وحين أرسل عليه الصلاة والسلام أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن، أوصاهما بوصية جامعة قال فيها: "يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا" [متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (3038)، ومسلم في الجهاد والسير (1733)، كما رواه أحمد في المسند) 19742عن أبي موسى].
وحين بال أعرابي في المسجد، وثار عليه الصحابة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعاملوه برفق، ويعذروا نشأته وبداوته، وأنه لم يتهذب بعد بأدب الإسلام، فقال: "لا ترزموه" أي لا تقطعوا عليه بولته "وصبوا عليه ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين" [متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء 221))، ومسلم في الطهارة 2543))، كما رواه أحمد في المسند 7255))، والترمذي
(147)، والنسائي 54)) كلاهما في الطهارة عن أبي هريرة].
وشرع الرسول الكريم من الرخص والتخفيفات ما لا يجهله مسلم، وقال: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته" [رواه أحمد في المسند 5866))، وقال مخرّجوه: صحيح، وابن خزيمة في الصيام (2027)، وابن حبان في الصلاة (2742)، وقال شعيب: إسناده قوي، عن ابن عمر]
وفي حديث آخر: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه" [رواه ابن حبان في (354)]، وقال شعيب: إسناده صحيح، والطبراني في الكبير(11/323 ) عن ابن عباس..]
ولا سيما الرفق بالضعفاء، سواء كان ضعفهم من قبل فقد الصحة، وهم المرضى، أو من جهة فقد الأب، وهم اليتامى، أو من جهة فقد المال وهم المساكين، أو من جهة فقد الوطن، وهم أبناء السبيل، أو من جهة فقد الحرية، وهم الرقيق أو ما ملكت الأيمان.