ذكرت مصادر إخبارية متطابقة مقتل ثلاثة منقبين موريتانيين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية،في المناطق الصحراوية، والحقيقة أن مثل هذه الحوادث تتكررفي العامين الأخيرين، شجاعة الجيش المغربي النادرة في مواجهة مواطنين عزل غريبة، وأغرب منها ضعفها أمام دولة إسبانيا التي تحتل 15 جزيرة مغربية ومدنا في البر الواقع جنوب المتوسط، (سبتةو مليلة)، ومع ذلك فعلى مدى قرن من الزمن لم نسمع بطلقة - كرابيل- في اتجاه المحتل الإسباني، وهذا أمر مريب حيث الشجاعة في اتجاه الأهل والعشيرة، دون مراعاة لدين أو نسب أو جوار.
والحال هذه أتمنى من الدولة الموريتانية أن تغلق معبر "الكركارات" بصفته بوابة من أرض محتلة، فتمنع بذلك دخول البضائع والسلع القادمة من المغرب تجاه إفريقيا، وتكمل ذلك بمحاسبة المغرب سياسيا على يدها الممتدة بالعدوان والسطو المسلح على حدودنا الشمالية الغربية.
لا يستحق المغرب حاضرة العرب والمسلمين إلا الخير، لكن حين يكون حكامه من طينة الصغار، فسيتأسدون على مجموعة من المنقبين الذين يبحثون عن رزق يعيلون به ذويهم، دون ـ حسيب ولارقيب ـ ،فذلك يستدعي من الدولة قياما بالواجب تجاه شعبها وبلدها أن تحتج على المغرب.
لايعني هذا السكوت على الجزء الثاني من لعبة القط والفأر، بل ينبغي إيصال رسائل واضحة أن موريتانيا خرجت من أزمة الصحراء لابسبب القناعة أنها ليست أرضا موريتانية، وإنما بسبب لعب الكبار ومن خلفهم قوى دولية مؤثرة في المشهد، تحشر أنفها في مشاكلنا وتملي علينا في السياسة والجغرافيا، حتى نظل تبعا لها في الاقتصاد والتاريخ.
لقد خرجت موريتانيا من هذا الصراع لأنها لاتبيح إهراق الدم الحرام، ولاترتاح لقتال بين الأهل والأحبة، وكان بمقدورها أن تجد أعوانا لها في موقفها وسندا، لكنها خرجت من الحرب، ولاتريد من الأحبة إحراجها أوأن يتدثر بها في هذا الصراع الصفري، إدراكا منها أن انتصار الأخ على شقيقه لايمكن أن يسمى نصرا، بل هو العار و القطيعة للرحم، لذلك يجب على دولتنا أن تكون قوية في موقفها الثابت القائم على الحياد الإيجابي الذي يقول بحق أهل الصحراء في تقرير مصيرهم بشكل شفاف حتى تنتهي هذه اللعبة القذرة التي رسمها الكبار لقادة المنطقة الصغار، وباتوا يبعيون السلاح لأطراف الصراع كي تظل ناره موقدة.
فغير مقبو ل أن يظل المنقبون وغيرهم من أبناء البلد وقودا أو حشو بنادق في معركة لانقود فيها ولانسوق.
السالك ولد حيداد