

يتذكر العيدات بإجلال مجلس رائعا وفق تعبيره سنة 1965، عند العميد محمدن ولد سيدي ابراهيم، ويقول العيدات في حديث للسراج :" في مدينة لكصر وكانت صغيرة جدا حينها وجدت ولد سيدي ابراهيم قال لي : أليس منزلنا من المنازل التي يمكن أن تزورها"؟ وأجبته بالإيجاب وركبت معه، وعندما وصلنا إلى منزله استدعى محمد (الأكحل) ولد الميداح وكان فتى صغيرا يحمل تيدنيت صغيرة جدا وطلب منه ولد سيدي ابراهيم أن يبدأ العزف في مقام " سيني " ثم طلب مني أن أغني شور " خير الورى محمد" وكنت قد أديت هذا المقطع بشكل متقن.

كان المجلس حينها يتكون من باب ولد هدار ومحمدن ولد سيدي ابراهيم رحمهما الله ومحمدن ولد الناه أحد المسؤولين الآن في قطاع العدالة، الذي طلب منه ولد سيدي ابراهيم أن يشارك لكنه اعتذر قبل أن يستجيب تحت إلحاح ولد سيدي ابراهيم.

وقال:

فرض انشارك لعت انكد  بترديتي ولل شدي

لكنت انكد انشد انشد    وانردي لعتا نردي

وقال محمد ولد سيدي ابراهيم:

عدي بالمداح العايدات   لمداح اعليهم مستهدي

وذاك عدي بالردات    الزينات الا ذاك عدي

أما باب ولد هدار فقد قال:

العاديات ..اشعار امسم   اعليهم والهم متحدي

يكبظ فالرهج ويبكى فم   فالرهج انير واسدي

لا يتذكر العيدات أي أشرطته المديحية أكثر شهرة، وإن كان شريطه مع الفنانة النعمة بنت الشويخ انتشر في أغلب مناطق موريتانيا ،لأن النعمة " فنانة كل العالم الموريتاني " وفق تعبيره.

وبانتقاء كبير واحترام للفن يقول العيدات :" لا أضرب الطبل نهائيا ولكنني متقن بحمد الله تعالى للمدح في مقامات أزوان، كما أنني أتقنه أيضا في " بنجة" وعندما كنت أمدح كان المداحة قليلين جدا، و أما الآن فقد انتشر المدح.

لا دعم رسمي

لا يتذكر المداح العيدات أي دعم حكومي حصل عليه، ولا اهتمام بصوته المبدع، وإن تذكر فقط أنه حصل على تكريم من إدارة التلفزة الوطنية، متسائلا أليست التلفزة من الحكومة؟، أما قبل ذلك أو بعده فلم أحصل على تكريم أو دعم.

ويؤكد العيدات أن ممارسته للمدح النبوي لم تكن أبدا بدافع الحصول على التكريم داعيا كل من يستطيع مدح النبي صلى الله عليه أن يبادر بذلك".

وعن مشاركته في برنامج المداح قبل سنتين قال العيدات :" لقد كنت أظن أنها مشاركة دينية خلال شهر رمضان المبارك ،بمدح النبي صلى الله عليه وسلم، لم أشارك قبلها في مسابقة، لقد اكتشفت أنها مسابقة تجارية وليست كما كنت أظن".

ويقول المداح العيدات " إنه يلح دائما في دعاء الله سبحانه وتعالى، من أجل أن يوفقه لمزيد من مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ييسر له أداء الطاعات حتى يتوفاه الله على ذلك".

نقلا عن موقع السراج الإخباري