وقد تقرر من القواعد الكلية الفقهية المتفق عليها: قاعدة "المشقة تجلب التيسير" تنبني عليها فروع وتفصيلات جزئية في سائر أبواب الفقه.
وقد ألفت كتب، وقُدّمت أطروحات علمية في الدراسات العليا في الجامعات العربية والإسلامية في إثبات اليسر ورفع الحرج في الشريعة.
تحديد المفهوم من التيسير المقصود هنا:
ولا بد لنا من بيان المراد من "التيسير" الذي جاء به القرآن والسنة، ويتبناه منهج الوسطية الذي ندعو إليه، حتى لا يترك هذا المفهوم غامضاً، تفسره كل فئة، بل كل فرد بما يحلو له.
ويحسن بي أن أنقل هنا خلاصة مما كتبته حول هذا المعنى في كتابي "الصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد" فقد ذكرت أن التيسير يعني جملة أمور:
- - مراعاة جانب الرخص:
مراعاة جانب اليسر والرخص في الشريعة إلى جانب العزائم، فلكل أهله، ولا ينبغي أن نعامل الناس كلهم بمستوى واحد، ولا يطالب الضعفاء بما يطالب به الأقوياء، ولا حديث العهد بالإسلام أو التوبة، مثل العريق في الإسلام والالتزام به، فقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض الأعراب: الاكتفاء بالفرائض الأساسية وحدها، مع حلفه أنه لا يزيد عليها ولا ينقص، ومع هذا قال: "أفلح إن صدق" أو "دخل الجنة إن صدق"، وقال في بعض الأحوال: "من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه".