وفي صلاة الحرب خلف إمام واحد: {وَإِذاَ كُنْتَ فِيهِمْ فأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فلَتقَمْ طَائفِة مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيأَخُذوُا أسْلِحَتهُمْ فإِذاَ سَجَدوُا فلَيَكُونوُا مِنْ وَرَامِكُمْ وَلْتأَتِ طَائفَة أخْرَى لَمْ يصَلوُّا فلَيصَلوُّا مَعَكَ وَلْيَأخُذوُا حِذْرَهُمْ وَأسْلِحَتهُمْ وَدَّ الذِّينَ كَفَرُوا لَوْ تغَفلُوُنَ عَنْ أسْلِحَتِكُمْ وَأمْتِعتِكُمْ فيَمِيلوُنَ عَليْكُمْ مَيْلَة واحدة} [النساء:102].
ونقرأ في آية الصيام: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضا أوْعَلَى سَفَرٍ فَعِدةَّ مِنْ أيَاَّمٍ أخَرَ يرِيدُ
اللَّه بِكُمُ الْيسُرَ وَلا يرِيدُ بِكُمُ الْعسُر} [البقرة:185].
ونقرأ في آيات المحرّمات في النكاح: {يرِيدُ اللَّه أنْ يخُفِفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ
الْإِنْسَانُ ضَعِيفا }[النساء:28].
ونقرأ بعد مشروعية العفو في القصاص، قوله تعالى: {ذلِكَ تخَفِيفٌ مِنْ رَبِكُمْ
وَرَحْمَة ٌ} [البقرة:178].
ونقرأ في شأن الدين كله، قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَليْكُمْ فِي الدِ ينِ مِنْ حَرَج} [الحج:78]. وكلمة "من حرج" هنا نكرة في سياق النفي، فتعمّ كل حرج، فليس في دين الله حرج قط، في العبادات أو المعاملات، أو الجنايات أو السياسات.
وكما يلتزم منهج الوسطية المنهج القرآني في التيسير: يلتزم المنهج النبوي الذي يقول: "يسّروا ولا تعسّروا، بشّروا ولا تنفروا [متفق عليه: رواه البخاري في العلم (69)، ومسلم في الجهاد والسير(1734)، كما ر واه أحمد في المسند(13175)، وأبو داود في الأدب (4794) عن أنس].