المرأة الموريتانية.. تاج نساء العالم
من أقوال الشاعر الرمز (1969)، أحمدو ولد عبد القادر،
حفظه الله ورعاه،
أبناؤنا درسوا العلوم ** فهموا الثقافة والحياة
جاؤوا إلينا مرّة ** قالوا لنا: أنتم بداة
من متحف التاريخ لا ** تتحركون من السبات
قلنا لهم: نحن البداة ** حقا، فأين نرى الهداة؟
في منتصف ستينات القرن الماضي ومع بداية التقري والانفتاح على العالم، ظهر جيل من الشباب يحمل شعار "الترقي" و "المَوضة". شباب يعتاد الذهاب إلى السينما "المنى" و"لآزيس"، ويسهر في حفلات مقهى "بار مماسيتا" الواقع في مدخل "لكصر"، ويتعاطى "الأشياء" المحرمة شرعا وعرفا، ويعلن تخليه و انسلاخه من المنظومة القيمية الوطنية، ويخرج عن سلوك وأخلاقيات المجتمع وعاداته في كل شيء: اللغة، والملابس، والحلاقة، والذوق، والخطاب، والمحرمات، إلخ.. وهذا الجيل المعروف باسم "Yéyé" ("يي -يي") كان يزدري اللغة العربية ويتهكم على المقرئ العربي، وعلى كل ما يرمز للتاريخ والتراث والأصالة والهوية والشخصية الثقافية الموريتانية، ويحتفي بكل ما هو أجنبي ومستورد: سروال "اچين"، السجارة، كوكا كولا، غمار، زوجات أجنبية، إلخ.. ولكن شباب الYéyé هؤلاء رسبوا في مدرسة الحياة ولم يحققوا شيئا يعتد به. لا أعرف منهم اليوم مهندسا ولا أديبًا ولا خطيبا ولا كاتبا ولا صحفيا ولا سياسيا، إلاّ ما ندر..
ذكرني ذلك المخلوق، وهو يتحدث عن المرأة الموريتانية بما لا يليق بجمالها ومقامها، ذكرني بتلك الحِقبة من الزمن وأولئك الشباب الذين فشلوا وأخفقوا في التواصل الرشيد مع مجتمعهم، فانشغلوا بتشويه صورة بلدهم وشعبهم ..كأنه "قال لنا: أنتم بداة **
من متحف التاريخ لا ** تتحركون من السبات
قلنا له: نحن البداة ** حقا، من أين نرى الهداة؟