رأى السويسري جاني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأربعاءـ أن إقامة كأس العالم كل عامين بإمكانها أن تساعد في حل مشكلة تسلل المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط الذين يجب “منحهم الأمل”، قبل أن يقول إنه “أسيء تفسير” تصريحاته بعد انتقادات لاذعة طالته.
وقال رئيس الهيئة الدولية أمام الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية إن كرة القدم تتجه حاليا “في اتجاه يكون فيه القليل من الناس يملك كل شيء والأغلبية العظمى لا تملك شيئا”.
وتابع “أفهم أن كأس العالم تقام مرتين في الأسبوع في أوروبا، لأن أفضل اللاعبين يلعبون في أوروبا”.
وأردف صاحب الـ51 عاما قائلا “لكن إذا فكرنا في بقية العالم…الذي لا يرى أفضل اللاعبين الذين لا يشاركون في المنافسات الكبرى، فعلينا أن نفكر فيما تقدمه فعلا كرة القدم التي تتخطى أبعادها الرياضة فقط”.
واجهت فكرة إقامة كأس العالم كل عامين بدلا من أربع سنوات المعمول بها منذ النسخة الاولى للحدث العالمي في 1930، اعتراضا كبيرا من الاتحادين الاوروبي والاميركي الجنوبي للعبة وكذلك الأندية الكبرى، في حين لاقت تأييدا بإجماع 54 اتحادا إفريقيا.
وقال إنفانتينو “يجب أن نشملهم، نحتاج إلى إيجاد طرق لتشمل العالم بأسره، لإعطاء الأمل للأفارقة حتى لا يضطرون الى عبور البحر الأبيض المتوسط بحثا ربما عن حياة أفضل، أو حتى إمكانية الموت في البحر”.
وأضاف “نحن بحاجة لإعطاء الفرص، وعلينا أن نعطي الكرامة، ليس من خلال الأعمال الخيرية ولكن من خلال السماح لبقية العالم بالمشاركة”.
ولاقى كلامه انتقادات لاذعة سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وغرد المسؤول الإعلامي في منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية أندرو ستروهيلين “يجري زملائي في هيومن رايتس ووتش مقابلات مع لاجئين من جميع أنحاء العالم كل يوم تقريبا. نكتب تقارير عن الأسباب – الانتهاكات والمصاعب – التي أجبرتهم على مغادرة بلادهم. لم يذكروا أبد ا توقيت إقامة بطولات كأس العالم”.
كما أعرب رونان إيفين، المدير التنفيذي لجمعية “مشجعي كرة القدم في أوروبا” (فوتبول سابورترز يوروب) عن امتعاضه من كلام الرئيس، مغردا “إلى أي مدى يمكن أن يكون إنفانتينو منحطا؟ إن استغلال الموت في البحر الأبيض المتوسط لبيع خطته المجنونة أمر لا يمكن وصفه بالكلمات.
وأدى ذلك إلى توضيح من رئيس الهيئة الدولية في بيان.
وقال إنفانتينو “بالنظر إلى أن بعض الملاحظات التي قدمتها أمام مجلس أوروبا في وقت سابق اليوم، أسيء تفسيرها وأخذت خارج سياقها، أود أن أوضح أن… رسالتي العامة كانت أن كل شخص في موقع صنع القرار يتحمل مسؤولية لمساعدة تحسين ظروف الناس في جميع أنحاء العالم”.
وتابع “إذا كان هناك المزيد من الفرص، بما في ذلك في إفريقيا، من دون أن يقتصر على تلك القارة حتما، فمن المفترض أن يتيح ذلك للناس اغتنام هذه الفرص في بلدانهم”.
وأكد “كان تعليقا عاما، ولم يكن مرتبطا بشكل مباشر بإمكانية إقامة كأس العالم كل عامين”.