نتائج بحوث مؤقتة : هل سنحتاج إلى جرعة ثانية معززة؟
لقد أصبح جليا أن الجرعة المعززة من لقاح كوفيد، توفر في الوقت الحالي، حماية جيدة من الإصابات الشديدة جراء العدوى بأوميكرون. فهذه اللقاحات تستثير المنظومة المناعية، لإنتاج أجسام مضادة تقضي على الفيروس فور وصوله إلى الجسم، وتمنعه من إصابة الخلايا؛ كما أنها تقلل من خطر انتقال العدوى إلى الآخرين بشكل حاسم. كما أنها تؤدي إلى إنتاج خلايا Bو T المعمرة و المسؤولة عن الذاكرة المناعية، والتي تعطي مناعة طويلة المدى؛ تقوم هذه الخلايا بالقضاء على الخلايا التي قد تصاب بالعدوى الفيروسية، مما يقى من تطور الإصابة إلى مراحل حرجة، لكنها لا تساهم بالضرورة في تقليل درجة العدوى وسرعة التفشي.
أما الآن، و في حالة أوميكرون، يعتبر الانتقال و التفشي القضية الأهم في ظل الإعداد الكبيرة من المصابين، ليس نتيجة إصابتهم بالمرض فحسب، بل نتيجة الوقت الذي يتوقفون فيه عن العمل؛ الأمرالذي يجعل الباحثين يولون الاهتمام الأكبر، للأجسام المضادة التي تساهم بشكل حاسم في الحد من انتشار العدوى، على حساب خلايا الذاكرة المناعية، في محاولة للإبقاء على أعداد المصابين تحت السيطرة. إلى ذلك، فقد نوهت دراسة بريطانية حديثة، إلى أن مستويات هذه الأجسام المضادة، تبدأ في الانخفاض بعد 10 أسابيع من أخذ الجرعة المعززة. وقد وجدت الوكالة البريطانية للأمن الصحي، من خلال التحاليل، أن قدرة الجرعة المعززة على الحماية بدأت تضعف عند بعض من تلقوها قبل أكثر من عشرة أسابيع؛ حيث انخفضت فعالية اللقاح ضد أعراض المرض إلى ما بين 15 و 25 في المائة. بينما من المرجح أن تبقى خلايا الذاكرة المناعية لفترة أطول، وتوفر حماية ضد تفاقم الإصابة، دون معرفة فترة بقائها أو مستوى فاعليتها على وجه التحديد.
إسرائيل فضلت عدم المخاطرة، وباشرت بتوفير الجرعة الرابعة (الدفعة الثانية المعززة) لفائدة كبار السن والفئات الهشة صحيا، سعيا منها لمحاصرة متحور أوميكرون والحد من انتشاره. دول أخرى تقوم بمتابعة الإحصاءات و التقارير، ومن المرجح أن بعضها سيوفر التلقيح الثاني المعزز خلال النصف الأخير من هذا العام.
في الوقت ذاته، ومن خلال ما أثبته هذا التحور الأخير من سرعة تغير الأمور و المعطيات، فقد بدأ العديد من صناع اللقاح بتطوير لقاء معزز خاص بمتحور أومكرون؛ إلا أن هذا سيأخذ وقتا. في حين أن علينا التركيز على احتواء التفشي الحالي.
موقف متردد من التلقيح المعزز
قد لا يتقبل الكثيرون فكرة أخذ اللقاح المعزز بعد وقت يسير من من أخذ اللقاح الأصلي، و أنا أفهم ذلك تماما؛ لكن الحقيقة هي أن الطفرات ستستمر في الحدوث، وتنتج متحورات جديدة طالما لم تتحقق المساواة في توفر اللقاح على مستوى العالم. من شبه المؤكد أن البلدان الأكثر فقرا ستوفربيئة مثالية لظهور متحورات جديدة نتيجة قلة أعداد الحاصلين على اللقاح؛ وستنتشر هذه الطفرات عبر العالم بشكل سريع. صحيح أن الجرعات المعززة مهمة، لكن من المهم أيضا أن يحصل سكان الدول الفقيرة على الجرعات الأولى و الثانية من اللقاح.
تولي الدول الغنية الاهتمام الأكبر للداخل في حربها ضد فيروس كوفيد – 19؛ وتقوم بكل ما تستطيع لحماية شعوبها؛ لكن لعبة القط والفأر التي تجري بين الطفرات المسجدة و الجرعات المعززة ستستمر، مالم تعمل هذه الدول على المساهمة في توفر اللقاح للجميع عبر العالم.
خبر جيد: في مواجهة الحصار الأمريكي، كوبا تصنع اللقاح الفعال الخاص بها
مع بداية الجائحة، أدركت كوبا أن ستين سنة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضدها سيجعل مهمة استيراد لقاحات كوفيد لحماية مواطنيها مهمة صعبة. لذلك قررت صناعة لقاح خاص بها.
باحثون في شركات تكنولوجيا حيوية تديرها الدولة بدأوا في تطوير لقاحات لكوفيد، ليخرج معهد فينلي للقاحات بهافانا على العالم بلقاح Soberana 02، والذي دخل المرحلة الثالثة من التجارب الاكلينيكية، في مارس 2021؛ ولصناعة لقاح Soberana 02 قام الباحثون بمعهد Finlay بدمج أجزاء من بروتين أشواك فيروس كورونا مع جزء غير فعال من توكسين الكزاز ،من أجل تحفيز إنتاج الخلايا المناعية و الأجسام المضادة. وقد تم التصريح باللقاح للكبار في كوبا مطلع شهر أغسطس 2021، وقد أظهرت دراسة أجريت في شهر نفمبر فعالية اللقاح الكوبي في الوقاية من أعراض الإصابة بكوفيد-19 بنسبة تتجاوز 90 في المائة، عند استخدامه مع لقاح ذي صلة.
اللقاح الثاني الذي تمت صناعته في كوبا بمركز الهندسة الوراثية و التكنولوجيا الحيوية (CIGB)، والذي أطلق عليه اسم Abdala عثر على أن فعاليته في الوقاية من الإصابة الشديدة تصل نسبة 92 بالمائة؛ نتائج المرحلة الثالثة من التجارب لم تنشر بعد، لكن اللقاح تم اعتماده للكبار في يوليو 2021. اللقاحين تم إعطاؤهما للأطفال في كوبا، ويتم حاليا تصديرهما لدول أخرى تقع تحت طائلة العقوبات الاقتصادية الأمريكية من بينها فينزويلا و إيران.
يتواصل......
المصدر: الجزيرة الانجليزية