فإذا افترضنا أن الفقيه اختار الرأي الأثقل، فينبغي في رأيي أن يشير إلى الرأي الآخر. ولا يحمل الناس على رأي واحد. فتكون فتنة، كما قال الإمام مالك – رضي الله عنه – معللاً رفضه: حمل الناس على "الموطأ".
ولا يعني التيسير فيما تعم به البلوى: أن نُحل المحرمات المقطوع بها، مثل الربا، أو الخمر، أو المخدرات، ونحوها، مما جاءت به نصوص محكمات، لا يجوز إهمالها أو التلاعب بها، اتباعاً لأهواء الناس. فقد قال تعالى: {ثمَّ جَعلَناَكَ عَلَى شَرِيعةٍ مِنَ الْأمْرِ فاَتبِّعْهَا وَلا تتَبِّعْ أهْوَاءَ الذِّينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يغُنوُا عَنْكَ مِنَ اللَّه شَيْئا وَإِنَّ الظلِمِينَ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّه وَلِيُّ الْمُتقِّينَ}. [الجاثية:18-19].
5 - مراعاة قواعد الشرع الميسرة:
ومما يدخل في معنى التيسير: الرجوع إلى القواعد الشرعية، التي أصلها الفقهاء من جميع المذاهب، وكلها تعين على قبول التيسير، والاستغناء عن الإعنات والتعسير.