قال تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية، إن إسرائيل استخدمت برنامج التجسس "بيغاسوس" (Pegasus)، الذي أنتجته مجموعة "إن إس أو" (NSO Group) الإسرائيلية كأداة للدبلوماسية.
وأشار التحقيق الذي أجرته الصحيفة على مدار عام، ونشر تحت عنوان "المعركة من أجل أقوى سلاح إلكتروني في العالم"، وتضمن مقابلات مع مسؤولين وقادة أمنيين أميركيين، إلى أن إسرائيل خلال عملية ترخيص التصدير، كانت لها الكلمة الفصل بشأن الجهة التي يمكن لمجموعة إن إس أو، بيع برامج التجسس الخاصة بها.
وقد سمح ذلك لإسرائيل بجعل الشركة ومثيلاتها مكونا مركزيا ضمن إستراتيجيتها للأمن القومي لسنوات، وذلك باستخدامها لتعزيز مصالح الدولة في جميع أنحاء العالم.
ويخلص التحقيق إلى أن إسرائيل جنت مكاسب دبلوماسية في جميع أنحاء العالم من بيع برنامج التجسس بيغاسوس، مع تغاضيها عن استخدامه من قبل الدول التي تقتنيه وتستخدمه ضد الصحفيين والناشطين الحقوقيين والمعارضين السياسيين.
ووفقا للتحقيق، فإن دولا مثل المكسيك وبنما غيرت مواقفها تجاه إسرائيل في مناسبات التصويت الرئيسية في الأمم المتحدة بعد حصولها على نظام التجسس الذي تنتجه شركة "إن إس أو" الإسرائيلية.
ويكشف تحقيق نيويورك تايمز أيضا كيف لعبت مبيعات بيغاسوس دورا حاسما مع أنه غير مرئي، في تأمين دعم دول عربية في الحملة الإسرائيلية ضد إيران، وحتى في التفاوض على اتفاقيات التطبيع الأحدث (الإمارات) المبرمة عام 2020.
وكشف التحقيق أيضا أن أداة التجسس القوية "بيغاسوس" وثقت علاقات إسرائيل بجيل جديد من القادة اليمينيين في جميع أنحاء العالم، كما حدث في بولندا والمجر والهند.
وذكر أن الولايات المتحدة اقتنت هي الأخرى نظام التجسس "بيغاسوس" واختبرته سرا على مدى أعوام، ومكنت تلك الأداة عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي من تحويل أي هاتف ذكي إلى أداة مراقبة فعالة في جميع أنحاء العالم باستثناء الولايات المتحدة، ولكن الشركة وبترخيص من تل أبيب، أنتجت نسخة من البرنامج تتيح التجسس على الأرقام الأميركية، وعرضتها على وكالات إنفاذ القانون والتجسس في واشنطن.
وقد أثار العرض التقديمي للنظام جدلا بين محامي الحكومة في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي دام عامين واستمر -عبر إدارتين- حتى الصيف الماضي، حيث قرر إف بي آي (FBI)، عدم استخدام نظام بيغاسوس، مع أنه جدد عقده مع الشركة المنتجة بتكلفة ناهزت 5 ملايين دولار.
ويكشف التحقيق في الختام أن شركة أميركية للأسلحة السيبرانية طورت نظاما خاصا بها لمهاجمة الهواتف المحمولة، وعرضته أخيرا على الوكالات الحكومية.
التجسس على دبلوماسيين فنلنديين
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الفنلندية الجمعة أن هواتف محمولة تابعة لدبلوماسيين فنلنديين تعرّضت للتجسس باستخدام برنامج "بيغاسوس" السيبراني.
وقال رئيس أمن المعلومات في الوزارة ماتي بارفيانين لوكالة الصحافة الفرنسية "نستطيع الآن أن نكون واضحين، كانت هناك برامج تجسس في هواتفنا".
وتعود الأجهزة المحمولة المستهدفة لدبلوماسيين فنلنديين يعملون في الخارج.
ورفضت الوزارة التعليق على عدد المستهدفين أو هوية المهاجم السيبراني.
وقال بارفيانين "لدينا تكهنات جيدة" حول مدة تعرض الدبلوماسيين للتجسس، علما أنه توقف.
وأشارت الوزارة إلى أن هواتف الدبلوماسيين تحمل معلومات إما عامة وإما في أدنى تصنيف أمني، ولكنها أضافت أن "المعلومة ومصدرها قد تكون سرية بين الدبلوماسيين".
ويمكن لبرنامج "بيغاسوس" أن يخترق كاميرا أو ميكروفون الهاتف ويحصل على بياناته.
وكان البرنامج في صلب فضيحة تجسّس عالمية العام الماضي بعد انتشار لائحة بـ50 ألف جهة من المحتمل أن تكون قد تعرضت للتجسس في مختلف أنحاء العالم، وتضم صحفيين وشخصيات سياسية وناشطين حقوقيين.
وأُعلن عن استقالة رئيس مجلس إدارة مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية المطورة لبرنامج التجسس "بيغاسوس" الثلاثاء، في خطوة نفت الشركة أن تكون مرتبطة بالجدل المثار حولها وحول برنامجها.
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أدرجت الولايات المتحدة "إن إس أو" على قائمة الشركات التي تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي.
المصدر : الجزيرة