نسائم الإشراق، الحلقة رقم (1798) 21 يناير2022م، 18جمادى الآخر 1443هـ، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات، الشيخ يوسف القرضاوي، الحلقة رقم (72).

فإذا افترضنا أن الفقيه اختار الرأي الأثقل، فينبغي في رأيي أن يشير إلى الرأي الآخر. ولا يحمل الناس على رأي واحد. فتكون فتنة، كما قال الإمام مالك – رضي الله عنه – معللاً رفضه: حمل الناس على "الموطأ". 

ولا يعني التيسير فيما تعم به البلوى: أن نُحل المحرمات المقطوع بها، مثل الربا، أو الخمر، أو المخدرات، ونحوها، مما جاءت به نصوص محكمات، لا يجوز إهمالها أو التلاعب بها، اتباعاً لأهواء الناس. فقد قال تعالى: {ثمَّ جَعلَناَكَ عَلَى شَرِيعةٍ مِنَ الْأمْرِ فاَتبِّعْهَا وَلا تتَبِّعْ أهْوَاءَ الذِّينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يغُنوُا عَنْكَ مِنَ اللَّه شَيْئا  وَإِنَّ الظلِمِينَ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّه وَلِيُّ الْمُتقِّينَ}. [الجاثية:18-19].

5 - مراعاة قواعد الشرع الميسرة:

ومما يدخل في معنى التيسير: الرجوع إلى القواعد الشرعية، التي أصلها الفقهاء من جميع المذاهب، وكلها تعين على قبول التيسير، والاستغناء عن الإعنات والتعسير.