أي رياح تهب على إفريقيا جنوب الصحراء؟/ محمد محمود إسلم عبد الله

يخرجون من رحم عذابات وبؤس القارة الافريقية ببزاتهم الداكنة ونجومهم التي خفت بريقها تحت لفح الهواجر والسموم ، في وجوههم قسوة ، وفي أعينهم بريق ذكاء وتحدي ، وفي ملامحهم وسَمتهم بساطة وصلابة وقوة ، معتدٌون بأنفسهم وشعوبهم وماضيهم السحيق حيث كانت قارتهم مهدا للبشرية ، ومنطقتهم بشكل خاص أرضا خصبة للامبراطوريات والممالك والملوك ، إنهم أبناء ممالك غانا ، ومملكة مالي ، ومملكة سونغاي ، ومملكة الهوسا ، وإمبراطورية الفلان .....

إنهم أسياد أرضهم حتى الأمس القريب ، لقد سئموا عنجهية الرجل الأبيض المتسلط القادم من وراء البحار منذ زهاء قرن ونصف مستعمرا سرمديا يتحور كطفرات فيروس كورونا ولكن لا يتبدل ، يغير أساليبه وتكتيكاته لكن استيراتيجياته ثابتة لا تتغير ، ونظرته المتعالية قاسية على من لديهم ذرة من كرامة ، إنه سيد في نظر نفسه على أرضهم وهم العبيد.

لقد مل الأفارقة ذوو البشرة السمراء والقلوب البيضاء من المستعمرين الأوربيين ذوي البشرة البيضاء والقلوب السوداء ، إن الاستعباد عن طريق الديون والمساعدات ، ونهب الثروات والمواد الأولية وتفكيك الدول ، واللعب بالتناقضات الدينية والاثنية ، والنفخ في رماد بؤر التوتر الغافي جمرها تحت رماد الأيام جعل منطقتنا بأسرها ـ وقريبا القارة كلها ـ  تغلي كبركان دخل في طور النشاط .

يكفي أن ندرك أن التطرف في منطقتنا أصبح يمتد من تخوم ليبيا بمحاذاة الحدود الجزائرية إلى شمال مالي إلى بوركينفاسو ، ويغطي منطقة دول بحيرة تشاد ، ويتمدد من نيجيريا باتجاه دول خليج غينيا التي لا يمتلك أغلبها جيوشا بحجم التحديات والتهديدات.

الفقر والجهل وتدني مستوى التعليم والتخلف والأمراض والأوبئة الصحية والفكرية ترزح تحت وطأتها قارتنا منذ عقود ، ويبدو أن ليلنا السرمدي إن لم تحصل معجزات سوف يطول.

 إن خسارتنا لبلداننا ، بل وفناءنا بات قدرا محتوما إن لم نثر ونتلاحم ونتكاتف ، ونسوي مشاكلنا البينية بالحوار والتنازلات المتبادلة دون إملاءات وإكراهات القوى الغربية وترهيبها وإغراءاتها التي يحسبها الظمآن ماء وهي مجرد سراب.

إن الرعب من الغربيين المتأصل في النفوس أحيانا لا يكون له ما يبرره خاصة إذا كانت أحلام الشعوب موؤودة ، وطموحاتها معلقة ، ومستقبلها متروك لرحمة المجهول ، الخطر على الحكام حينها يأتي غالبا من الداخل ، لقد قالها الشهيد صدام حسين بابتسامته المهيبة (أنا ستعدمني آمريكا وأنتم ستعدمكم شعوبكم)  لكن من يصغي للصقر خاصة إذا كان في قفص الصياد؟

الانقلابات

يقول الشاعر السوري المحبوب والدبلوماسي نزار قباني في قصيدة "الديك" : ( .... في حارتنا .. ثمة ديك عدواني ، فاشيستي ، نازي الأفكار ، سرق السلطة بالدبابة ، ألقى االقبض على الحرية والأحرار ، ألغى وطنا ، ألغى شعبا ، ألغى لغة ، ألغى أحداث التاريخ ، وألغى ميلاد الأطفال ، وألغى أسماء الأزهار....).

تكاد هذه القصيدة تكون وصفا دقيقا لجل الانقلابات التي عرفتها القارة الإفريقية تحديدا وإلى الأمس القريب ، إنقلابات تربو في مجملها على مائتي انقلاب عسكري، غير أن رجالا قلائل قد يكونون استثناء وشذوذا عن تلك القاعدة ، استحضرت ذلك وأنا أقرأ برقية لإحدى الوكالات الدولية تتحدث عن محاولة انقلاب انتحاريه في غينيا بيساو ، وبعض ردود الأفعال على الإنقلاب الأخير في بوركينافاسو والتي غالبا ما تكون ذرا للرماد في العيون.

إن علينا أن لا ننسى أن جمهورية بوركينافاسو التي تشغل الرأي العام الدولي والإعلام هذه الأيام هي التي أنجبت الثوري الشيوعي "توماس سانكارا" الذي كان يلقب ب (اتشي جيفارا إفريقيا)  ، والذي جسد مقولة سميه الشهيرة (إن الحياة كلمة وموقف ، الجبناء لا يكتبون التاريخ ، التاريخ يكتبه من عشق الوطن وقاد ثورة الحق وأحب الفقراء) تشي جيفارا.

إن فولتا العليا قبل قدوم سانكارا في انقلاب لقي حفاوة شعبية بالغة في العام 1983 كانت نسيا منسيا ، وبلدا هشا يعيث فيه التخلف والتبعية والفساد والأمية والأوبئة وهيمنة المستعمرين الفرنسيين ، فضلا عن الفقر المدقع الذي قال عنه المعلم الأول أرسطو (الفقر هو أصل الثورة والجريمة).

إن الروح الثورية والإنجازات العملاقة في شتى المجالات لهذا الشاب الحر الثائر يجب أن تظل مصدر إلهام ليس للبوركينابيين فحسب ، بل لكافة أبناء القارة السمراء ومحبي الكرامة والتحرر.

قبل وفاته أو قتله على الأصح بأسبوع واحد قال سانكارا كأنه يرثي نفسه بنفسه ، ولربما متنبئا بالمستقبل (يمكن قتل الثوار لكن أفكارهم لا تقتل ) .

 كانت فرنسا يومها قد قررت أن تتخلص من هذا المارد العملاق المشاغب ، خاصة بعد رفضه سداد الديون السيادية للدول والمؤسسات الغربية ، بل ودعا نظراءه الأفارقة للتمرد ضد ما أسماه العبودية الجديدة والامتناع عن دفع هذه الأموال .

تعاون الفرنسيون مع صديقه ورفيق سلاحه كومباوري الذي باع نفسه للشيطان ، ويقال حينها إن كل مخططات الامبريالية الجديدة في القارة تمرر من مطبخ العجوز العاجي "هفوت بوانيي"  ، لعل وصف الفيلسوف نيتشه (في صدورهم ثورة البغضاء ، وعلى شفاههم بسمة الثلج) يناسبهم تماما .

رحل توماس سانكارا كالعظماء في ريعان شبابه لكنه أعطى لبلده كل شيء حتى روحه التي بين جنبيه ، ولعل بعضنا لا يدري أنه من أعطى لبوركينافاسو اسمها الحالي ومعناه : (أرض الرجال النزهاء) ، ونشيدها وعلمها الوطنيين.

أما كومباوري فكان وسيلة الاستعمار الجديد لقتل رفييقه ولم يكتف بذلك بل حاول تلطيخ سمعته الناصعة فيما بعد ، ولا غرابة في ذلك ، قال غسان كنفاني (إن الصراصير وحدها قادرة على قتل أخيل يا للسخافه) .

لم يكن سانكارا الثوري الوحيد الذي أنجبته القارة الإفريقية فثوار القارة وزعماؤها كثر خاصة من الرعيل الأول ؛ الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، كوامي نكروما ، باتريس لومومبا ... وغيرهم .

إن الثائر الكونغولي لومومبا شخصية نادرة حقا في التاريخ ، لم يتحمل التمييز البلجيكي ضد بني جلدته فناضل وضحى ليكتب لأمته التحرر وله في سجلات التاريخ الخلود ، لقد رفض وقاحة الأوربيين وأدانها بأعلى صوته.

إن إهانة أو على الأصح الرد على إهانة ملك بلجيكا الذي كان حاضرا في حفل استقلال الكونغو بتاريخ 30 يونيو 1960 عن طريق خطاب لومومبا الشهير "الدموع والدم والنار" تردد صداها في أرجاء القارة ، وتغنى بها الكونغوليون ، وتهللت لها أسارير وجوه كل الأحرار في العالم.

لم تنعم الكونغو باستقلالها إلا أياما معدودات لقد أغضبوا الرجل الأبيض"المستعمر المتحضر" ، لذا دخلوا في دوامة من الأزمات الداخلية والصراعات المسلحة التي يقف وراءها جهارا نهارا البلجيكيون والآمريكان وأذيالهم من الكونغوليين ، قال لومومبا (إذا مت غدا فسيكون السبب أن أبيض قد سلح أسود) وهو ما حصل بالفعل .

في مقاطعة كاتانغا وعلى مقربة من شلالات موادينغوشا حيث المستنقعات وأسراب الطيور هناك شجرة مهيبة ترتفع عن الأرض عشرة أمتار قطرها ثمانون سنتيمترا تحت جذعها تمت تصفية لومومبا بوابل من الرصاص رفقة اثنين من كبار حكومته ، يقال إنه تم رفع نصف كيلوغرام من الرصاصات الفارغة من مكان الجريمة النكراء ، وتم التخلص من الجثث عن طريق إذابتها في حمض الكبريتيك ، حقا إن البيض المتفوقين حينها حضاريا وعملاءهم الأنذال إنسانيون بامتياز !

سيكافح المصريون عن طريق كتيبتهم لحفظ السلام في الكونغو لتهريب أطفال لومومبا من بيتهم المحاصر من طرف مليشيات العميل موبوتو المدججة بالأسلحة الآمريكية والبلجيكية ، عملية خطف أبناء لومومبا تمت بأوامر مباشرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، فنفذ الفريق سعد الدين الشاذلي المهمة بمكر ودهاء ، وكانت أوامر الشاذلي لفرق الصاعقة المصرية التي تحت إمرته في الكونغو بتكليف أممي واضحة وصريحة : أبناء الزعيم لومومبا يجب أن يتم تهريبهم عن طريق المطار مهما كلف الثمن .

وصل أبناء لومومبا إلى أرض الكنانة وعاشوا في كنف ناصر وحمى الدولة المصرية ، ومات أبوهم على أرض وطنه غيلة لكن لعنة دمه تطارد بني جلدته إلى اليوم ، وحلم الأمن والرخاء والتنمية في الكونغو بات مستحيلا وبعيد المنال ، لقد تم قتل الروح المعنوية للكونغوليين وتجريدهم من كرامتهم باغتيال زعيمهم اللامع باتريس لومومبا.

نتذكر كل ذلك اليوم بعد الضجة التي أحدثتها الانقلابات الأخيرة في القارة وتحديدا بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء ؛ مالي ، غينيا كوناكري ، بوركينفاسو ، وتشاد أيضا فبعد مقتل إدريس ديبي من طرف مليشيات "جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد" لم يتم نقل السلطة إلى رئيس البرلمان حسب دستور البلاد ، بل تولى نجل ديبي السلطة وحل الحكومة وأوقف العمل بالدستور .

 هذه الانقلابات تمت من طرف ضباط شباب من مواليد الثمانينات ، ويبدو أنها تقلب ظهر المجن لفرنسا فهل هي رياح التغيير حقا تهب أخيرا على القارة من جديد ؟ أم مجرد طموحات فردية ومغامرات أنانية من دون تبصر ؟ أم المؤثرات الخارجية وتلاقحها مع الإحتقانات الداخلية ؟.

الأيام وحدها ستجيب على كل ذلك

ردود أفعال متشنجة

إن صراخ فرنسا وارتباكها ومن ورائها الأوربيون يؤكد حساسية الموقف بالنسبة لها ، وجدية التغييرات أو محاولتها على الأقل في شبه المنطقة ، ومحدودية الخيارات المتاحة لها أمام الواقع الجديد رغم كثافة الوسائل ، و(مهما اشتدت ثورة البراكين تبقى أضعف من ثورة النفوس) جان جاك روسو .

إن الانقلابيين في مالي يشغلون العالم منذ عدة أشهر بمرتزقة "فاغنر" ، وتداعيات ذلك على المنطقة ، ويتحدون فرنسا بأسلوب عنيد لم تألفه من مستعمراتها السابقة ؛ أسلوب يروق للكثير من الأفارقة ، إنه الغضب الإفريقي الذي يعتمر في النفوس ويتضخم منذ عقود ، إنها الثورة من أجل الحرية المستباحة والكرامة المسلوبة ، إنه الكفاح والتضحية بكل شيء ، إنها التحديات التي تكشف مواجهتها عادة عن معادن الرجال.

 الامبراطور الراحل المجاهد ساموري توري مؤسس "امبراطورية واسولو" أحفاده من الكوناكريين يقفون بصلابة خلف انقلابييهم ويتحدون العالم ، يحدث كل ذلك في الوقت الذي يدق فيه البوركينابيون آخر مسمار في نعش التدخل الأوربي والفرنسي "تاكوبا" و "برخان" في منطقة الساحل الإفريقي بأسرها ، أو في مالي على أقل تقدير.

على الأرجح سيتم انسحاب الجميع ، أو النظر في إعادة التمركزات وتموقع الحشود قبل نهاية العام الحالي بسبب تنامي المخاطر والتهديدات ، وتعقد طرق الإمداد ، وانعدام الثقة مع الشركاء المحليين ، لكن من سيملأ الفراغ؟ ومن سيساعد دول المنطقة الهشة ماديا وعسكريا لمواجهة التحديات؟ .

لا أحد يمكن أن يتنبأ جازما بمآلات الأوضاع في شبه المنطقة ، لكنها على مفترق طرق ، إما أن تتكاتف حكوماتها ونخبها وشعوبها لتستعيد دولها كرامتها وتجابه التحديات ، وتفصل أنظمة حكمها على مقاسها ، أو تغرق في مزيد من وحل الصراعات العرقية والتطرف.

مالي ومعضلة أزواد

إن شعب إقليم أزواد الذي يمتد من تمبكتو إلى منحنى نهر النيجر جنوبا وحدود الجزائر شمالا ، إلى حوض أزواج شمال غرب النيجر شرقا ،  والحوض الشرقي في موريتانيا بحدودها الحالية غربا ، إن هذا الفضاء ينسجم كثيرا مع محيطه العربي ، ويمثل خليطا من قبائل كنته ولبرابيش والعرب والطوارق والسنغاي وغيرهم ، ولم يكن الاستعمار عادلا معهم بالمطلق .

إن معضلة مالي الداخلية ـ بعيدا عن الانقلاب الأول والانقلاب داخل الانقلاب ـ هي نتاج ظلم تاريخي ممتد على مدى أزيد من ستة عقود ، لم ولن يتم حلها بالجيوش والعتاد وسياسة فرض الأمر الواقع على أبناء إقليم أزواد ، بل من خلال الحوار بين الجنوب والشمال ، والبحث عن صيغ توافقية قابلة للتطبيق على أرض الواقع لاستعادة التفاهم والتناغم لوقف تمدد التطرف ، ومكافحة التهريب والجريمة العابرة للحدود.

إن الأنظمة المتعاقبة في مالي منذ موديبو كيتا إلى العقيد الحالي آسيمي غويتا لا أحد منهم كلف نفسه عناء إيجاد حل مرضي وجاد مع الشمال ، إن مسامرة هذا الصمم السرمدي  ليس لها ما يبررها فالشمال المالي لم ينسجم على مر التاريخ مع الجنوب إلا نادرا وتحت وطأة التفوق العسكري المفرط القاهر ، وسلسلة الهبات الانفصالية في العقود الأخيرة مجرد امتداد لهذا الواقع التاريخي الشائك .

لقد كان هذا الشمال ـ وخاصة مدينة الاشعاع العلمي والحضاري تمبكتوـ عصيا حتى على الفرنسيين ، فلم يستطيعوا إخضاع الطوارق إلا بعد المجازر التي ارتكبها الميجور جوفير الذي يقال إنه كان يقتل الطوارق كما يقتل الذباب.

تواصلت بعد استقلال مالي دعوات الانفصال وتجاهلتها مالي خاصة في ظل اعتدادها المفرط بقوة حليفتها الأولى فرنسا ، واستحواذها على مقدرات البلد ومركزه الحيوي في الجنوب حتى بلغ الاحتقان والتناقضات أوجها بإعلان بلال آغ شريف نفسه رئيسا لجمهورية أزواد المعلنة من طرف واحد في السادس من إبريل 2012 رغم الرفض الدولي ، واتسونامي الحركات المتطرفة التي دخلت على الخط عائدة من الحرب الأهلية في ليبيا سنة 2011 حوالي 5000 مقاتل ، وبالتالي غرق الإقليم ومالي من ورائه في مزيد من مستنقعات الفوضى والدمار.

إن موريتانيا التي وجدت نفسها في خضم بل واجهة الأحداث نتيجة لموقعها في الساحل ، وكبوابة رئيسية أو احتياطية للعديد من جاراتها الحبيسة في المنطقة بحاجة ماسة إلى مسك العصا من الوسط ، إن قيض لهذه التحركات والأحداث المتلاحقة في المنطقة النجاح ستتغير الكثير من المعادلات ، وإن حصلت لا سمح الله ارتكاسات وانتكاسات وقلاقل ـ وهو أمر وارد ـ عن طريق انقلابات مضادة أو ترويض الانقلابيين الحاليين بطريقة أو بأخرى نكون بذلك قد تجنبنا وضع البيض كاملا في نفس السلة ، وجنبنا بلدنا سخط القوى الدولية المؤثرة.

إن قادة الانقلابات أو الثوار الجدد عليهم جميعا أن لا يستهينوا بمطلب الديمقراطية الملح ، وأن يكرسوا جهودهم للبحث مع النخب عن صيغ توافقية تؤدي للعودة إلى المسار الديمقراطي في هذه البلدان في أقرب الآجال ، فالديكتاتوريات لا تبني وإن بنت يوما ما ستنقض غزلها من بعد قوة أنكاثا.

 إن الأزمات المستعصية والواقع الصعب على شتى الأصعدة يفرض عليهم أن يتلمسوا طريقهم بمكر ودهاء ، وأن يبحثوا عن حلول غير نمطية لأزمات بلدانهم المستفحلة ، وأن يرصوا صفوف جبهاتهم الداخلية ويعززوا من تلاحم شعوبهم التي حولها الاستعمار القديم الجديد إلى فسيفساء ، وأن يتكاتفوا فيما بينهم شعوبا ودولا في هذه الأوقات العصيبة عليهم حقا ، ويحتاطوا و يتحوطوا و يتوجسوا خيفة من شق صفوف مؤسساتهم العسكرية ، وأن يمدوا أيديهم من فوق الطاولة أو من تحتها على الأقل للبلدان التي تناضل ضد الاستكبار العالمي وهيمنة الغرب المطلقة منذ زمن بعيد ، إن لم نكن هنا نعني بذلك الروس والصينيين فمن غيرهم؟

 

الحرية والتحرر لإفريقيا

 والمجد المرصع بتيجان الذهب لكل ثوار الكرامة

لا تخذلوا شعوبكم

قلوبنا وعواطفنا معكم