فرنسا ومشاعر المسلمين/ الرئيس محمد غلام الحاج الشيخ

مازلت مقتنعا برأيي بعدم استنفار أمة كاملة تلبية لرغبة ساقط يبحث عن شهرة بإساءة عصم الله رسالته ونبيه منها ولكن نظرا للإهتمام الذي لقيه حديث فضيلة شيخنا محمد الحسن الددو وما وصلني من اتصالات تعليقا على مطالبة الشيخ بقطع العلاقات مع فرنسا وفي هذا المضمار أود التنبيه على الآتي: أولا فضيلة الشيخ أحد الرموز الأول اليوم للمسلمين وحين يتحدث فهو تعبير عن مشاعرهم وأقل ما يمكن من ردة فعلهم على إساءة بالغة وجرح تنكؤه دوائر فرنسية وأروبية دوريا. والشيخ في حديثه لم يكن سلبيا ولا مغاليا عندما عبر عن المطالبة بفعل سلمي يقدر عليه الإنسان العادي وهو المقاطعة الاقتصادية. وقد وجه بقية الجهد عمليا الى البقية الباقية من الحكام عندما طالب بقطع العلاقة، فعمليا أراد الشيخ من ذلك أن يقود الساسة وأهل المسؤوليات العبء وأن يتولوا زمام المبادرة. صحيح أنه رفع سقف المطالب دبلوماسيا حسب تفسير البعض، لكن الموضوع موجه ومنوط بمن يدير العلاقات وهو الحكام والوزراء. وهم من يحدد الرد ولهم يرجع القرار وبذلك يكون الشيخ قد وجه المسلمين للتعامل عمليا مع الأزمة من خلال الدوائر حكوماتها ودبلوماسيتها. وذلك في سياق مطلبي مضبوط بالأساليب والتقاليد القانونية والدولية وكأنه سحب من الأفراد والجماعات التصرف من تلقاء أنفسهم بتلك الدعوة وأحالها إلى أولي الأمر وليس في الأمر أي غرابة فهو طلب موجه إلى جهة الاختصاص. ثانيا على الإخوة المشفقين على الشيخ والمذكرين بأهمية العلاقة مع فرنسا أن يُذكروا فرنسا بأهمية مراعاة خواطر المسلمين فإن أمة بحجم مليار وثمانمئة مليون إنسان تسكن الكرة الاضية بكل قاراتها لا يمكن أن تظل مصبا للإساءات ولا يجوز لفرنسا صاحبة الدبلوماسية والإمكانيات الثقافية والأديبة أن تستمر في استفزازها وطعنها في أغلى ما تقدس واعظم من تتبع وتحب وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. على المذكرين بأهمية العلاقة مع فرنسا أن يذكروها بما تقوم به من شطب مصالح المسلمين ودعمها المتواصل للدكتاتوريات التي تحكمهم وتقتلهم كما أنها شديدة الحساسية من رموز المسلمين العلمية والدعوية بحيث أضحت تمنع غالبيتهم مجرد تأشيرة لدخول أراضيها وهو قطع من طرفها للعلاقات مع رموز يجلها المسلمون ويلتفون حولها فرنسا يا سادة تُمعن في الاستخفاف بهذ الواقع الضخم الذي يسمى المسلمين ومالم تغير من الغطرسة السياسية تجاهه فلا يتوقع من القادة الحقيقين للمسلمين أن ينثروا الورود أمام الاساءات المتكررة لمقدساتهم.