عبد الحميد الصائغ الفقيه المالكي الذي أفتى بالمقاطعة الاقتصادية
الدعوة إلى مقاطعة الظلمة وأعداء الأمة ليست وليدة اليوم كما يظن بعض الناس، بل لها جذور قديمة في تراثنا الإسلامي. ومن أصرح ما وقفت عليه في ذلك فتوى أصدرها الفقيه عبد الحميد الصائغ القيرواني (ت 486هـ) بتحريم السفر إلى بلاد منطقة صقلية للتجارة، لما ظهر أن حكامها يستعينون بالأموال التي تصلهم من أيدي المسلمين على محاربة الإسلام وأهله.
وقد نقل هذه الفتوى الإمام المازري في جواب له مذكور في المعيار وهذا كلامه:
"ثم لما رأيت ما كان حدث في أول المجلس من الاضطراب أرسلت رسولا إلى شيخنا وإمامنا أجمعين عبد الحميد الصائغ وقد كان انزوى وانقطع عن الفتوى لما هرم، فأتى جوابه بمثل ما أفتيت به وأن ذلك لا يجوز، واعتل بعلة أخرى لم نذكرها فقال: إنا إذا سافرنا إليهم غلت من عندهم الأقوات، وصار إليهم من قبلنا أموال عظيمة يقوون بها على محاربة المسلمين وغزو بلادهم. وكذا كان الأمر في أيامه يتقوون بما يصل إليهم من الأموال على أمور تعود بضرر المسلمين"انتهى بتصرف يسير.
وكنت قد نبهت على هذه الفتوى منذ أعوام في بحث في الموضوع.